هي الأنثى الوحيدة على الأرض التي تولي الجميع الإهتمام عينه، هي الحاضنة، الصديقة، الرفيقة، الأخت، الزوجة… هي الأم! لا يُمكنك أن تصفها بأنها فردٌ في مجتمع وحسب، بل تتخطى ذلك لتكون ظاهرة أُعطيت لها إمرةُ الولادة ونعمة التربية، والصبر والحمل، وآلام الولادة المبرحة والعناء والسهر، فكل هذا ولا يستطيع أحد أن يكون هو البديل عنها!
في عيد الأم، لا تكفي المعايدة، ولا الكلمة الجميلة، ولا الهدايا والمرايا، ولا حتى تقبيل اليد، لو كانت هي سلطانة على الكيان لبددته وجعلت منه مرسى الحب والأمان، أما من الناحية الرمزية فهي معرفة ما تحبه وما يثير أعجابها وتقديمه لها، فكيف لو كانت هي النجمة، أو والدة النجمة، فتكشف عن أسرار الطفولة والمراهقة، وتعرج على النجومية! أمهاتٌ نجمات، يعشن الأمومة، بعيداً عن عدسات المصورين، وضوضاء البلاتوه والإستوديو، ويتفرغن للكنف العائلي.
مرهق ومتعب أن تستطيع دمج كيانين أو إذا صح التعبير وظيفتين في الحياة، هي الأم في المنزل والمربية والمدبرة، وأن تكون في الوقت عينه تلك النجمة التي تُعطي متسع الوقت لفنها وعملها؛ نانسي عجرم مثال الفنانة-الأم المُثلى، فهي لم تتوارَ منذ ولادة إبنتها البكر “ميلا” في أن تنسق بين واجباتها المنزلية والفنية، وقد أعدت لها أغنية مميزة باتت شعارا معاصرا للأمومة، وهي اليوم قد سجلت لـ”إيللا” إبنتها الثانية أغنية “حضري لِعبك”، فما أجمل أن يأتي طفل إلى الدنيا وأن تسبق نجوميته ميلاده، فهذه هي نانسي الأم، التي دمجت وسخرت فنها في أمومتها، وجميل أن تكون الإم وإبنتها مولودتان في اليوم عينه…
لطالما كانت الأمومة أبرز معضلات الطلاق، والدفاع عن ذلك بشراسة، وعذرا لو قلنا أن اللواتي آثرن الإستمتاع بالفن، جعلن الأمومة حلما زائفا، ليكون ومهما طالت لائحة الإهتمامات بات هو الأخير… ولكن النجمة نوال الزغبي، قلبت المقاييس، فكانت مع دافع عن أمومتها في الفترة الأخيرة، وغنت “فوق جروحي” مبدية تأثرا كبيرا حيال ما يعيشه أولادها (تيا، جورجي وجوي) بعد إنفصال الوالدين، هي التي أعلنت عن تضحيتها بكل شيء مقابل أن يكونوا إلى جانبها… وقد سارت الفنانة مي حريري على الدرب عينه، فهي التي دافعت عن حضانة “سارة” كريمتها بشراسة، حتى تعود إلى الحضن الدافئ، وهذا ما شكل دافعا كبيرا لها، مُعتبرةً أنها تستثمر أولادها في هذه الدنيا كي يكونوا هم أفق مستقبلها…
الفنانة دومينيك حوراني، ومنذ ولادة إبنتها “ديلارا سو”، وهي تُعاني الأمرين في إنجاز معاملات الإقامة ودخول طفلتها إلى الأراضي اللبنانية، وكانت لها إطلالات إعلامية كثيرة، طالبت خلالها إعطاء المرأة اللبنانية حق الجنسية، حتى تتسهل أمور العيش في الوطن، وتؤكد دومنيك أن احساس الأمومة لا يقارن بأي نجاح، فالأمومة إحساس عظيم له أثر بالغ في النجاح... ومن مِنا لا يتذكر قصة الفنانة قمر وإبنها “جيمي” ومعرفة هُوية والده، والتي تصدرت أغلفة المجلات وأطلت في مقابلات تلفزيونية، تتحدث عن “حرقة قلبها”، ومنهم من إعتبر أنها هدرت أمومتها وبالغت في المجاهرة بهذا الموضوع، ولكن إحساس الأم أصدق من أي شيء وعامل آخر… فليرحموها وليرحموا كل أم تعيش مصاعب في حياتها وتُعاني مع أولادها…
