“مهما تئل الهم بهالبلد الموجوع، ما منقول الا يا إمي….” فعلى أكتافهن نتكيء، ولقلوبهن نشكي هموم هذا البلد وقضاياه، ولأن لأمهاتنا الحق في رفع الصوت عالياً، أهدى جو معلوف حلقته هذه من “انت حر” الى الأمهات اللبنانيات وتحديداً منهن المتألمات كلن لسبب ما. وفي هذا السياق تم عرض تقارير مصورة لمعاناة هذه الأمهات لتستحق الحلقة تسمية “صوت الأم حر”.
واستعرض معلوف في البدء تقريراً مصوراً عن امهات المعتقلين في السجون السورية ومعاناتهن مع البعد وحرقة عدم معرفة ان كانوا أحياء أو اموات، فعدد كبير من اللبنانيين ما زال مجهول المصير في غياهب السجون السورية ولا تعلم أمهاتهن شيئاً عنهم وما زلن صابرين بانتظار امل ما يلوح في الأفق. ولفت معلوف الى تجاهل المسؤولين اللبنانيين والدولة اللبنانية لهذا الملف لسنوات خلت، وقد نصبت الأمهات خيمة في حديقة الاسكوا منذ 8 سنوات لتذكير العالم بقضيتهن ولهز عرش المسؤولين علهم يلتفتون الى وجع قلوبهن. هن أمهات لن تستكين آلامهن قبل رجعة الأبناء والآباء، هي خيمة دفنت الكثير من الأمهات بينما كن ينتظرن الأمل. ويتابع معلوف وصفه لخيمة جمعت كل الأطياف والطوائف لأمهات لا ينشدن سوى معرفة مصير هؤلاء المفقودين المظلومين، أمهات كن أقوى من كل الصراعات والبازارات السياسية. وسأل معلوف عن وجع 28 سنة لأم مفجوعة يمر عليها عيد الأم مروراً بالاسم فقط، يمر ليذكرهن بحزنهن على من فقدوه. واستقبل معلوف اتصالات من المشاهدين عبروا عن رأيهم بالجرح المفتوح على مدى سنوات تعاسة هذا الوطن. ورغم الألم، أصر معلوف على كونهن يمثلن المرأة اللبنانية، فهن مثالها رغم استخفاف المسؤولين بالمرأة. فأهم ما في هذه المرأة وهذه الأم أنها حرة ولن تسكتها آلامها. وذكر معلوف بأن المسؤولين اللبنانيين ومنذ زمن، أهملوا هذا الملف، واذا ما اهتموا به يفعلون ذلك لغايات سياسية و”يضحكون” على الأمهات. لم يتوجه معلوف الى الدولة للمناشدة بتضميد هذا الجرح لأنه فقد الأمل بدولته، بل توجه الى سماحة السيد حسن نصرالله طالباً منه الكشف عن أية معلومات قد يكون على علم بها لترتاح هذه الأمهات، كما وتوجه الى الرئيس بشار الأسد طالباً منه اطلاق المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية أو إعادة رفاتهم. ولفت معلوف في سياق الحلقة الى تلقيهم خبراً ساراً يفيد بعودة 4 لبنايين من اسرائيل سيتم الاتصال بأحدهم قبل ختام الحلقة، وفعلاً تم الاتصال بأنيتا عون التي عادت بعد 12 سنة وتم التحقيق معها وتم كل شيء معها ضمن الاحترام.
