“بغداد أحبك هـواية”.. هكذا فاضت
أحاسيس السيدة سميرة بارودي نقيب الفنانين المحترفين في لبنان، بالحب والشوق
للعراق في كلمتها التي ألقتها بالندوة الثقافية التي نظمتها الأكاديمية الملكية
الدولية للعلوم عن الانسان العراقي في دراما حامد المالكي، والتي أقيمت في شهر
أيار المنصرم ببيروت. ومع انتهاء كل جملة
تتحدث فيها عن تجربتها الفنية في العراق والتعاون مع فنانين عراقيين بعدد من المسلسلات
وما تعلمته من هذا التعاون، وبصوت يملؤه الشوق والحنين كانت تختتمها بعبارة تقولها
باللهجة العراقية “بغـداد أحبك هواية”.
ذكريات للبارودي في العراق.. اساتذة وزملاء، ناس وثقافة ..
لهجة ومفردات بغدادية فيها حنين لدجلة ولأماكن وحتى لأكلات ذاقتها هناك فقط بحلاوة
وطيب طعمها. مشاعر فيها أسئلة كثيرة لمعرفة أخبار الناس الذين أحبتهم وفقدت بعضا
منهم في عمليات اجرامية.. ذكريات سميرة بارودي كثيرة والشوق أكبر للوطن الثاني
لها: العراق. هذا كله وأكثر منه تحدثت به البارودي للأميرة الدكتورة نسرين
الهاشمي.
وبمبادرة تكريمية فيها التقدير لهذا الحب الكبير للعراق
والشوق بالعودة لبغداد، قامت سمو الأميرة الدكتورة نسرين بنت الأمير محمد بن الملك
فيصل الأول الهاشمي بإهداء العـلم العـراقي ودرع تكريمي للفنانة القديرة السيدة
سميرة بارودي في احتفالية أقيمت يوم في شهر حزيران الجاري بمقر نقابة الفنانين المحترفين
بلبنان وبحضور عدد من الفنانين اللبنانيين ورئيس مجلس ادارة شركة ميوزك نيشن السيد
خالد آغا. وفي كلمتها، توجهت الأميرة
الدكتورة نسرين للسيدة البارودي وقالت لها: هذا العلم العراقي هو رمز الوطن،
والوطن الذي أعشقه هو الانسان العراقي الذي صنع تاريخا ومازال رغم كل الظروف التي
مرت به مازال يصنع تاريخا للإنسانية.. هذا الانسان العراقي الذي هو كما نخيل بلده
جذوره ممتدة في الأرض ورأسه شامخ للسموات العلا، وكلما أراد انسان أن ينظر اليه
فما عليه إلا أن يرفع رأسه عاليا للسماء ليرى الانسان العراقي.. هذا العلم العراقي
هو رمز أم العباية المرأة العراقية أم العز والنخوة والشرف والغيرة التي مشت
ومازالت على دروب الشوك وتقول عباءتي عراقية تجمع وطن.. تفضلت وقلت وأعلنت على
الملأ في لبنان حبك للعراق وقلت بغداد أحبك هواية، ونحن بدورنا ننتظرك في العراق..
ونيابة عن أهلك في العراق نقول لك أيتها القديرة وأنت علم من أعلام لبنان الذين
نفخر بهم وبعطائهم الفني والانساني على مدار السنين نقول لك ونحن نحبك هواية.. هذا
هو علمي رمز وطني الذي أفديه بروحي ودمي، أهديه لك وأنت أهل لذلك تقديرا لحبك
لوطننا الغالي العراق.
والحنين والفخر في عينيها، عبرت السيدة سميرة بارودي عن
عظيم شكرها وامتنانها للأميرة الدكتورة نسرين الهاشمي وقالت: هذا العلم العراقي هو
غالي على قلبي كما العلم اللبناني، وسأتشرف بتزيين داري به، وهو باق في قلبي،
واكملت كلمتها عن لبنان وما حل به من ظروف قاسية من حروب وارهاب ودور الانسان فيه
والفنان بالاستمرارية في العمل وتقديم كل ما هو خلاق وبناء، وتوجهت بالدعاء
والتمنيات للعراق ولأهله بكل الخير، وقالت: “سمو الأميرة، أحبك هواية”.