رعى وزير البيئة الأستاذ محمد المشنوق ممثلاً بالأستاذ غسان صياح إحتفالاً في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، لمناسبة يوم البيئة العالمي وفي الذكرى العاشرة لتأسيس قسم الصحة والبيئة في الجامعة اللبنانية، كلية الصحة – الفرع الثالث. حضر الإحتفال ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الحاج نبيل الصوفي، ممثل النائب محمد الصفدي الدكتور مصطفى الحلوة، ممثل النائب سمير الجسر الاستاذ ناصر عدره، رئيس إتحاد بلديات الفيحاء الدكتور نادر الغزال، أمين عام إتحاد الغرف اللبنانية توفيق دبوسي، ممثل نقيب مهندسي طرابلس والشمال ماريوس بعيني، المهندس عامر حداد، القاضي نبيل صاري، مدير مصلحة مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر، الأمين العام المساعد للإتحاد العربي للشباب والبيئة الأستاذ عبد الرزاق إسماعيل، ممثلة مكتب منظمة الصحة العالمية في الشمال نيفين عباس، أساتذة جامعيين وفعاليات وخريجو القسم وطلاب وممثلين عن المجتمع المدني ومهتمون.
وبعد النشيد الوطني كانت كلمتان للخريجين ريان بارودي وسالي خلف بإسم الخريجين تطرقوا فيها الى “صعوبة الحصول على فرص العمل”، ويارا مغربي التي عرضت مراحل الدراسة والاختصاصات البيئية.
ثم تحدث رئيس قسم الصحة والبيئة في الجامعة اللبنانية الدكتور جلال حلواني، فقال: “في 5 حزيران من كل عام، يحتفل العالم بيوم البيئة العالمي الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1972 فى ذكرى افتتاح مؤتمر استكهولم حول البيئة الإنسانية، والذي يعتبر الأداة الرئيسية للأمم المتحدة لتشجيع الوعي البيئي فى جميع أنحاء العالم والعمل من أجل البيئة، وما يهمنا في لبنان في هذه المناسبة العالمية أن نتطلع الى واقعنا البيئي والى انعكاساته على الصحة العامة ومدى ارتباطه بالتنمية المستدامة،…. اننا وللأسف الشديد، ما زلنا الى اليوم نتطلع الى كيفية حل مشاكل بيئية باتت من الامور البديهية في دول عديدة من العالم المتحضر، فما زالت مشكلة ادارة النفايات على انواعها جاثمة على صدورنا مع ما يتبع ذلك من مشاكل صحية واجتماعية واقتصادية، وما زلنا الى الأن لا نطبق قانون منع التدخين في الأماكن العامة في الوقت الذي أصبح ذلك من المسلّمات في أبسط الدول، وما زلنا الى الأن نهدر المياه ونستزف المخزون الجوفي دون حسيب أو رقيب وكأن العوامل المناخية لم تمر على لبنان، وما زلنا الى الأن نمعن في تلويث مصادرنا الطبيعية وكأن لا حياة لمن سيأتي من بعدنا، وما زلنا الى الأن نرمي بالأوساخ في الطرقات والشوارع وكأن النظافة لا علاقة لها بالايمان وحضارة الانسان، وما زلنا الى الأن نرى العديد من المصانع لا تطبق القوانين المتعلقة بالادارة البيئية وتتخلص من مخلفاتها الصناعية السائلة والصلبة في البيئة الطبيعية دون أدنى معالجة، وما زلنا الى الأن نرى الكثر من السيارات تبث سمومها في الهواء غير آبهة بصحة الانسان، وما زلنا الى الأن ليس لنا ثقة بالطعام الذي نأكله ونخاف أن يكون فاسداً”.
وتساءل “الى متى يستمر انتهاك البيئة على مرمى أنظارنا، ومتى يتم تطبيق الاجراءات الرادعة بحق الملوثين؟؟ انها صرخة نطلقها في يوم البيئة العالمي للحفاظ على بيئتنا التي هي أمانة في أعناقنا ومن واجبنا الحفاظ عليها، ومن أجل ذلك لا بد من الفنيين المتخصصين في أمور البيئة الذين يستطيعون التأكد من تطبيق القوانين التي تحافظ على البيئة وصحة الانسان، والذين يمكنهم ان يتولوا ادارة الاقسام البيئية في المؤسسات الرسمية واجراء التحاليل المخبرية المتعلقة بالمياه والنفايات والاغذية والهواء، انهم خريجي الصحة والبيئة في الجامعة اللبنانية الذين باتوا الأمل في حماية البيئة وصحة الانسان”.
