يختتم عرض Chanel Metiers d’Art أهم عروض أزياء العام، وهو يقام عادةً في الأسبوع الأول من ديسمبر ليحتفل بالمهارات اليدويّة للحرفيين الذين يشاركون بتنفيذ تصاميم دار Chanel. ويرتكز في كل مرة على وجهة معيّنة أو شخصيّة تاريخيّة محدّدة تطبع الجوّ العام لمجموعة الأزياء التي يتمّ تقديمها والديكور الذي يحيط بها. فكيف تمّ تنفيذ هذا العرض في ظلّ الموانع العديدة التي يفرضها انتشار وباء كورونا على الصعيد العالمي؟
شكّل هذا العرض، الذي أقيم بغياب الجمهور ونُقل على وسائل التواصل الاجتماعي، مناسبةً تجمع بين ذكرى ملكتين: كاترين دي مديسيس التي حكمت فرنسا وغابرييل شانيل التي أحدثت ثورة في مجال الموضة مما جعلها تتوّج ملكة على عرش الأناقة. أما مكانه فكان قصر Chenonceau الفرنسي العريق، الذي يعود بناؤه لعصر النهضة وشكّل مسكناً للملكة كاترين دي مديسيس.
شارك في تقديم هذا العرض حوالي 50 عارضة وجاء أكثر من نصف الأزياء ملوناً بالأسود، وهو اللون الوحيد الذي ارتدته كاترين دي مديسيس بعد وفاة زوجها الملك هنري الثاني عام 1559. وقد ورثت الحكم عنه وكانت المرأة الوحيدة التي حكمت فرنسا لمدة ثلاثة عقود قبل أن تسلّم الحكم إلى أولادها الثلاثة.
استوحت فيرجيني فيارد المديرة الإبداعيّة لدار Chanel هذه المجموعة من شغف كاترين دي مديسيس بالأزياء المصنوعة من الخامات الشبكيّة، الأثواب الضخمة، الريش، والكابات الداكنة. وهي قدّمت تصاميم عصريّة تزيّنت باللمسات الأيقونيّة التي تُعرف بها دار Chanel والتي تتمثل باستعمال التويد، واللؤلؤ، والسترات ذات الطابع الكلاسيكي.