دلال فرّاج، عمرها اليوم 15 سنة، تزوّجت في سنّ الحادية عشرَ وتطلّقت في العام ذاتها، وهي لبنانيّة تعتبرُ أصغر مُطلّقةٍ في العالم، أطلّت مع مالك مكتبي البارحة 16/10/2013 في برنامجه “أحمر بالخط العريض” لتروي قصّتها!
دلال تزوّجت بإرادتها من شابٍ يبلغ من العمر 21 عاماً بينما كانت وحيدةً دونَ أمٍ أو أبٍ سبقَ وانفصل عن والدتها بعدَ أن عذّبها وقاربَها بالقوّة، ما يُعدُّ إغتصاباً، رغمَ أنّه زوجها (حسب شرح الطفلة دلال).. ودلال أكّدت أيضاً بأن والدها رفضَ أن يعترف بها وأن يمنحها اسمهُ وقد رفعت والدتها عدّة دعاوى عليه في المحكمة الشرعيّة قبل أن تهاجر إلى كندا منذ سبع سنوات، في حين بقيت الطفلة مع جدّها، والد والدتها.
ودلال هربَت إلى عريسٍ يكبرُها بعشر سنوات حين حاول والدها الإقتراب منها لإعادتها إلى حُضنه، لكنّها ومن كرهها له، خالت أنّها تُحبُّ الشاب، فهرعت لتتزوّج، ومن ثم هرَبت من العريس حينَ مارس معها الجنسَ بالقوّة، ما ذكّرها بوالدها وخلقَ لديها عُقدةً، تجعلها تردد اليوم :”ما بقى بتزوّج بحياتي”!
دلال إختتمت قصّتها المُفجة، مردّدةً بصدقٍ يُبكي الحجر: “هذا قدري، يمكن ندمانة، ولو كان لي إسم وهوية لربما استطعتُ أن أذهب مع أمي وأكمل تعليمي، ولو كان لي أم وأبٌ ما كان ليحصل لي هذا.. أنا وحيدة وذهبتُ لوحدي في سن الـ 11 إلى المحكمة الشرعية لأرفع دعوى الطلاق، وحين حاول زوجي إعادتي، خبّأني جدّي، إلى أن تمّ الطلاق”!
دلال قد تكون أصغر مُطلّقةٍ، لكنها ليست الطفلة الوحيدة المتزوّجة أو المطلّقة في لبنان، وهناك حالاتٌ أكثرُ إيلاماً سلّط عليها مالك الضوء البارحة، وبدلَ أن نبكي الدولة وسلطة القانون على أساس “مين جرّب مجرّب كان عقلو مخرّب”، وطالما لن نُعيدَ المعزوفة ذاتها، فأينَ هو دور المجتمع المدني والجمعيّات؟! أيُّ إنجازات حققتها في هذا المجال ولمَ لا تعرضها على الرأي العام؟ أم أن الجمعيّات تؤسَّسُ لجمْعِ الأموال والتبرّعات التي تُصرَف على عشاواتٍ وصُبحيّاتٍ لأرباب الجمعيّة ووجوهها المشرقة الملمّعة التي يحظى أولادُها بالتعليم والحماية والطبابة، في حين يُحرم منها الآلاف؟!
يُذكر أن الممثلة ورد الخال وهي من المتابعين الأوفياء لـ “أحمر بالخطّ العريضة”، غرّدت بعد إنتهاء الحلقة: “يا دللي أنا أحمر بالخط العريض.. رجعنا ع التخلف، يا مالك شيلنا من المستنقع! لازم تعتّموا عالجهل مش تضوّوه! تعتير، كوارث، عقد نفسية.. صدمة! تزوّجت طفلة بعمر ٩ سنوات! ومن رجل عمره فوق الثلاثين! وأسفاه على مجتمعاتنا المتخلفة، تفه! الطفولة المغتَصَبة.. جرائم بأشكال وألوان، إعدام البراءة بإسم الشرف.. ونِعمَ الشرف في أمَّةِ تبيع نساءها في أعراسٍ شوكية ! تحياتي إلى مالك مكتبي الذي يلقي الضوء على آفات مجتمعاتنا اللامتناهية، نغضب نحزن نصدم مثلهُ، لكن الأهم أنّه يُدلي برأيه الذي هو رأي العقل المستنير”.