كم هو جميل أن نسمع إذاعاتنا اللبنانية تبث أغنيات جديدة للسيدة فيروز والفنان القدير وديع الصافي، بعدما إشتقنا لسماع الأصوات العملاقة التي لا تتكرر في ظل إجتياح الفنانين الجدد للإذاعات.
وكل من سمع أغنية العملاق وديع الصافي، أعجب بلحنها الذي أبدع بصياغته الصافي بنفسه، على كلمات مؤثرة جداً، تحكي عن علاقة الأب المجروح بإبنته. وللمرة الأولى نكشف بأن هذه الأغنية التي كتبتها الشاعرة السعودية سارة الهاجري تحمل رسالة عميقة ومهمة، وهذه ليست مجرد أغنية أو موضوع جديد يتم تسليط الضوء عليه، بل يتعداه إلى وضع الإصبع على جرح معاناة آباء كثر بسبب مواقف سلبية من أبنائهم وبناتهم تجاههم، بسبب مشاكل كانت تقع بينهم وبين زوجاتهم في المنزل، فتؤثر عليهم في مرحلة طفولتهم، حيث تعبر الأم عن وجعها وعن إستيائها أمام الأولاد الذين يتعاطفون معها وبشكل لاإرادي يأخذون موقفاً سلبياً من الأب، ولا يدركون الخطأ إلا بعد فوات الأوان، وهذه الرسالة هي لكل سيدة وأم بأن تبعد مشاكلها مع زوجها عن أولادها وأن لا تجعلهم طرفاً فيها أو تجعلهم يتعاطفون معها وذلك كي تكون لهم شخصية سليمة مبنية على تربية طبيعية لا عاطفية.
وعودة الفنان الكبير وديع الصافي نقطة تُحسب لصالح الشاعرة سارة الهاجري التي تعامل معها أحد أعمدة الفن اللبناني، كما فعلت الفنانة الجزائرية فلة في أغنية “أرجوك إبعد” التي تطرح موضوع جرح المرأة نتيجة إهمال زوجها لها وعدم إهتمامه بها، وهذه مشكلة تعاني منها كثيرات من النساء العربيات، حيث يخضعن بسبب أولادهم لظلم الزوج، فيصبح زواجهم مجرد حبر على ورق.
كما اختارت الفنانة القديرة ميشلين خليفة أغنية بعنوان “ياما بكيت” تحمل أبعاداً إجتماعية مهمة جداً، وهي باللهجة الخليجية.
كل هذا النجاح للشاعرة سارة الهاجري دفعها لتقديم كتابها الخاص “حنين البرقع” بنسخة جديدة باللغتين العربية والإنكليزية، وسيصدر الكتاب في جميع محلات الفيرجن ميغاستورز تزامناً مع عيد الأضحى المبارك، وهذا الديوان الشعري هو نتاج وعصارة تجارب حياتية عاشتها الشاعرة. وهذا الكتاب كان قد صدر في دول الخليج ولاقى نجاحاً كبيراً، واللافت، أن سارة الهاجري، هي من صممت ورسمت غلاف كتابها، فهي رسامة، وستصدر كتاباً يتضمن مجموعة من اللوحات التي رسمتها وأبدعت فيها فناً، لتظهر بأن مليئة بالإحساس والفن.