اشتاق جو معلوف للمستمعين ولآرائهم الحرة، فكانت حلقة “انا حر” لهذا الأسبوع مباشرة على الهواء تستعد لاستقبال الاتصالات الحرة من المستمعين في الربع الساعة الأخير من الحلقة ليكونوا احراراً وليعبروا عما بداخلهم وليشاركوا جو معلوف المواضيع التي سيثيرها.
استهل جو معلوف مواضيعه بدراسة بريطانية كشفت أن الصديق الوفي يكلف 17.600 دولار. فبرأي جو معلوف، فإن الأصدقاء الحقيقيون في هذه الأيام اصبحوا نادري الوجود بل اذا لم نقل ليسوا موجودين، وهو يدرك أن الكثير من أصدقائه سيعتبون عليه بعد هذا التصريح انما هي الحقيقة. فالعلاقة مع الآخر أصبحت يومية بل حتى لساعات، في زمن لم يعد هناك اسس للعلاقات، فالعلاقه تهتز حتى مع الأهل. ويتابع جو معلوف معتبراً اننا في حين نكون على علاقة مع أحدهم، يظهر فجأة الوجه الآخر لنكتشف أنها علاقة مصلحة. وطلب من المستمعين التمسك بالصديق الحقيقي اذا ما وجدوه وألا يفرطوا به، وتمنى لو انه فعلا نستطيع بـ 17.600 دولار أن نجد صديقاً حقيقياً لمدى العمر. فالحياة أصبحت قذرة ونفسياتنا كبشر باتت قذرة أيضاً، فالمال يتربع فوق كل اعتبار ويجعلنا قذرين لتصبح العلاقة بين الاخوة والزملاء قذرة. وهنا لفته الهجوم الدائم على الوطن، فإنه والجميع يهاجمون ويلومون لبنان الوطن، انما في الحقيقة، وجُب علينا لوم شعب لبنان وناسه وطبقته الحاكمة. “لازم نحل عنو للبنان”، فهو، رغم ما يعيثون في طبيعته خراباً، لازال جميلاً بهواءه وبحره وصخوره وشجره، انما “اكثرية الشعب خربان وفاسد، والأكثرية بتنزع غيرها”، ودعا جو معلوف الى التوجه نحو سكان هذا البلد عند اثارة أي قضية، “فبيروت ولبنان أكبر مني ومنكن” وعلينا لوم أنفسنا قبل أن “نقرب” على لبنان الحبيب.
وبعد الفاصل الزيادي من مسرحية بخصوص الكرامة والشعب العنيد من المخرج جوني الصديق، توقف جو معلوف عند جملة “انا دولتي مسؤولة عني…، انا بطالب دولتي…”، وتحدث عن الدول الأوروبية وعن تحملها مسؤولية مواطنيها وحاملي جوازات السفر التابعة لها، وأسهب في الحديث عن الأوروبيين الذين يمشون مرفوعي الرأس، تحميهم دولهم وسفاراتهم. هذا كله في الدول الأوروبية، “إلا بلبنان” فحدث ولا حرج. “نحنا ما إلو قيمة الباسبور”، فالمطارات تنظر الى اللبنانيين بريبة، نظرة اتهام بالإرهاب، نظرة لن تتغير بسهولة، على الأقل “مش عإيامي”. وتعليقاً على جملة “قتلولي طموحي” من المسرحية، اعتبر جو معلوف بأن أحداً لا يقتل طموح أحد، “بتخرب بوجك أول مرة وتاني مرة وتالت مرة…وعاشر مرة، بس إلا ما تُفرج”، والطامح يصل في النهاية الى مبتغاه. ولقد خرج هذا الوطن مبدعين كُثر لمع نجمهم في دول غير وطنهم لبنان، احتلوا أهم المناصب السياسية والثقافية والعلمية، اما هنا في لبنان تلاحقنا نفس الوجوه متمسكين بالكراسي هم وأولادهم. “ما في غير 3 أو 4 عِيل بدن يستلموا هالبلد، والعالم مش قادرة تنزل عالأرض، وأطخن مسؤول عندو هدف وطني ومش طائفي ما بنزل الا 5000 عالأرض!”. وتمنى جو معلوف مجدداً ان يحدث شيئاً ما “حتى نقدر نطيرُن”، عندها سنعاود النزول الى الشوارع ونقود التغيير لأهداف وطنية وغير طائفية.
