يستريح حالياً جُثمان الراحل وديع الصافي في كنيسة مار روكز الحازمية قبل أن يُنقلَ بعد ساعة إلى كنيسة مار جرجس في وسط بيروت، وساعاتٌ قليلة تفصل اللبنانيين عن وداعهم الأخير لوالدهم وحبيبهم وللرجل الذي رفعَ بصوته مجدَ لبنان إلى السّماء.
اليوم يودّع الشعب الصافي، يحدّون عليه شعبيّاً، بعدما تكاسلَت الدّولة اللبنانية عن إعلان يوم حداد وطنيّ على الفقيد الغالي رغم أن نقابة الفنانين المحترفين بعثت برسالة إلى رئيس الجمهورية تطالبه بذلك، فكان أن اتّصل مكتب الرئيس معلناً بأنّ قرار الحداد يصدر عن الحكومة وليس عن قصر بعبدا.. لتتابع بعدها النقابة إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي تجاهل الرسالة!
وحسبما تردّد فإنّ الحجة التي وصلت بشكل غير رسميّ هي أنّ الدولة لم تعلن الحداد الوطني الرسمي على رحيل منصور الرحباني، فكيف لها أن تعلن الحداد على الصافي وأن هذا سيفتحُ باب الحداد على الفنانين، وبالتالي فإنّ هذا التصرّف سيقطع الطريق على أي مطالبة بحداد على أيٍّ من فناني لبنان، حتّى ولو كانوا عظماء!
بِئسَ وطنٍ يُلزمُنا أن نحُدَّ على وجوهه السياسيّة ويحجب الحداد الوطنيّ عن وجهٍ مشرّفٍ كوديع الصافي.. لا نحتاجُ إلى إضافة “رسميّ” لكلمة حداد، لا نحتاجُ إلى مراسيمَ حكوميّة ولا إلى دولةٍ تكرّم عملاقاً من لبنان.. اللبنانيون يعرفون جيّداً كيف يكرّمون وديع الصافي “بلا جميلتكُن”..
سيأتي يومٌ ينساكُم فيه التاريخ ويذكر وديع الصافي من لبنان!