على انغام
الزرنا والطبل والعود والحان الفرقة السنفونية الوطنية العراقية وتقديم العديد من
المقطوعات الغنائية المتنوعة بين الغناء التراثي الذي قدمته فرقة الجالغي البغدادي
والغناء الحديث اضافة للغناء الفرنسي احُتفل بيوم الموسيقى العالمي في مجلس
النائبة صفية السهيل في العاصمة العراقية بغداد.
حفل قدم
الموسيقى العراقية بتنوعها بين التراث والحداثة، حيث امتع الحاضرين من سفراء الدول
العربية والاجنبية وعوائل عراقية احتفل بيوم العالمي للموسيقى لاول مرة في العراق منذ اكثر من خمس سنوات، حيث نظم
الحفل من قبل مجلس االنائبة صفية السهيل وبالتعاون مع كل من مؤسسة الفن للسلام،
والمركز الثقافي الفرنسي، والرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي في العراق، ومفوضية
الاتحاد الأوروبي في العراق، وشارك فيها أكثر من 120 موسيقار من عدد من الفرق
الموسيقية العراقية وأساتذة الموسيقى وطلاب معهد الفن للسلام.
النائبة صفية
السهيل قالت بكلمة لها خلال الاحتفال ان “الموسيقى والفن وسيلتان من وسائل
التقارب والتواصل بين الشعوب وهما أدوات فعالة في حوار الحضارات وبناء جسور المحبة
والتناغم والوحدة بين الشعوب”، داعية بان “يكون للعراق يوما لعيد
الموسيقى العراقية”.
وطالبت أمانة بغداد والمحافظة والمؤسسات
الثقافية الرسمية والغير حكومية “للتنسيق فيما بينها لاحتفال العراق رسمياً
وشعبياً بيوم الموسيقى العالمي في 1 تشرين الأول من كل عام في المتنزهات والأماكن
العامة والساحات والشوارع والأماكن الأثرية والسياحية”.
كما طالبت الدولة العراقية “بتقديم الدعم
لجهود وإبداعات المبدعين العراقيين”، مؤكدة على “ضرورة مساهمة القطاع
الخاص بدعم الثقافة العراقية”.
وناشدت المجتمع الدولي بـ “التواصل
والتعاون الأكبر مع العراق عن طريق الثقافة والفن والتربية والتعليم والعلوم والرياضة
كونها الأقصر والأنجح لبناء العلاقات مع الشعوب لاسيما إن الشعب العراقي لديه من
المبدعين والإبداع الشئ الكثير لتقديمه للعالم”، موجه للبعثات الدبلوماسية
برسالة قالت فيها أن “الشراكة السياسية والاقتصادية لدولكم مع العراق نثمنها
بالتأكيد إلا إنها ليست كافيةّ”، داعية “لشراكة ثقافية وعلاقات أوسع في
مجال الثقافة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والبحوث والرياضة”.
وطالبت
الحكومة والمؤسسات كافة الشروع ببناء دار الأوبرا العراقية وتخصيص مبنى للسيمفونية
الوطنية العراقية التي تأسست عام 1948 والتي هي الأولى في الشرق الأوسط وقالت انه “من
المعيب أن لا يكون لهذه الفرقة العريقة مبنى خاص مع تثمينها لكل ما قدمته وتقدمه
السيمفونية الوطنية العراقية”.
اسحق
الموصلي وإبراهيم الموصلي ودور الموسيقار الكوردي الشهير زرياب الذي شيد أول
أكاديمية موسيقية في أوروبا في قرطبة في الفترة الأندلسية كلها اسماء من عظماء تاريخ الموسيقى
العراقية كانت محور الكلمة التي القاها
وزير حقوق الانسان السابق بختيار امين في الحفل.
ودعى امين
إلى “اهتمام عراقي اكبر على جميع المستويات بتاريخ زرياب وارثه”، مطالبا
المؤسسات الثقافية العراقية والحكومة الاسبانية “بتنظيم مهرجان زرياب مشترك
سنويا”.
كما طالب المجتمع الدولي بـ “الانفتاح
نحو الفرق الموسيقية والفنانين العراقيين من خلال دعوتهم للمشاركة بمهرجاناتهم
المختلفة”، وسلط الضوء على “المساهمة التاريخية للحركة الموسيقية
العالمية باستخدامهم لآلات موسيقية وترية وهوائية وإيقاعية من قيثارة أور إلى
القانون والسنطور والمزمار إلى العود والبزغ والدنبك والجوزة والكاسور وغيرها من
الآلات وان في العراق المعاصر العديد من الأنماط الموسيقية مثل النمط الموسيقي
الغنائي البغدادي والريفي الجنوبي والكوردي والتركماني والأشوري الكلداني والأرمني
واليهودي العراقي بكافة أنماطه والبدوي والكاولي (الغجري) وغيره”.