وتابع جو معلوف مواضيعه مباشرة على الهواء لينتقل الى النائب نعمة الله أبي نصر واقتراحه بإقرار عيد للأبجدية. واعتبر “انا حر” بأنه، ومن دون شك، اقتراح مهم، انما ومن جهة أخرى هو ليس أولوية فهناك قضايا واقتراحات وواجبات أهم بكثير من اقرار عيد للأبجدية. وتمنى جو معلوف على النائب أبي نصر، النائب عن كسروان، اثارة الحوادث الأمنية، غلاء المعيشة، الطبابة، الكسارات، الخ..ودعاه الى تقديم مشاريع قوانين واقتراحات تشبه الناس واحتياجاتها اليومية، فالناس “اذا ما معها تاكل، لا بالها بالأبجدية ولا بالتاريخ ولا بالجغرافيا”. ودعا النواب الى اقتراح مشاريع قوانين تشبه الناس ليتعاونوا معهم، “اليوم مش قادرين نتطلع فيكن، انا مش قادر شوفكن، بيتزرزع بدني بس شوفكن!”.
ومن النائب أبي نصر الى بطريرك أنطاكية والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، عبر جو معلوف عن اعجابه بتصريحه واعتبره كلاماً رائعاً: “أنا كمسيحي عربي لا يمكن أن أعيش مسيحيتي من دون اخي المسلم. نحن ككنيسة العرب وكنيسة الإسلام ضمانة للسلام بين الشرق والغرب”. ولقد بات جو معلوف مقتنعاً بأن المسيحيين في لبنان هم في موقع ضعف، “ما النا كلمة ولازم نتبع طوايف تانية كرمال كم مقعد، نحنا اليوم كتير ضعاف بلبنان ولازم نعترف”. انما كيف سنكمل مع أخينا المسلم وأخينا الدرزي، كما التصريح، كمسيحي عربي؟ وأجاب جو معلوف عن تساؤله قائلاً بأنه حتي يستطيع أن يعيش، يجب على المسلم والدرزي أن لا يعيش من دون أخيه المسيحي. عندها فقط، تسقط المافيات الطائفية، ويلتزم الكل بحدوده والتزاماته ويتعلم كيفية تقبل الآخر، وتخف الاحتقانات والمشاكل. فلم يعتقد جو معلوف يوماً بأن كلامه سيكون يوماً ما طائفياً، فلقد تربى مع اتراب له من كل الاتجاهات ولم يسأل يوماً عن طائفة او مذهب، انما اليوم الحال اختلف وبات الزامياً ان نقول: انا كمسيحي وانا كمسلم. لن يستطيع المسيحي أن يعيش في لبنان من دون التواصل مع الطوائف الأخرى، وللأسف قسماً من الطوائف الأخرى ترفض هذا التواصل والتحاور، وهم يمتلكون من القوة ما يكفي لفرض ذلك. انما وعلى صعيد شخصي، يقول جو معلوف: “انت ما فيك تعيش بلايي”.
والى مغارة جعيتا يتوجه جو معلوف راجياً من الجميع التصويت للمغارة، هو طلب يوحد جميع الطوائف في لبنان، “بعد في عنا سبب يفرحنا”. فللأسف، هناك توجه من بعض الدول بأن يخسر لبنان وتخسر معه جعيتا. وطالب مجدداً الجميع بالتصويت للمغارة عبر الـ www.new7wonders.com و www.jeitavillage.com . “حتى يضل في شي نفرح فيه وننسى اللي نحنا فيه”. فلنفرح بجعيتا، هذا المكان الرائع، الذي لمع منه وزيراً اسمه زياد بارود.
