خالد آغا
شكّلت أحداث إكتشاف جريمة قتل الفتاة الأثوبية في دولة الكويت في فبراير الماضي مادة دسمة لوسائل الإعلام فهي تعتبر الجريمة الأكثر تعقيداً في تاريخ الكويت وتناقلت جميع وسائل الإعلام الدولية والعربية أحداث القضية الغامضة وكثرت التساؤلات حول أحداث الجريمة وكيفية إكتشافها بعد سنة وستة أشهر على حدوثها بالإضافة إلى الإتهامات الموجّهة لأرباب العمل حيث كانت تعمل الفتاة.
وفي هذا النطاق تناول طوني خليفة في برنامجه الأسبوعي “العين بالعين” على تلفزيون “الجديد” أحداث الجريمة بكل موضوعية محاولاً الإستماع لجميع الأطراف المعنية بالموضوع فإستضاف في الإستوديو مدير مكتب صحيفة الراي الكويتية – بيروت “وسام أبو حرفوش” ، والذي قابل والدة “نادر عساف” شخصياً، وأيضاً محرر في صحيفة الراي الكويتية غانم السليماني والذي تابع تفاصيل القضية من اللحظة الأولى.
ولأن الإعلامي الشهير طوني خليفة يحرص على تغطية الموضوع من كل أطرافه ، فكان لوالدة المتّهم اللّبناني “نادر عساف” مقطع صوتي حصري لبرنامج “العين بالعين” أكدّت من خلاله على براءة ولدها وعدم تصديقها للإشاعات التي تتناقلها وسائل الإعلام ورفضها الظهور في مقابلات صحافية او تلفزيونية حتى تظهر الحقيقة.
ومن الكويت كان للسفير الفيلبيني هناك مقابلة حصرية وجّه من خلالها رسالة للقضاء لمحاكمة المتهمين وتحقيق العدالة ولمعاملة العمّال الفلبيين المنتشرين بالدول العربية بطريقة تليق بحقوق الإنسان. فأحداث الجريمة الغامضة رفعت الأصوات المناهضة لحقوق الإنسان وحقوق العمّال.
ولفّ الغموض تفاصيل الجريمة المروّعة والتي كانت ضحيّتها فتاة من الجنسية الفليبنية Joanna Daniela Demafelis البالغة من العمر 29 عاماً، التي كانت تعمل لدى نادر عصام عساف (من الجنسية اللبنانية) ، وزوجته منى حسون (من الجنسية السورية) المتهمين الوحيدين بقتلها.
وبتفاصيل الجريمة عُثر على جثة الفتاة الفليبنية “مكوّمة” في الفريزر داخل شقة الزوجين في الكويت قبل فرارهما في نوفمبر 2016 إلى خارج البلاد، خشية اعتقالهما بما كانا متورطين فيه من جرائم شيكات وقعاها بلا رصيد. ويوم 6 فبراير 2018 فتحت الشرطة شقة الزوجين بعد صدور حكم لصالح مالكها بإخلائها، ووجدت جثة خادمتهما الفلبينية محفوظة بالفريز بعد ثمانية عشر شهرا ً على تعذيبها ووضعها هناك.
وحرّكت هذه الجريمة المجتمع العام الدولي والسلطات المعنية بالقضية، ورفعت الفليبين المستاءة الصوت عاليا ً تجاه دولة الكويت، فأعلن الرئيس الفلبيني يوم الجمعة 16 فبراير خلال مؤتمر صحافي له، بعد وصول جثمان الفتاة إلى وقف إرسال العمالة الفلبينية إلى الكويت، وطلب من مواطنيه الخروج منها خلال الـ 72 ساعة القادمة، وحجز تذكرة العودة مجاناً.
وفي كلمة غاضبة، لوح الرئيس رودريجو دوتيرتي، بصور لعاملات فلبينيات تعرضن لانتهاكات في الكويت، مناشداً دول الخليج معاملة أبناء بلاده بكرامة. وطالب وزير العمل الفليبيني سيلفستر بالحظر التام على الفلبيين من الذهاب للعمل بالكويت ، وإعادة مئات من الفلبينيين إلى بلدهم.
وبالحديث عن المتهمين قال مصدر قضائي لبناني إنّ القضاء اللبناني تسلّم المتهم اللّبناني في 22 فبراير من السلطات السورية أوقفته أما زوجته السورية محتجزة في دمشق بناء على مذكرة صادرة من الانتربول. وأصدر القضاء اللبناني مذكرة توقيف احتياطية بحق الزوج وطلب من الكويت تسليم ملفه القضائي لمحاكمته على أساسه. ونقلت تقارير صحافية نشرتها عدة مواقع الكترونية اعترافات المتهم بقتل الخادمة، الذي اكد ان الضحية كانت تلفظ انفاسها الاخيرة حين وضعها بنفسه في الفريزر. ولفت إلى ان زوجته السورية اقدمت على تعذيبها، حيث انها كانت مدمنة على ذلك.