“عميلة الأغنية اللبنانبة حتى الرمق الأخير وبأعلى رتبة… لبنانية منذ قبل أن أولد… تحققت أمنيتي بعد ليلة القدر وهي أن أبقى في البيت الذي تربيت وكبرتُ فيه… روتانا”؛ بهذه التصريحات إستهلت شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم ما أطلقت عليه عنوان “توثيق العهد” بينها وبين شركة روتانا المنتجة لأعمالها منذ العام 1994، في فندق الفينيسيا – بيروت، ولم يكن مؤتمرا صحفيا كباقي المؤتمرات الروتينية، فقد حملنا إلى حلم ذهبي بتوقيع “روتاني- نجواني”…
حكايتها مع وطنها لا تقتصر فقط على حب الإنتماء وحمل راية الأغنية اللبنانية، فقد تعدى ذلك حتى بات مواقف شرسة في المدافعة عنه، وعمالة برتبة متقدمة… “أما على صعيد الإنتماء الفني، عاشت وشركة روتانا قصة نجاح وحب وتألق قرأنا فصولها طيلة الأعوام المنصرمة، وقد إنتابنا الخوف بأن نصل إلى الصفحة الأخيرة…” هكذا إختصرت الإعلامية جومانا بو عيد، مسيرة كرم-روتانا، منوهة عن وفاء نجوى كرم للشركة ولروح المخرج الراحل يحيى سعادة، فقد زُينت جدران الصالة بصور ضخمة لنجوى يدا بيد مع الراحل، لتُتيح بعد ذلك المجال للأستاذ سالم الهندي، رئيس شركة روتانا للصوتيات، بأن يرحب بالحاضرين وليتحدث عن تجديد العقد مع شمس الأغنية والذي مهما طالت الأحاديث عنه، هو فاتحة خير لكلا الطرفين مع بداية هذا العام… وقبل أن يطرح الصحافيون الاسئلة التي حملوها في جُعبهم، رحبت نجوى بالحاضرين، معبرة عن مدى سعادتها بالعودة إلى هذا “البيت والذي تحب أن تتنقل بين غرفه بكل راحة وأمان”…
أسئلة كثيرة طُرحت على نجوى، حول أسباب إنفصالها عن روتانا، وعدم تجديد العقد في وقت سابق، وعن إنتاجها أغنية “لشحد حبك” على حسابها الخاص، فكانت إجابات نجوى كرم وسالم الهندي ديبلوماسية كالعادة أشبعت فضول الصحافيين بدهاء وحنكة، مشيرين أيضا إلى أن الوفاء والإنتماء الأول والأخير هو لروتانا، وأن نجوى لم تغادر الشركة أبداً فلا نكاد نتخيل نجوى خارج روتانا (وقد أضافت نجوى ممازحة “ولا روتانا خارج نجوى” ليعلو بعد ذلك التصفيق في الصالة)، والملفت كان حضور أعضاء نادي معجبي شمس الأغنية خلال المؤتمر…
“غصبا عنهم بدن يحبوني!” هكذا أجابت نجوى كرم العفوية للغاية عن سؤال حمل في فحواه موضوع مغادرتها للشركة وعن المدة التي تطلبها تجديد العقد والذي إنتهى قبل أشهر مضيفة أنها تشاورت والأستاذ سالم الهندي حول بنود تُناسب الطرفين، لتُؤكد بعد ذلك بأنها وقعت العقد دون قراءة مضمونه، وقد أقسمت اليمين أمام الحاضرين قائلة “نحنا ولاد زحلة منلتزم بكلمة… مش ببند!”، وقد أشارت في سياق المؤتمر بأن ألبومها جاهز وكان من المفترض به أن يكون في الأسواق منذ شهر أيار- مايو إلا أن الظروف حالت دون ذلك، ولكنها أصرت وحملت الألبوم معها حتى تجدد العقد مع روتانا والتي ستُنتج لها الألبوم الذي يُبصر النور في غضون شهرين… وقد روت ما جرى معها عندما كانت تجول في الشارع، في فترة إبتعادها عن روتانا قائلة “كنت بالطريق شفت ألبوم مزور طبعا، مكتوب عليه لشحد حبك نجوى كرم وعليه شعار روتانا، إتصلت بطارق وقلتلو تخايل الناس مش قادرة تفصلنا أنا وروتانا…”
هذا وقد توجه الصحافيون بأسئلة إلى الأستاذ هندي، أبرزها مصير نشرة “آخر الأخبار” والتي توقفت، وكان رده بأن هذا السوؤال يُوجه إلى رئيس مجلس إدارة الأقنية الشيخ بيار الضاهر وهو الأولى بالإجابة عن ذلك… أما عندما سُئِلَ عن موضوع إذا كانت روتانا ستدفع تكاليف إنتاج الأغنيتين السابقتين لنجوى “بالروح بالدم” و”لشحد حبك”، أردف قائلا “بالروح بالدم إنتاج روتانا، أما لشحد حبك إنتاج نجوى كرم…” لتوضح كرم بعد ذلك بأنه في فترة إنتهاء العقد يحق لها إصدار عمل فني وتصويره على نفقتها الخاصة…
في ختام المؤتمر الصحفي، وقع كلا الطرفين على العقد وسط عزف موسيقي وتصفيق حار، وأمام عدسات المصورين، لتُجري نجوى بعد ذلك مجموعة من اللقاءات التلفزيونية المصورة لصالح القنوات التي كانت حاضرة لتغطية الحدث… وقد إنتقل بعدها الحاضرون إلى صالة الـBallroom لتناول العشاء، الذي حضره عدد من النجوم الذين لبوا دعوة روتانا ونجوى مثل هيفا وهبي، صابر الرباعي، أيمن زبيب، وسام الأمير وعقيلته، إيلي شويري، الشاعر طلال حيدر، جورج مارديرورسيان، الإعلامي طوني خليفة وعقيلته، الإعلامية ريما نجيم، المخرج كميل طانيوس، المخرج فادي حداد وعقيلته، مصمم الأزياء طوني يعقوب، الماكيور بسام فتوح، الإعلامية رانيا السبع، الإعلامي نيشان ديرهروتيونيان وغيرهم كثر.. كما كان شكل حضور معالي الوزيرة السيدة ليلى الصلح حمادة مفاجأة مهمة للمدعوين، والذين وُزعت عليهم أرزة كذكرى من هذه الإحتفالية…
صفحة جديدة طواها التاريخ الفني العربي المعاصر، بلقاء تجدد بين إمبراطورية إنتاجية وأميرة في الغناء، عسى أن تكون مشرقة كالخضار الروتاني وخصار الأرزة اللبنانية…
ترقبوا مختصر عن الحفل ومقابلة مصورة مع شمس الغنية نجوى كرم