وحين يذكر جو معلوف الوزير بارود، لا بد وأن يتناول تكريمه في السفارة الفرنسية. فبعد التكريم الأول، قلد السفير الفرنسي دوني بيتون بإسم رئيس الجمهورية الفرنسي نيكولا ساركوزي وزير الداخلية السابق زياد بارود وسام الشرف من رتبة ضابط،، أرفع وسام فرنسي، وذلك في احتفال أقيم في السفارة الفرنسية-قصر الصنوبر. هو وزير سابق انما وزير حالي والى الأبد لكل المواطنين. لقب منحه الشعب للوزير واستحقه هو بجدارة. وقد وصف جو معلوف الحضور، فمنهم المقربين والمحبين وآخرين كانوا هناك لواجب فقط مع بسمة صفراء. واعتبر “انا حر” بأن وزير كل المواطنين ترك بصمة في وزارة الداخلية لا تشبهها أي بصمة في أي وزارة. وتحدث جو معلوف عن كلمة الوزير الذي ذكر فيها زوجته لأول مرة وبطريقة رائعة بينت عن احترام كبير يكنه للمرأة في المجتمع والعائلة. وبارك جو معلوف لجعيتا وللبنان وتأسف بأن تقوم دولة غريبة بتكريم وزير لبناني في الوقت الذي حاربته فيه دولته! “بدنا كتير حتى نصير نشوف رجال السياسة، رجال دولة”، فالنائب أو الوزير هو خادم الناس، ومن يخدم الناس والوطن هو رجل دولة.
والى الواقع يعود جو معلوف ليهاجم الاتحاد العمالي العام، “هيدا اتحاد بالإسم، معفنين، مسيس، بدو نفضة وتغيير، ما بيشبه الناس، بتهمو المصاري بس”، لا يمثلون أحداً. وهنأ السيد غسان غصن على اجمل صورة له في صحيفة الجمهورية وهو يتناول السندويتش “بلقمة واحدة وبالعشر أصابع”. فنحن لم نتعلم من المرة السابقة، فهو يطل مرة في السنة ليدعو الى اضراب ما وينتهي الموضوع من دون تظاهرة وباجتماع منتصف الليل. فلنتوقف عن كوننا شعب سخيف، “وما بئا حدا يقلنا في مظاهرة”.
شاكر عبد النور، “شوفور تاكسي معتر”، أوقفه 4 أشخاص في منطقة الجسر الواطي وأعدموه، قتلوه بالرصاص في رأسه، أخذوا السيارة ورموه على قارعة الطريق جثة هامدة. وُجدت جثة محروقة في منطقة انطلياس في برميل للنفايات. حادثتان أضاء عليهما جو معلوف ليشير الى “أديش الأمن فلتان بالبلد لحتى هيك عمبصير؟؟، أديش الأمن مش ممسوك؟؟” فنحن بحاجة لأمن وأمان، امنية توجه بها جو معلوف الى المستمعين.
وهنا، أعطى جو معلوف المساحة للمستمعين واتصالاتهم التي لم تتوقف منذ أن أعلن عن بدايتها، فاستمع الى آرائهم الحرة وناقشوه بمواضيعه المُثارة.
وبعد الاتصالات، طلب جو معلوف من الجميع، “حاج تفولوا على صباح”، صحتها جيدة. “حاج تموتوها وتعيشوها كرمال، لا سمح الله، نعرف نصدق اذا فعلاً صارلها شي”.
وختاماً، انهى جو معلوف حلقته بتصريح للبطريرك الراعي من تكساس-هيوستن: “…. من غير المسموح ان يبقى لبنان بعيدا وغارقا بمصالح فئوية وشخصية، وان يبقى الشعب يستعمل فقط لكي يفدي روحه ودمه، فليوفروا الروح والدم للبنان. أسمعهم يقولون يا لبنان نفديك بالروح والدم، ولا اتمنى ان يقول اللبنانيون يوما يا لبنان انت الذي سنفدي به بالدم والروح، لذلك نريدكم ان تحملوا الجنسية اللبنانية……. ما تفرحون به انتم هنا يجب ان نبنيه نحن في اوطاننا في العالم العربي، جميعنا مسؤولون. فاذا بارككم الله في هذه الارض الحلوة العظيمة وبارك اعمالكم فأنتم فخرنا وتاج رأسنا ووسام على صدورنا “. أثنى جو معلوف على كلام البطريرك وتمنى على جميع العائلات أن تساهم في ازدياد عديدنا بكسب الجنسية اللبنانية.
وأخيراً وليس آخراً، تمنى جو معلوف أن يكون قد سلط الضوء على نقاط مهمة تهم الجميع وتشبه الناس حتى لو كان أسوداً وفاسداً، فإننا نطهره حين نتكلم عنه، “وانشالله بتبقوا احرار” وبرنامج “انا حر” مستمر طالما رأسنا مرفوعاً “ونهار اللي بدن يدعسونا، انا بفل”.
والى اللقاء في الحلقة القادمة.
أنا حر، مساحة حرة رسمها جو معلوف وحددها المواطن اللبناني