إفتُتح أمس مؤتمر اليوم العالمي للجبال حول الإدارة المستدامة للأراضي ، في دير سيدة البير، بقنايا ، من تنظيم جمعية درب الجبل اللبناني، وبالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة الـ”فاو” وصندوق البيئة في لبنان EFL وشركة ايكوديت. طرح المؤتمر مواضيع حيوية أبرزها التنمية المستدامة والمحلية في الجبال وملكية وترتيب الأراضي والمحميات الطبيعية والحياة البرية والتشجير والينابيع والكهوف والمناظر الطبيعية وشق الطرقات في المرتفعات. بدأ اليوم الأول بكلمات من ممثل وزير البيئة ناظم الخوري غسان صياح ، النائب نعمة أللّه أبي نصر ، ممثل مجلس الإنماء والإعمار إبراهيم شحرور ورئيس جمعية درب الجبل اللبناني كريم الجسر، وخصصت الجلسات الأولى لمناقشة ملكية وترتيب الأراضي وتملك الأجانب. وألقت الجلسة الثانية الضوء على موضوع الينابيع والمقالع وتأثيرها على الجبال وإختُتم اليوم الأول بحلقة حوار بين رؤساء البلديات الواقعة ضمن درب الجبل اللبناني ركّزت على دور البلديات في تنظيم الأراضي.
في اليوم الثاني أي الثلاثاء 11 كانون الأول ، جرى الإحتفال باليوم العالمي للجبال وأُلقيت كلمات لكل من مدير الـ”فاو” وصندوق البيئة في لبنان، وتمّ البحث في مواضيع عدّة منها سُبل العيش المُستدامة وخبرة بيوت الضيافة والأدلاء المحلّيين، بالإضافة الى المناظر الطبيعية والطرقات وإعادة التّشجير وإستصلاح الأراضي وفي نهاية اليوم الثاني دار نقاش حول كيفيّة المحافظة على درب الجبل اللّبناني. وسبق المؤتمر نهار الأحد في 9 كانون الأول رحلة سير(مارش ) على بعض مسارات درب الجبل اللّبناني ومنها فالوغا، بسكنتا، عين زحلتا…. تهدف جمعية “درب الجبل اللبناني” الى المحافظة على البيئة الجبلية وعلى درب الجبل كممر عام لحماية الطبيعة (تحتل الأراضي الجبلية 72% من مساحة لبنان) والى إدخال المشروع الى المناهج التربوية المعتمدة في لبنان بغية التوعية والحد من مخاطرعدة كالعمران العشوائي وحماية الحيوانات والمحافظة على المياه والينابيع (هناك 90 نبع على درب الجبل اللبناني ) وشق الطرقات ورمي النفايات وانتشار المقالع والكسارات واندلاع الحرائق في الغابات وغيرها.
تُعنى جمعية درب الجبل اللبناني بالسياحة البيئية على درب يمتد من بلدة القبيات شمالاً حتى بلدة مرجعيون جنوباً مروراً بـ 75 بلدة وقرية ويبلغ طول الدرب 440 كلم على ارتفاع يتراوح بين 600 م حتى 2000م عن سطح البحر. ويضم المشروع،الذي نفذته شركة إيكوديت الإستشارية بتمويل من USAID (2006-2008)، عدداً كبيراً من بيوت الضيافة الممتدّة على طول الدرب في القرى والتي تستقبل رواد المشي للنوم والعشاء والفطور. كما يوجد على الدرب عدد من المرشدين المحليين الذين يواكبون معظم رواد المشي بين القبيات ومرجعيون.
وتمتد الشراكة لتشمل التنسيق والتعاون مع البلديات والمخاتير والجمعيات والمجموعات الكشفية والناشطين في القرى. كما يتم التعاون مع المؤسسات الحكومية لاسيما وزارتي البيئة والسياحة والمديرية العامة للتنظيم المدني ومديرية الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني، فضلاً عن التعاون مع شركات السياحة البيئية والقطاع الخاص والجمعيات الوطنية.
وأطلقت الجمعية مجلة مجانية متخصصة تصدر كل ستة أشهر تُضيء على الإرث الجمالي لدرب الجبل اللبناني وتسلطّ الضوء على الإنتهاكات البيئية المحاذية للدرب.