ومن أمهات المعتقلين الى المصرية ام ابراهيم، والدة كريم ابن الـ 17 ربيعاً والذي غادر منزله ليعود اليه بعد 3 أيام جثة هامدة. وفي التقرير المُصور ظهرت الوالدة لتخبرعن الذين قتلوا ولدها وعن تغاضي المعنيين عن القتلة رغم معرفتهم بهم، وعن مطالبة أحد الدركيين بـ 300 $ ثمناً لأتعاب الطبيب الشرعي أخذهم لجيبه الخاص علماً بأن لا أتعاب للطبيب الشرعي حين يكون مكلفاً من النيابة العامة كما أوضح معلوف. وتابع معلوف حديثه عن أم القتيل التي لا تملك مالاً يؤمن لها محامياً لمتابعة قضية ولدها بعد أن طُلب منها تأمين 12 الف دولار لرفع قضية، فتم ظلمها عبر استعمال السلطة بشكل خاطئ. وما زالت ام ابراهيم تقصد المخافر وتتصل بهم فيقفلون الخطوط بوجهها. واستقبل معلوف عبر الهاتف ابراهيم شقيق كريم ليخبر عن حقائق تتعلق بمقتل شقيقه الذي اتهموه بالمخدرات فتمتت تبرئته عبر فحوصه النظيفة. وقد تم تهديد ابراهيم لإقفال الملف، وقد شكرت الأم وابنها الوزير بارود لأنه ساعدهم حين كان وزيراً. وبما أن “انت حر” هو صوت الفقير، اعتبر معلوف بأننا كلنا فقراء في وطن الذل الذي نعيش فيه. واستقبل بعذ ذلك اتصالآ من الأستاذ جورج خوري، فأعلن معلوف -ليلة عيد الأم- بأن الأستاذين خوري وأشرف صفي الدين سيكونان شركاء مع ال أم.تي.في في وكالتهم عن الأم لرفع قضية ومناصرتها عل روح ولدها تستكين وتخف آلام قلبها المفطور. وقد أعرب الأستاذ خوري عن جهوزية مكتبه والأستاذ صفي الدين للمرافعة عن الأم. وحيا معلوف هذه المبادرة وأبلغ ابراهيم والأم المفجوعة بأن ال أم.تي.في ستتحرك بدءاً من الغد.
والى السيدة تيريز نوجة، انتقل “انت حر” الى الأم اللبنانية التي تزوجت عراقياً وعاشت هناك الى حين فقدت 4 من أولادها وزوجها وعادت مع ابنها وابنتها الى لبنان، وطنها الأم، لتجد غربة أفظع من غربتها الأولى، فتحدثت عن مشكلتها مع الأمن العام وسؤالهم عن مصادرها واملاكها للجصول على اقامة لابنتها. وطلبت من الدولة، كهدية في عيد الأم، منح الدولة الجنسية اللبنانية لولديها ليعيشا قربها. ودعا معلوف الأمهات اللبنانيات المتزوجات من أجانب الاتصال لرفع الصوت عالياً للمطالبة بمنح الجنسية لأولادهن. ووجه تحية الى القاضي جوني قزي الذي حكم مرات عدة بمنح الجنسية اللبنانية لأولاد الأمهات المتزوجات من أجانب وعن مناصرته الدائمة للمرأة رغم ابطال احكامه من قبل مجلس شورى الدولة، والذي دفع ثمن جرأته فنقلوه الى امكنة اخرى لا تعطيه صلاحية اصدار الأحكام! ولفت معلوف الى المشروع الذي سيُقدم من الرئيس ميقاتي لمنح أبناء المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي الجنسية اللبنانية من دون استثناء للمتزوجة من فلسطيني.
وانتقل معلوف الى أم رامي شمالي، الطالب بستار اكاديمي، الذي قُتل بحادث سير في مصر حين كان مع زميله محمود شكري. وقد تم ظلم رامي شمالي باتهامه زوراً بأنه كان السائق. وبحرقة تحدثت ام رامي عن مقتل ولدها بظروف غامضة لفت الحقيقة التي دُفنت في مصر. وأعقب معلوف بأن المواطن اللبناني حين يموت على ارضه، لا قيمة له اذا لم يكن مدعوماً، فكيف اذا مات خارج الوطن. وقد ظلمت الصحافة المصرية رامي وخاصة صحيفة الأهرام، واستقبل معلوف عبر الهاتف اتصالاً من الطبيب الشرعي الذي عاين جثة رامي والذي أثبتت تقاريره بأن جروح رامي أشارت الى أنه كان الى جانب السائق. وطالب معلوف بأن لا يتم نسيان قضية رامي وستتم متابعتها وتوعية المعنيين لفتح تحقيق جدي.
