ليل البارحة عشتُ مع المسافرين على متن طيران الشرق الأوسط ساعات طويلة في مطار “أتاتورك” لأن الرحلة ألغيت بسبب الإضراب الذي نظمه موظفو الشركة، ما يعني أن جميع من علقوا في المطار لساعات كانوا متوترين و “على أعصابُن”، ريثما تمكنوا من اللحاق بطائرة أخرى على متن الخطوط التركية.. ولم يأت الفرج إلا بعد ساعات وساعات من الإنتظار!
حين صارت الطائرة في الجو، إنتبهتُ إلى أن تانيا مهنا ترافقنا، ولأن النفوس كانت مشحونة والجميع يشعرون بالإرهاق، تشاجر إثنان من الركاب ووصلت الأمور بينهم إلى الضرب والتهديد، ما استدعى تدخل طاقم الطائرة، في حين صرخت تانيا بالمتشاجرين الذين صاروا مجموعة من الرجال، كل يقف في صف أحد المتخاصمين: “يا عيب الشوم عليكن.. صلوا لتوصلوا بخير وسلامة”!
وقبل أن نصل بخير وسلامة، تحول الشجار الذي وقع إلى مشروع ريبورتاج، إقترحه المسافرون على تانيا، فسايروها طوال الرحلة، مفسرين أن عليها أن تركز على طبيعة عقلية اللبناني التي يتميز بها وأبرزها: “أنا ولا أحد”! فاقتنعت تانيا ووعدت بمتابعة الفكرة!
الأهم.. وصلنا بخير وقبل أن يسمحوا لنا بمغادرة الطائرة، حضر أفراد من الشرطة اللبنانية، فاصطحبوا مفتعلي الشجار للتحقيق معهم، وغادرنا جميعا إلى منازلنا بعد رحلة مرهقة وطويلة!