ظاهرة غريبة:
لا شك في أن التغير شيء ضروري للتقدم والنجاح في مجالات العمل كافة وهذا المنظور العام يطّبق في العالم أجمع بما في ذلك وطننا العربي.
لكن نلاحظ وتحديداً في مجال الفنّ العربي بعض الفنّانين أو بالأحرى بعض من الفنّانات يتركن شركات إنتاج متخصصة لأجل شركات إنتاج ثانية بدون أي تبرير فنّيّ واضح.
اذا أن الشركات الأولى أنتجت لهم العديد من الأغاني والكليبات الرائعة ولم تبخل عليهن شخصياً لتجنيبهن الأزمات المادية لكي تحصر تركيزهن على عملهن في الفنّ والفنّ حصراً. بالرغم من حسن المعاملة و الإنتاج المميّز و التفاني إلا أن بعضهن يفضلن الإلتحاق بشركات أنتاج أخرى والّتي قد تعاني من ركود و إلتزامات مادية كبيرة أصبحت ديوناً ملزمة لفنّانيهم المتعاقدين . فالسؤال يطرح نفسه حول هذه الظاهرة الغريبة في حب الانتقال للأسوء ..وان لم يكن لأجل الإرتقاء بالفنّ فماذا يكون السبب وما هي حيثياته؟
دور مدير الأعمال:
كثير من الفنّانين والفنّانات نجحوا وتألّقوا من تحالف قوي مع مدراء أعمال لديهم خبرة عريقة وعلاقات قوية في هذا المجال مما أتاح لهم فتح أبواب الشهرة وكانت سبب في إزدياد الطلب عليهم للمشاركة في كبرى المهرجانات والحفلات الفنّيّة.
إضافةً للتعاقد مع شركات عالميّة لترويج و تسويق منتجاتهم في أسواق الشرق الأوسط إعلامياً و إعلانياً. هنيئاً لهؤلاء الفنّانين و الفنّانات و مدراء أعمالهم الأكفّاء على مثل هذه الإنجازات.
فيما نرى بعض مدراء الأعمال والّذين قد تربطهم علاقات غير مهنية مع بعض الفنّانات وهم ممن يدّعون إدارة الأعمال وهم لا يفقهون منها شيئاً سوى إتمام الصفقات المشبوهة والغير مهنية حيث يشكلون حاجر عثرة في تطور مسيرة أكثرهن.
الشركات والموظفين:
حالياً المجال الفنّيّ لا يتقبل الإنتاج المتواضع أو التجاري الّذي تردى و تهادى بالإنتاج والفنّ معاً . في معظم الأحيان يكون ذلك لسوء إدارة الشركات من مدراء موظفين يخلون من رؤية فنّيّة سليمة ، يحتلون مناصبهم لمصالحهم الشخصية والمادية ويتسببوا عمداً في ظلم فنّانين شركاتهم وبالتالي الشركة الّتي يعملون بها أيضاً من خلال إرساء الفشل المادي كقاعدة للمضاربات الفنّيّة التجارية.
هؤلاء لم يرتقوا بالفنّ والتعامل الفنّيّ كما يحصل في الغرب حيث أن كبريات الشركات تنتج أعمال مشتركة وتتعاون على تسويق الفنّ والفنّانين عبر إستخدام أحدث الوسائط والمنصات الّتي تجمع على الربح والنجاح. فكان تنافسهم الإيجابي وما زال سبب إزدهار سوق الموسيقى العالمي.
أخيرا”.. الوفاء والإنتماء ركائز النجاح في الحياة عامةً فناكرات الجميل من الفنّانات لن تقطفن سوى الفشل من شركات تطاردها سوء السمعة والطالع.. وللمنتجين المميزين نقول: إلى الأمام أيها القطار السريع..وخيرهنّ في غيرهنّ أي بإستبدالهن وبسرعة!