وانتقل معلوف الى الأم هدى التي باعت جسدها لتربي أطفالها، وأخبرت عن معاناتها التي أدت لبيع شرفها. وطلب معلوف عدم رجمها بالحجارة لأن النساء التي سيحكمن عليها لسن أفضل منها. وقد اتصل السيد ادي أبي اللمع مبدياً استعداده للتعاون مع ال أم تي في لإيجاد عمل لهدى لتحصيل لقمة عيشها بشرف.
والى الأم حنان سرجاوي اللاجئة العراقية في لبنان، انتقل معلوف للتقرير المُصور عن حنان الذي ترك ولدها، المُصاب بمشكلة في النطق، البيت منذ 4 سنوات بسبب قساوة والده عليه ولم يعد الى الآن. ووجهت الأم نداء الى ولدها الذي اصبح في سن المراهقة الآن ليعود لأن والده اصبح في العراق. ووجه معلوف نداء الى كل أم يقسو الأب عليها أو على أبنائها بأن ترفع الصوت عالياً لوقف هذا الاعتداء.
والى ام ميلاد انتقل “انت حر” ليتحدث عن معاناة ام يعاني ولدها من الادمان على المخدرات والذي يقبع حالياً في سجن رومية في حين يجب ان يدخل مركزاً للتأهيل. وبحرقة عبرت الأم عن اشتياقها لولدها خاصة في عيد الأم الذي يزينه ولدها بورود احتفظت بها يابسة لحين عودته. وعبر معلوف عن استياءه لزج مدمني المخدرات المرضى، في سجون مع مغتصبين وقاتلين وتاجري مخدرات عوض تأهيلهم في مراكز متخصصة. واستقبل معلوف عبر الهاتف السيد جوزف حواط رئيس جمعية جاد الذي تحدث عن هدر اموال 10 سنوات في محاولات مكافحة المخدرات، وقد وعد الوالدة بإخراج ميلاد من السجن عبر الاتصال بالرئيس كلود كرم الذي لا يرد طلباً طالما هو متعاطي فقط وليس مروجاً، وتأهيله في مركزه لسنة ونصف من دون أتعاب وعلاجه كاملاً. ووعد معلوف بأن تقوم ال أم.تي.في أيضاً بالاتصال بالرئيس كرم لنفس الغاية.
وختم معلوف حلقته بملف ميدان سبق الخيل الروماني في بيروت الذي رفض توقيعه ثلاث وزراء للثقافة واتى الدور ليقبل بتوقيعه الوزير ليون الذي هاجم سوليدير في مؤتمره الصحافي وبرر موقفه في مخالفة تصنيف المعلم في الجرد العام. وقد كانت ال أم تي في حيث لا يكون الآخرين فصورت مشاهدات من الميدان. واستقبل في الاستديو الصحافي في جريدة الأخبار بسام القنطار الذي تحدث عن المعلم الأهم في العالم والذي باعته سوليدير لشركة ليتم حفره وبناء مجمع عليه. ونادى القنطار بالمحافظة على هذا المعلم والتعويض للشركة. ودعا الى المشاركة في المسيرة نهار السبت للمطالبة بالمحافظة عليه.
وختاماً، تساءل معلوف عن رفع اسعار الخضار والحبوب عقب فضيحة اللحمة الفاسدة. فمن المسؤول؟!وحذر من كاميرا “انت حر” التي ستدخل الى المخازن الغذائية الكبرى لتصوير اختلاف الأسعار. وتساءل عن قضية التشيبسي الفاسدة وعن محاسبة المعنيين في هذا الملف.