كتب ناجي الفتلاوي
وزير الإعلام اللبناني، إلتقيته ببيروت في نهاية العام الماضي وضمن برنامج “دولة الانسان” حيث دار بيني وبينه حوار ساخن وجاد وموضوعي حيال رايه بدولة الإنسان وشكل الإعلام في هذه الدولة مروراً بوضع الإعلام في لبنان والمنطقة العربية، مقارنة بالمستوى الإعلامي في العالم المتقدم، ولا أريد في هذه السطور إعطاء بعض ملامح هذا الحوار لأنه سيبث من على شاشة العراقية نيوز الرسمية، ولكن لفت إنتباهي ان هذا الرجل الذي ناف عمره على السبعة عقود ونصف، يمتلك من البساطة والتواضع ما لا يملكه أي شخص في العراق ضمن مساحة منصبه أو دونها، فهو وزير الإعلام في لبنان، حيث تلمس التواضع منذ دخولك لبناية وزارته ولحين دخولك مكتبه المتواضع الخالي من فخامة المسؤولين المترفين والمملوء بثقافة الواثق، وهنا أود إيضاح الملاحظات التالية والتي لها صلة بتواضع شخصيته التي أن تدل فانما تدل على وفور ثقة بما لديه من كم معرفي جمع فيه قدرته القانونية التخصصية العالية، وايضاً مسكه لعضادة المعرفة الإعلامية.
الملاحظة الأولى : خلو حاشيته البسيطة العدد من صفة العبوس بوجه الزائرين على العكس فطلاقة الوجه وحسن الإستقبال كانا على تلازم شديد معنا ولحين إنهاء الحوار وخروجنا من البناية، وهذا للأسف الشديد ما لا يتمتع به مسؤولونا سواء برتبة وزير ومنصب وزير أو اعلى أو ادنه منه.
الملاحظة الثانية : بساطته كشخص، حيث قام هو بنفسه بتوزيع الحلوى على كادر التصوير فرداً فرداً بعد التعرف عليهم جميعاً مع ابتسامة عريضة بقيت حاضرة لدينا في مخيلتنا لأيام عديدة.
الملاحظة الثالثة : حضور المعلومة لديه مع الشجاعة، فلم ينكر أن وزارته تقوم حالياً بمهمة الإجراءات الأصولية والإستشارات الإعلامية فقط، و بل انه إذا ما توفرت جهود مؤسساتية فاعلة إعلامية، فإنه سيكون مع إلغاء وزارة الاعلام يعني لا يتشبث بها لأنه وزير عليها، بل هو يرى مقتضيات المصلحة الوطنية والضرورة تتفوق على مقتضيات المصلحة الشخصية والحزبية (حيث يعتبر كرسي وزارته من حصة حزب الكتائب في حكومة الرئيس تمام)، وهنا يقفز إلى محيا الخاطر طبيعة الحراك والصراع الكتلوي في بلدنا والذي يتجاوز حدود المصلحة الوطنية ليكون وبإمتياز حراكاً حزبياً شخصياً،
ختاماً أقول : لاباس بسياسيينا أن يأخذوا شيئاً من هذا الوزير، وأيضاً ممن هم على خطه حتى يتم إخماد ما في سيرهم من حرائق بإسم المصلحة الشخصية.