وتكر السُيحة، بعيداً عن عذابات الأمهات والمعاناة، مع الفنانة ديانا حداد وإبنتيها صوفي وميرا، الفنانة أمل حجازي والتي رُزقت بإبنها البكر كريم، والذي غير لها حياتها وأضفى عليها سعادة لا توصف… أما الفنانة دولي شاهين، هي التي ظهرت ونور (إبنتها) في عمل قدمته سابقا دون أن يكون الجميع على علم بأنها والدتها، ففاجأتنا في خبر لاحق بأن “نور” شاركتها كليب أغنية “زي القمر”… بين الفنانة ميسم نحاس وإبنها الوحيد رودي، علاقة وطيدة، فهو “حبيب قلب إمو” وهو سند لها في الحياة، وقد شاركها تصوير كليب لأغنية “مهضوم”، وهي اليوم تلعب في حياته دورا مزدوجا، في ظل إنفصالها عن زوجها السابق، هي الأب والأم والمسؤولية التي تقع على عاتقها جمة… ولا بد أن يتكرر الأمر أيضا مع الفنانة السعودية وعد، وإبنتها حسنا، التي شاركتها أيضا في فيديو كليب لأغنية “حلفتك” وكانت النجمة الأبرز في إفتتاح متجر وعد في بيروت… وإذا عدنا إلى الوراء، من مِنا لا يتذكر الحسناء “هويدا” إبنة الصبوحة والتي سرقتها الشهرة وأغراها الفن، فعاشت رغد النجومية في ريعان الشباب، لتبتعد بعدها عن والدتها، وما اجمل أن يكون اللقاء حاراً بعد طول غيابٍ بينهما!
الممثلة نادين الراسي تعتبر الأمومة “خط أحمر في حياتها”، وبعيدا عن الإعلام والتصوير، هي ام مثالية لولدين وتنتظر اليوم مولودها الثالث “كارل”، وقد لاحظنا خوفها وإهتمامها بأولادها في إحدى المناسبات عندما نادت زوجها جيسكار وطلبت منه أن يتصل بنجلها مارك لتطمئن عليه بُعيد عودته من المدرسة… الفنانة أصالة، هي التي تذكر أولادها “شام” و”لودي” في معظم لقاءاتها، تنتظر اليوم توأما من زوجها المخرج طارق العريان، لتعيش من جديد الأمومة… أما السيدة جيهان علامة، زوجة السوبر ستار راغب علامة، تعيش وأولديها خالد ولؤي، نجومية أرستقراطية راقية، فهم كذويهم نجوم في العديد من المناسبات...
هن أمهات نجمات، يعشن النجومية وأمجادها بأبعاد متعددة، فكيف هي الحال مع أمهات النجمات؟
والدة النحمة إليسا، السيدة يُمنى سعود تدعي دائما لإبنتها بالتوفيق، وتأمل أن تراها في فستانها الأبيض، متزوجة، أم ومربية لعائلة تبنيها وشريك عمرها، وهي التي تردد دعاءها كل ما تحدث أحد إليها عن نجاحات إبنتها، لأن الفرحة تكتمل برؤيتها سعيدة… أما والدة النجمة الجماهرية هيفاء وهبي، وكما تقول لها دائما “الست سيدة”، هي الأقرب إلى قلب هيفاء، تخاف عليها، وتكون دائما إلى جانبها، فهي من ربت وتعبت لترى إبنتها اليوم في المقدمة… السيدة ريموندا والدة النجمة نانسي عجرم، تخاف عليها، وهي اليوم تأخذ عنها حملاً كبيرا، فتساعدها في تربية “ميلا” وهي رفيقة النجاح!
الشاعرة مهى بيرقدار الخال، والدة الممثلين يوسف وورد الخال، لعبت في حياتهما دور مزدوجاً، فهي الوالدة والوالد في ظل غياب الأب، وكم عانت حتى تقول اليوم أنها لو شعرت بالخطر يحيط بهما، لتحولت إلى مدافعة شرسة عنهما، لأنهما أغلى ما بقي لديها.
منهن من فضلن الاستقرار في سن مبكرة، والاستمتاع بالأمومة ثم التفرغ بعدها للعمل، وتبقى الأمومة أسمى من الرسالة وأمهر من الإبداع، لتتخطى حدود الإنسانية وتكون عاملا ناشطا لحياة بات فيها البقاء من الإستحالة يحيك قصصه…