كان واضحاً تأثر جو معلوف بالأحداث التي مرت بها البلاد الأسبوع الماضي، فبدأ حلقته متساءلاً: “هل بعد في دولة، هل بعد في قانون، ما هو موقف القضاء اللبناني، أوقفتم شادي المولوي بقضية إرهاب وهي مش مزحة أو لعبة، خرب البلد وعأساس انو عليه شبهات، اليوم نحنا أمام مصيبة كبيرة كتير، اذا كان خروج شادي بسبب ضغط الشارع، بتكون سقطت الدولة اللبنانية أكبر سقطة، واذا كان خروج شادي لأنه غير مذنب فالمشكلة أكبر بكتير، بدكن تحملوا ساعتها مسؤولية اللي صار من أسبوع لليوم، نحنا مش لعبة لحتى تخربولنا لبنان، لحتى تضربولنا السياحة وتخوفونا وترعبونا، والقتلى والجرحى كلن يلي سقطوا، مين بيحملن، الدولة فيها تحملن؟ مين مسؤول عنن؟ القضاء او الجمهورية اللبنانية أو الأجهزة الأمنية؟ كنت مفكر حالي بأول حلقتين من “انت حر” غلطان لما حكيت عن الأمن الذاتي ولما حكيت عن السلاح الفردي، وعدم الثقة بالدولة اللبنانية وزعلوا مني كتير أشخاص، اليوم من بعد كل اللي صار تأكدت انو كان لازم يشكروني بوقتها على الحكي اللي حكيتو”. وبعد هذه المقدمة النارية، توجه معلوف الى دول قطر والامارات والكويت التي حذرت رعاياها من التوجه الى لبنان بسبب الأحداث الأخيرة، معتبراً أن قرارهم “مشكوك بأمره” طالباً إعادة النظر فيه فوراً لأن شعوبهم تحب لبنان وتحب السياحة في لبنان. واستأنف معلوف هجومه معتبراً بأن اللبنانيين تعبوا من تحكم السلاح وإشعال الدواليب بحياتهم.
وبعد تقرير مُصور ألقى الضوء على مواضيع حلقته، استهل معلوف قضيته الأولى لتعيدنا بالتاريخ الى أحداث 23 كانون الثاني 2007 المشابه في أحداثه لتدهور الأمن في الطريق الجديدة في اليومين الماضيين. هي قصة الشاب الذي لم يعلمنا فقدانه عدم تكرار الأحداث ذاتها، هي قصة الحاج محمد مطر الذي فقد ولده ذي السبعة عشرة عاماً عبد الباسط الذي ما زالت صورته في ذاكرتنا على الهواء مباشرة يتهاوى بعد أن أطلقت عليه النار في اضطرابات متنقلة لتحركات معارضة حصلت ضمن أحداث أمنية في العام 2007 عندما أُحرقت الدواليب وأُقفلت طرقات بيروت. “كرمال مين مات عبد الباسط؟” سؤال طرحه معلوف ليتم بعد ذلك عرض تقرير مُصور عن حكاية عمره القصير والتي رواها والده المفجوع. “ابني تحمس ونزل مذهبياً”، جملة قالها الوالد وصفت المشهد برمته. لم يدر الجيب الأسود الذي ظهر بين الجموع المدنية بأن الرصاصة التي أطلقها على جسد عبد الباسط النحيل ستتركه ضحية لنزيف الساعتين في الطريق قبل أن يستشهد في 4 شباط 2007. “هيدا أكبر تأكيد انو ما رح نتعلم”، تابع معلوف حلقته مُعلقاً على التفرير المُصور، “ابنه تحمس ونزل مذهبياً وهنا تبدأ المشكلة وتبدأ الطائفية”. ورغم قساوة المشهد، توجه معلوف الى الأهل بلوم كبير على السماح لأولادهم بالنزول الى الشارع من دون وعي أو هدف، “نازلين لأنو رئيس الحزب أو رئيس الطايفة طلب منهن هيك!”. وكشف معلوف بأن القتلة في أحداث أيار 2008 خرجوا جميعاً من السجون لأنهم كانوا حزبيين وأطلقت سراحهم الضغوطات السياسية من فريقي 8 و14 آذار والتي مورست على القضاء. “كل من اغتيل طائفياً أو سياسياً، راح رخيص، أرخص موتة بموتوا هودي الناس اللي بينزلوا عالشارع”، “بهالمعارك ما في قانون”، “ابنك يا حاج قتلته الطائفية وقتله التعصب بلبنان”، “شو نازلين تعملوا على الطريق يا شباب”، كان معلوف قاسياً على المشاهدين وعلى الحاج مطر لأنه خائف على وطن لم نتعلم من تاريخه وأحداثه شيئاً، ولأن الكلام الواقعي في لغة الانتقام والتهديد كانت ظاهرة جراء الألم الذي عاشه ويعيشه الحاج منذ فقدانه لولده. واستقبل معلوف اتصالات من المشاهدين وتم عرض تقرير مُصور عن توقيف شادي المولوي والذي قال عنه معلوف بأن الأمن العام لم يقترف أي خطأ وبأن أي جهاز أمني في لبنان يتحرك عند إشارة المدعي العام والقضاء العسكري. واستغرب معلوف استقبال الوزير الصفدي للمولوي بعد أن أدعى على الأمن العام بتهمة اختراق حصانته وتوريطه متسائلاً عن حساباته الانتخابية.
