من يكرهون قلمَ مريم البسّام وطريقتها في التعبير عبر الشاشة أو وسائل التواصل الإجتماعيّ، يتابعونها أكثر ممّن هم عكس ذلك، وهذا دليلُ نجاح هذه المرأة التي نؤمنُ أنّها تقفُ وراء تفوّق قناة الجديد إخباريّاً، ورغم كل النجاح، تجدُ من يتمنّى أن تُستَبدَل، بأسلوبٍ تهكّميّ وسطحيّ ومريض.. فقَط لأنّها نطقَت برأيِها، وفقط لأن الآخر (المتعصّب) ، يُريدنا في هذا البلد، كما كان السلطان يختار دائرة الخدمِ من حولهِ، بُكْماً، كي لا يبوحوا بأسراره أو عوراته.. هكذا أخبروني في تُركيا، لا أعرف، لعلّهم كذبوا هُناك في تاريخهم، لكنّ هذه هي حقيقة تاريخنا وطبيعتنا العربيّة البشريّة!
آتي على ذكر البسّام رغم أنني على وشكِ النّقد لكن ليس بتعصّبٍ، فهي كتبت عبر صفحتها على “تويتر” عن كارثة عكّار وغرق أبنائها في البحر هرباً من لبنان بشكلٍ غير شرعيّ: “أشعر أن كارثة البحر مرت على اليابسة بلا إهتمام رسمي وحتى الناس تعوّدت الأسى، هَيْ فاجعة يا جماعة، ملح العيون الدامعة، فاقَ ملوحة البحر”..
والبسّام مُحقّةٌ بأن الموتَ فقدَ رهبتهُ في وطننا، وإلا كيف نفسّر ذهاب مراسلة الجديد هيفاء زعيتر إلى عكّار لتغطية الفاجعة وزيارة منازل أهالي الضحايا المفجوعين كما شرحت بنفسها، وهي ترتدي الأصفر الفاقع؟! للموتِ حُرمَتُهُ وإن كُنّا لا نقْدِرُ أن نشعر بحرقة الأمّهات الثكالى والآباء الذين يكابرون على دموعهم والأطفال الذين باتوا أيتاماً، فأقلّه يجب ألا ندخل عليهم بثيابٍ ملوّنةٍ تُنذرُ بفرحٍ قد لا يخبرُوه قبل سنوات!