أضاف: “انطلق منذ 10 سنوات قسم الصحة والبيئة وانطلقت الدفعة الأولى من الخريجين الى مهمتهم الصعبة سنة 2008، وبدأت معها رحلة ايجاد عمل، وأكثرهم عانى في القطاع العام بسبب تعنّت بعض الموظفين في مجلس الخدمة المدنية، فلم يستطيع البعض التقدم الى وظيفة مراقب صحي في البلديات والوزارات بسبب عدم حيازتهم اذن مزاولة المهنة، ولم يقبل طلبات المرشحين الى مؤسسات المياه لانه لا يوجد اختصاصهم ضمن لائحة الاختصاصات المعتمدة، وسجّل خرق واحد في مباراة مفتش في وزارة الاقتصاد بقرار من رئيس مجلس الخدمة المدنية السابق معالي الوزير الدكتور خالد قباني على مسئوليته، ونحن هنا نوجه له تحية شكر، وكانت نتيجة المباراة فوز كل المرشحين من قسم الصحة والبيئة، والحمد لله قررت وزارة الصحة تطبيق نظام الاعتماد الصحي فلم تجد المستشفيات الا خريجي الصحة والبيئة لملء مهمة الادارة البيئية للحصول على التصنيف من الوزارة، وهذا ما يفسّر وجود العديد من الخريجين في المستشفيات الخاصة ووزارة الاقتصاد”.
وتابع: “اننا على يقين بانه لو طبّقت القوانين لملء الشواغر في المؤسسات المصنفة وفي الوزارات والبلديات والمؤسسات العامة لكنا بحاجة الى تخريج 30 شخص سنوياً، من هنا فاننا نتمنى على معالي وزير البيئة تبني قضية الخريجين في مجلس الخدمة المدنية لفتح الابواب أمامهم، كما نتمنى عليه الضغط على الشركات المصنفة لتوظيف خريج مسؤول عن الادارة البيئية فيها”.
وختم متوجهاً الى الخرجين: “ان مسئولياتكم كبيرة، فأنتم الجيل الجديد الذي تقع عليه أمانة حفظ البيئة فكونوا على قدر المسئولية”.
وألقى غسان صياح ممثل راعي الإحتفال كلمة نقل في مستهلها إعتذار المشنوق لعدم تمكنه من المشاركة في اللقاء، ثم قال: “أود أن أؤكد لكم حرص معاليه على أن تكون وزارة البيئة في لبنان وزارة عصرية في بلد حضاري وعلى إتصال وثيق وتنسيق كامل مع بقية الوزارات ومع الجامعة اللبنانية تحديداً”.
وتحدث عن نشاطات الوزارة لا سيما لجهة القوانين الجديدة والمراسيم التي تم إنجازها والتي شملت: مشروع قانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة، مشروع قانون نوعية الهواء، مشروع قانون المحميات الطبيعية، مشروع قانون حرائق الغابات، قانون تخصيص محامين عامين بيئيين، مرسوم أصول تقييم الأثر البيئي، مرسوم الإلتزام البيئي للمنشآت، مرسوم التقييم البيئي الإستراتيجي، مرسوم عقد الضمان ضد الأخطار التي تلحق بالغير من جراء ممارسة الصيد البري ومرسوم تأليف المجلس الوطني للبيئة.
وتابع: “ما أود التركيز عليه هو أن الوزير المشنوق على إطلاع كامل على معاناة الطلاب الخريجين والإدارة في كلية الصحة العامة – قسم الصحة والبيئة، والرغبة لديكم أن يتم تفضيل خريجيكم لجهة التوظيف في الدوائر الرسمية عبر تعديل التوصيف الوظيفي بإضافة إختصاص “من حملة الإجازة في الصحة والبيئة”، والطلب من مجلس الخدمة المدنية قبول طلبات الخريجين بإنتظار التعديل في التوصيف، ومحاولة إقناع المؤسسات المصنفة فئة أولى تطبيق القانون لتوظيف مسؤول بيئي في المصانع والمعامل ليشرف ويدير الملف البيئي بالكامل: مخلفات صناعية سائلة وصلبة وإنبعاثات غازية كما صحة وسلامة العاملين، هذا إضافة الى التنسيق مع الجامعة لإتاحة الفرصة أمام طلابكم كي يتعرفوا على طرق ووسائل العمل في الوزارة عبر قبول الطلاب في الوزارة كمتدربين والتأكد من دعوة كليتكم الى ورش العمل والمؤتمرات الدولية”.