وسلط الضوء على المقام العراقي الذي تميز به
العراق وتميز بأدائه العديد من الشخصيات أمثال القبنجي ويوسف عمر وعلي مردان
وغيرهم.
من جهته رئيس
اتحاد الموسيقيين العراقيين عبد الرزاق العزاوي قال “نحن كفنانين لا نرسل
رسائلنا بشعارات مكتوبة كالسياسيين رسائلنا بمقطوعاتنا الموسيقية فهي
الوسيلة الأقوى للتعبير عن ما نريده”.
وطالب
بدعم الموسيقى العراقية بمبدعيها كافة وحقوقهم من تشريعات وقوانين وقرارات داعمة
وساندة.
رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق أكيم لادفيج شدد
على ضرورة “تعلم تقاليد والتاريخ الثقافي لبعضنا البعض في جميع المجالات لاسيما
في الفن والموسيقى ….الخ”، مطالبا “تكامل وتعزيز العلاقات السياسية
والاقتصادية بين العراق والاتحاد الاوربي”.
الرئاسة الاسبانية
للاتحاد الأوروبي في العراق ممثلة بالسفير السيد فرانسيسكو الياس دوتيخادا أكد في
كلمته على التأثيرات المتبادلة بين اسبانيا وأوروبا مع الحضارات الشرقية خلال
الحقبة الأندلسية.
وثمن دور الموسيقار الشهير زرياب في هذا المجال موبدي
“استعداده للتعاون والتبادل الثقافي والفني مع العراق”.
ووعد “ببذل الجهد لكي تكون بغداد عاصمة
للثقافة في المنطقة ودعم الثقافة بمعناها ومجالاتها الواسعة لتشمل الجامعات
والموسيقى ….الخ”.
المستشار
الأول للسفارة الفرنسية السيد ألان جيبرات قال خلال الحفل “أن العراق له الشرعية
بان يصبح مره أخرى نبراسا للثقافة العربية والثقافة الكوردية وان عيد الموسيقى هو
عيد الحرية وانه في نفس هذا الوقت تحتفل مدينة اربيل والسليمانية (تقعان شمالي العراق) معنا بهذا العيد”.
واشار الى ان
اصل فكرة اليوم العالمي للموسيقى “جاءت بمبادرة فرنسية أطلقها السيد جاك لانج
وزير الثقافة الفرنسي الأسبق في زمن الرئيس فرنسوا متيران عام 1982 وان هذا
التقليد يقام سنويا في أكثر من 150 دولة في400 مدينة في العالم”.
وقال إن “العراق غني بثقافته العربية
والكوردية ويستحق من المجتمع الدولي الاهتمام بفنانيه وموسيقيه الذين بإبداعاتهم
حملوا و يحملون رسالة الوحدة والتنوع”.
ابتدأ الحفل
بعزف كل من الفنانين حيدر المندلاوي وجليل نيروي على آلة الزرنا والطبل ناقلين
الجمهور من الموسيقى التراثية التقليدية إلى الحداثة مستقبلين الفرقة السيمفونية
الوطنية العراقية بقيادة كريم وصفي تليها فقرة قدمها طلاب منظمة الفن للسلام
مقطوعات رائعة من كارمن الى جي مالي والي وغيرها بتوزيع الموسيقار علي خصاف.
الفقرة
التالية قدمت من الجالغي البغدادي لفرقة الفنان الكبير حامد السعدي بباقة من
مقامات عراقية شهيرة التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير وتلتها أغاني فرنسية
وعراقية جميلة بأداء راقي قدمها مجموعة من طلبة المركز الثقافي الفرنسي ومن ثم
استمع الجمهور لموسيقى وغناء عراقي أصيل رائع من فرقة منير بشير.
وانتهت
الأمسية بتكريم معنوي للمشاركين بميدالية ودرع مجلس صفية السهيل الأدبي والثقافي
قدمت من راعية الحفل وكل من رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق والسفيرة
التشيكية والسفير الكوري والقائم بالأعمال اليوناني ونائب السفير الفرنسي.
شاركت
الفرق الموسيقية بالاحتفالية بجهد تطوعي مجاني “عالي المستوى من الرقي
والمسؤولية الوطنية” حاملة رسالة سلام ومحبة ووحدة العراق في التنوع إيمانا منهم بالعمل الجماعي التطوعي
لإعادة بغداد كعاصمة ثقافية من الطراز الأول.