في ظلّ زحمة الإصدارات الفنيّة لكبار نجوم الصّف الأول ، أصدرالفنان اللبناني الشَّاب، جوزيف عطية، ألبومه الجديد “شو بتعمل بالناس” الذي يضمُّ 11 عملًا منوَّعًا بين المصري واللبناني، بعد غياب لأكثر من سنتين عن إصدار أي ألبوم غنائي. تعاون جوزيف مع عددٍ من الكتَّاب والملحنين الغنائيين اللبنانيين والعرب، وسبق الإصدار حملة كبيرة لترويج الألبوم خصوصًا عبر مواقع التواصل الإجتماعي وموقع Yala.fm، الذي بدأ ببث أغاني الألبوم قبل صدوره بأيام.
جوزيف الذي يعمل بجهد لإرضاء مختلف الأذواق، جمع في ألبومه أنماط موسيقيّة متنوعة، وبعد قرائة متأنية لكلامات الألبوم، والإستماع جيداً إلى الأغنيات لا بدّ من إبداء الرأي بهذا العمل المتكامل وهذا رأي شخصي.
1-شو بتعمل بالناس : أغنية لبنانية شعبيّة تحمل في أعماقها اللّون الرومانسي، قريبة من القلب حفظها من سمعها من المرّة الأولى لبساطة كلامها ( أي لقرب معنى كلماتها من النّاس) كتبها الشاعر كمال قبيسي لحنها يحيى الحسن وقام بتوزيعها الموزع داني حلو. أبدع جوزيف بأدائه لهذه الأغنية التي تستحقّ وبجدارة أن تحمل عنوان الألبوم.
2-صدفة غريبة : أغنية لبنانية، عبارة عن مزيج موسيقي يتنوع بين الكلاسيكي والسريع، صادقة بمعاني كلماتها العميقة التي يوجهها الشاعر إيميل فهد بصوت جوزيف إلى حبيبة كل شاب مغرم فتشعر وكأنك فعلاً تشاهد فيلماً رومنسياً يتغزل فيه البطل بحبيبته ويتغنّى بحبه لها. يذكر أن لحن وتوزيع هذه الأغنية تركي يعود إلى الموسيقي Aydogan Suat .
أجمل ما قيل في هذه الاغنية الجملة التالية: ” إيديك على إيدي نحلف يمين، تبقي وفيّي ويبقى لقبلك حبّي أمير أنا أول مرّة بحاكي ملاك أنا شو بتعنيلي الدني بلاك صحرا ما فيها لا مي ولا هوا”.
3-الورد : أغنية مصريّة شعبيّة بإمتياز أبدع جوزيف بأدائها وكأنه وكما يقال في اللّغة المصرية العاميّة “إبن البلد”، براعة جوزيف ظهرت بإتقانه لالّكنة المصرية، فيأخذك إلى الشارع الشعبي في مصر حيث تشعر وكأنك في عالم الفنان الشعبي الكبير أحمد عدويّة. هذه الأغنية من كلمات الشاعر المصري محمد عاطف ألحان محمد يحيى وتوزيع أحمد عادل.
4-علاّمة : أغنية لبنانية جبلية، برأيي أتت عادية ولم تقدم أي جديد للألبوم، فالتوزيع الموسيقي الذي وضعه روجي خوري غير متناسق مع لحن الأستاذ وسام الأمير وكلمات الشاعر الياس شعبان وكأن فيه نوعٌ من الهيصة المفتعلة. من ناحية أخرى جاء أداء جوزيف للأغنية جيّد حيث أظهر من خلالها مساحات مهمّة في صوته.
5-كل ما بشوفك : يجتمع في هذه الأغنية الأكثر من رائعة الإحساس الكبير والعاطفة الصادقة فتشعر بالحب يتدفّق مع كل جملة موسيقية، أغنية تجتمع فيها وعود الحب والإخلاص، بالتأكيد ستكون الأغنية التي سيرقص عليها العشاق يوم الزفاف رقصتهم الأولى. والمفاجئة في هذه الأغنية التي أتت واحدة من أقوى أغنيات هذا الألبوم وكأنها أنشودة عذبة، أنها من كلمات جوزيف وألحانه، فتظهر في جوزيف مرّة جديدة قدرات فنيّة عالية لا تقتصر على الأداء وحسب بل تتخطّاه إلى الكتابة والتلحين.
6-وجع الذكريات : هي الأغنية اللبنانية “الهيت” في الألبوم ومن أجمل أغنياته، رومانسية يجتمع فيها الحزن والشجن فتشعر أنها تمتلك مشاعرك، وتعود بك إلى قصّة حب حزينة مررت بها، فتشعر فعلاً بوجع الذكريات التي صاغها الشاعر إميل فهد بصدق كبير. أدّى جوزيف الأغنية التي حملت لحن Ercan Saatci وتوزيع Olcay Anar بإحساس عالي ومشاعر صادقة فوصلت إلينا بصدق وتجرّد.
7-رايحين بيتنا : أغنية مصرية beatسريعة للموزع المصري الشهير تميم وألحان محمد يحيى لكنها ليست بقوّة أغنيات الألبوم الباقية، من حيث كلام الشاعر محمد جابر الذي أتى ضعيفاً رغم أداء جوزيف المميّز الذي يثبت مرّة جديدة أنه فنان لبناني عربي قادر على أداء مختلف اللّهجات العربيّة بإمتياز.
8-فرق العمر : أغنية لبنانية جميلة جداً، تحاكي بكلامها حالةً إجتماعيّة وهي فارق العمر في الحبّ، وهذه المرّة الأولى التي يضع فيها جوزيف صوته لخدمة رسالة إجتماعيّة يعاني منها عدد كبير من العشاق. وهذه علامة إضافية يكسبها عطية على تميّزه في هذا الألبوم.
9-ما بهاب : أغنية لبنانيّة جبليّة قام بأدائها جوزيف ببراعة، فرغم صعوبة جملها الموسيقيّة تشعر وكأن جوزيف يأديها بإرتياح كبير فيثبت مرّة جديدة عن قدراته الغنائية الكبيرة وينذر بمستقبل واعد قد يرفع خلاله راية الأغنية اللّبنانية إلى أماكن بعيدة في فلك الفن.
10- يا كل الدني : وهي الأغنية التي حققت نجاحاً منقطع النظير حين أصدرها كسينغل في بداية صيف السنة الماضية.
11-بوستك : أيضاً أغنية حققت نجاحاً لافتاً العام الماضي بعد إصدارها.
مرّة جديدة يكسب فيها هذا النجم الشاب الرهان ويثبت للناس الذين قاموا باختياره منذ حوالي الخمس سنوات في برنامج المواهب ستار أكاديمي أنه ليس مجرد طالب عاديّ، وبأن نجاحه لا يرتبط بالبرنامج فحسب، بل هو فنان حقيقي وأستاذ في إختياراته الفنية، لا نستطيع إلاّ وأن نصفق لنجاحه ونرفع القبعة لموهبته الفريدة.