وانتقل معلوف الي سيارات قوى الأمن الداخلي التي شن المعارك على الحكومة ورئيسها لأجلها في احدى حلقاته مثيراً قضية النقص في البنزين لديهم مما أدى الى تناقص دوريات قوى الأمن الداخلي، مما يعني ازدياد الفلتان الأمني ونسبة الجريمة في لبنان. وفاجأ معلوف المشاهدين بقضية استعمال هذه السيارات لأغراض شخصية كما كان واضحاً على الشاشة مع رقم لوحة سيارة طوارئ قوى الأمن الداخلي (601463) والتي استُخدمت لنقل رجل كبير في السن وصبية الى مطعم المانويلا في المعاملتين، وبدل أن تقوم هذه السيارة بحفظ الأمن، “عمبتكزدر وتعمل delivery وتوصل ناس وأشخاص مدنية عالمطاعم”. وكشف معلوف بأن المدنيين هم أقارب لملازم، ضابط في طوارئ جونية وبأن تحقيقاً فُتح من قبل المديرية العامة وسرية جونية وبأن قائد الدرك أصدر قراراً يمنع تحرك السيارات قبل إذن مُسبق. وطالب معلوف بحق الجميع معرفة هوية من استعمل هذه السيارة لأغراض شخصية. وتساءل ما اذا كانت ستتم مُحاسبته أم لا، “وممنوع ينضب التحقيق!”.
والى البيئة والطبيعة والشجر انتقل معلوف ليثير قضية غضب بعض محبي البيئة بسبب محاولة الغاء عدد من المحميات في لبنان، وأشار الى شكوى وردت الى البرنامج من أهالي درعون-حريصا رافضين تحويل مجموعة عقارات (حوالي ال 50 عقار ومساحتهم تبلغ الـ 500،000 متر) في منطقتهم، مُصنفون في الأساس “حماية ذات طابع صناعي” بحسب المديرية العامة للتنظيم المُدني، الى مدينة صناعية بالكامل. وتم عرض تقرير مُصور عن المحمية الحُرجية تكلم عنها بعض أهالي المنطقة. وتم تقديم طلب من البلدية للمرة الثالثة (بعد ان تم رفضه سابقاً) الى المديرية العامة للتنظيم المُدني من أجل استثمار هذه العقارات. ولأن “انت حر” يستمع الى الرأي والرأي الآخر، استقبل معلوف اتصالاً من رئيس بلدية درعون السيد أنطوان شمالي تحدث بإسهاب عن إيجابيات هذا المُخطط بعد ان نقل له معلوف كلام أهل المنطقة الذي وعدوا معلوف بتزويده بكل الوثائق التي تؤكد خوفهم.
والى الأمن مجدداً، انتقل “انت حر” ليتناول قضية اعتداء بعض “البلطجية” وللمرة الثالثة على جيوفاني نخلة مالك مطعم في منطقة بعبدا، وتم عرض تقرير مُصور يُظهر بوضوح الاعتداء والمُعتدين الذين لم يكونوا ملثمين بل وهم معروفين في المنطقة. وأشار معلوف الى خطورة الموضوع كونهم ادعوا بأنهم من مخابرات الجيش ما يُلزم القوى الأمنية بالتحقيق واعتقالهم خاصة وأن وجوههم مكشوفة. وأخطر ما في الموضوع برأي معلوف- بأنه وبينما كان جيوفاني وشريكه يتعرضان للاعتداء، كان “امن بعبدا نائماً!”. بعبدا، مقر الرئاسة والقصر الجمهوري وقصر العدل، أمنها نائم. فقد أظهر التحقيق المُصور عنصراً أمنياً نائماً، وآخراً “يلوم” جيوفاني لأنه أوقظه الساعة الثالثة فجراً من أجل “ضربة سكين”!. وتساءل معلوف، “ألا يتحرك الأمن الا بعد جريمة قتل؟!”. وكرر معلوف جملته الشهيرة: “ممنوع الأمن ينام معنا، لازم لما نحنا ننام، الأمن يوعى!!”. وأشار معلوف الى أن لجميع المواطنين الحق في فتح تحقيق في أية ساعة من النهار أو الليل، و “لتستفق النيابة العامة من أجل ضربة سكين!”.
