قرر والدا الطفلة إيرين نشر صورتها لإلقاء الضوء على أهمية التباعد الاجتماعي
قد تتعرفون على اسم مستشفى “ألدر هاي للأطفال” في ليفربول، فهُناك، تُوفي الرضيع البريطاني ألفي إيفانز؛ والعديد منا يتذكر قصة حياته ومعاناته مع مرض نادر وانتهاء حياته بعد قطع الأجهزة المساعدة على التنفس عنه.
وها نحن اليوم نرى صور طفلة أخرى في المستشفى نفسها. تُدعى الصغيرة إيرين بيتس، وعلى الرغم من أنها تبلغ من العمر 6 أشهر فقط، إلا أنها واجهت العديد من العقبات الصحية. ووالداها إيما وواين بيتس شابين ولا يختلفان كثيرًا عن والدي ألفي.
والعبرة من هاتين القصتين، هي أن نتساءل: كيف تعلمنا حياة الأكثر هشاشة أن نرى العالم؟
ويروي الأب قصة ابنته ويوضح لما أراد هو وزوجته نشر صورة طفلتهما الملاك عبر وسائل الإعلام وهي في غرفة العناية المُركزة وعلى أجهزة التنفس الاصطناعي. وخضعت إيرين لفحص فيروس كورونا، وأتت النتيجة إيجابية وبدأت معركتها للتغلب عليه.
وتم وصف قصتها بـ”المعجزة”، إذ واجهت العديد من الصعوبات في مرحلة ولادتها. وإن نظرنا بصدق، نرى أنّ كل حياة هي معجزة،؛ وكل فرد هو فريد.
في تشرين الأول، وُلدت إيرين، وانهمر والداها ببكاء الفرح. وقد حملت بها أمها بشكل طبيعي بعد 10 سنوات من المعاناة، إذ كان الأطباء يقولون إنهما لا يمكنهما أن يرزقا بطفل. ويُمكننا أن نتخيل مدى سعادتهما لدى رؤيتهما المولودة الصغيرة؛ إلا أن رحلة الآلام بدأت سريعًا.
ففي كانون الأول، خضعت إيرين لعملية جراحية؛ ووفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية: “تبيّن أنها تُعاني من مشاكل في القلب ما تطلب خضوعها لعملية القلب المفتوح. كما واجهت أيضًا مشاكل في القصبة الهوائية وفروعها في الرئتين، وبعد أشهر من العلاج داخل وخارج المستشفى، استطاعت التعافي”.
فرحت والديها بولادتها وامتنانهما على شفائها من خطر قاتل، كانتا بمثابة نقطة مُباركة من التجارب المؤلمة.
في الأسبوع الماضي، تم تشخيص إيرين بفيروس كورونا؛ وكانت هشاشة قلبها تضعها في خطر كبير. ظلّت والدتها بجانبها، إذ لم يُسمح إلا لشخص واحد البقاء معها. في حين كان والدها في عزل منزلي.
كلاهما كانا يشعران بالخوف على مصير طفلتهما، وغمرهما القلق من عدم استطاعتهما الاقتراب منها؛ فإن تم تشخيصهما بالفيروس، لن يتمكنا بعد ذلك من البقاء في المستشفى معها.
طلبت إيما بيتس الصلاة من أجل شفائها، وقالت: “أتوسل إليكم، أتوسل إليكم، أتوسل إليكم صلوا لإيرين. لا نريد أن نخسرها بسبب هذا الفيروس. لقد عانت الكثير-نحتاج إليها، فهي تُكملنا”.
لم يتضح كيف أُصيبت إيرين بالفيروس؛ إذ كان أبويها حذرين من التباعد الجسدي، حتى قبل أن يجبرنا الوباء على تنظيم سلوكنا. فقد كانا على يقين من أن أي فيروس قد يُعرِّض ابنتهما للخطر؛ وقرر والدها نشر صورتها عبر وسائل الإعلام كتذكير للناس بالحاجة إلى تجنب انتشار الفيروس عن طريق الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
أراد أن يرى العالم صورة ابنته وهي في وحدة العناية المركزة على جهاز الأكسجين ومحاطة بأنابيب ومعدات، ليُظهر لهم أن سلوكهم الشخصي يُمكن أن يُؤثِّر على حياة الآخرين، بخاصة الأكثر هشاشة.
ويقول: “ترون أشخاص كانوا يعانون من مشاكل صحية أخرى وتوفوا جراء إصابتهم بفيروس كورونا، فيُقال إنهم سيموتون على أية حال؛ ولكن لقد مررنا بصعوبات كثيرة للغاية في الأشهر القليلة الماضية واستطاعت طفلتنا التغلب عليها لمرات عدة. ونحن متفائلون بأنها ستجتاز هذا الفيروس. وكانت حالتها جيدة قبل إصابتها به”.