والى ملف المخدرات انتقل معلوف ليصنف القضية التالية بأنها “عجيبة” كونها تروج لبيع المخدرات عبر الاعلان وتحديداً عبر جريدة الوسيط الالكترونية بعرض أنواع المخدرات ورقم هاتف للإتصال!. هي فجور وفضيحة كبيرة كُشفت في وقت يقوم به الجميع بمكافحة المخدرات، أصبح لتاجر مخدرات إعلان خاص به عبر الجريدة ليسهل عملية قتل الشباب اللبناني ونحرهم. وقد استقبل معلوف اتصالاً من السيد جوزف حواط رئيس جمعية جاد تكلم فيه عن تفاصيل الموضوع وتجاوُب الجريدة حين تم لفت نظرها الى الإعلان “الملغوم والمُبطن” وتحرُك القضاء.
وطرح معلوف قضية الفتاة سالي (27 سنة) والتي تمارس الجنس بشكل يومي عبر الانترنت، فتناول “انت حر” في هذا الملف موضوع الـ cyber sex وهذه الظاهرة المتفشية في العالم العربي والتي تأخذ طابعاً سرياً. واعتبر معلوف بأن الجنس عبر الانترنت له أوجه كثيرة منها الـ chatting rooms والمواقع الاباحية ودفع الأموال للعرض والطلب، الخ… وبحسب الـ Associated Press كشف معلوف بأنه تجري 800 عملية جنسية كل 5 دقائق في العالم العربي. وتناول معلوف الملف من نقطتين، الأولى تتعلق بالحرية الشخصية، خاصة وبأنه لا تتم خلال العملية بيع الجسد أو أذية الأشخاص، بل هي تجري بين “أربع حيطان”، والثانية بالرادع الديني الذي يمنع هذه الممارسات، خاصة وأن كل الأديان تمنع ذلك. واستقبل معلوف اتصالات كثيرة اختلفت بين الـ مع والـ ضد. وتوجه معلوف الى الأهل يطلب منهم مراقبة أولادهم ومنعهم من الانجراف مع أشخاص غرباء قد يقدمون لهم المغريات مما قد يؤدي الى أذيتهم.
والى الشكاوى ضد موتورات الكهرباء انتقل معلوف ليشكو من تزايدها لمخالفتهم كل الشروط البيئية والقوانين، وتحديداً الأمكنة التي يضعون فيها تلك الموتورات كذوق مصبح-أدونيس التي تشكل مصدراً خطيراً للتلوث قرب محطة جحا اخوان المالكة لثلاث موتورات في المنطقة. وقد ظهر أحد الموتورات على الشاشة في مكان تحيط به الشقق السكنية وقد طلبت وزارة البيئة من آل جحا تسوية أوضاعهم بما خص الضجة والتلوث، ضمن مهلة ثلاثة أشهر (منذ أيلول 2011)، ولم تتم تسوية الأمر الى الآن وكشف معلوف عن الوثائق التي قُدمت الى محافظ جبل لبنان لتمديد التسوية ورغم اعتراض المديرية العامة للبيئة، لم يتم الى الآن الاحتكام الى القانون. وطالب معلوف وزارة البيئة بالتحرك الفوري. وكشف معلوف بأنه يملك معلومات عن سياسيين نافذين “توسطوا” من أجل هذا الموتور مهدداً بكشف اسم أحد السياسيين الطامحين لمقعد نيابي اذا لم يتم تسوية هذا الموضوع ليعيش أهل ذوق مصبح-أدونيس بسلام.
“يلي بغير عادتو بوفر طاقتو”، شعار ختم به معلوف حلقته مشيراً الى إطلاق الـ أم.تي.في وبمناسبة سنة الأمم المتحدة الدولية للطاقة المستدامة للجميع وبالتعاون مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، حملة توعية حول ترشيد استهلاك الطاقة الذي وعد بتخصيص تقرير عنها الأسبوع المُقبل.
وختم معلوف بصرخة من سيدة عبر التسجيلات الصوتية ليتابع بأن “معظم رجال الدين عمبيستعملوا الأديان لينزلوا العالم وتقتل بعضها والخي يقتل خيو”.
وأخيراً، توجه معلوف الى المشاهدين بالسقف العالي: “ولا مرة بلدنا كان فعلاً لبنان، بس لبنان، ولا مرة….دايماً كان اسمو لبنان السوري، دايماً كان اسمو لبنان السعودي، دايماً كان اسمو لبنان القطري، دايماً كان اسمو لبنان الايراني،…نحنا اذا ببج دولاب بأي دولة عربية، مننزل على الشارع ومنعمل مظاهرة، اذا انقطعت المي بشي دولة، منولع دواليب ومنلوث الجو ومنسكر الطرقات، مين قللكن انو كلنا نحنا اللبنانيين بدن نسكر الطرقات، مين قللكن انو كلنا بدن نعطل هيدا البلد، نحنا بدنا نعيش، في ناس بتحب تعيش، في قسم كبير من اللبنانيي ما بدو يخرب هيدا البلد، بدنا سياحة بالصيفية، بدنا ننبسط ببلدنا وطبيعته، بدنا ولادنا يشتغلوا وما يسافروا، بهيدا البلد ما بدنا مروان يحقد على محمد، ما بدنا حسين يقتل شربل، ما بدنا عمر يقتل علي، وما بدنا آخر شي ميشال يقتل سمير، وتصبحون على وطن!”.