بدأ جو معلوف حلقته بالعودة
الى الماضي القريب لثلاثة أسابيع مضت حين شاهد الناس “ماتش الخبيط” في
برنامج “بموضوعية” مع الإعلامي وليد عبود، وقد حذر “انا حر”
وقتها من أن الآتي أعظم وبأن هذا هو مثال صغير عما يمكن حدوثه مستقبلاً بسبب الكره
والحقد لدى السياسيين. وفعلاً صدق جو معلوف الذي دعا المستمعين الى الوثوق بــ
“توقعاته” التي تصدُق أكثر من توقعات المنجمين و”النصابين”. وقد
اعتبر معلوف بأن لغة الشارع و”الصبابيط” قد انتقلت الى المجلس النيابي.
ومع توقعه بحدوث الأسوأ مُستقبلاً لأن بعض السياسيين ينسون بأنهم يمثلون الشعب،
تأسف معلوف لهذه اللغة المُتدنية من التخاطب الذي يؤكد بأننا شعب يحب الشتائم
والفضائح والجنس، ولا يهمنا تحسين الأوضاع الاجتماعية خاصة وبأن الناس نسيت
القضايا الأساسية (تلوّث دير عمار، شبكة ترشيش، والكهرباء وقانون توزيع خدمات
الكهلرباء) التي أُثيرت في الجلسة “والتهوا بالصباط” وتمحور حديثهم حول
الشتيمة مما يدل على أن معظم الشعب اللبناني يهمه الــ Taboo والأمور الجنسية والفضائح
و”التنانير” في حين أنه يجب التركيز على شجون الوطن.
ومن البرلمان اللبناني الى
الفن اللبناني الأصيل، انتقل جو معلوف الى حفل السيدة فيروز الذي حضره معظم
اللبنانيين ومنهم معلوف. وقد عبّر عن اشتياقه وتعطّشه للسيدة فيروز ونوّه بالتنظيم
الذي رافق الحفل انما كان لمعلوف انتقاداً على اختيار الأغاني. ملاحظة سمعها من
كثيرين حضروا الحفل فتمنى لو كانت الأغاني المُختارة لتلك الأكثر انتشاراً. ومع
ذلك، ورغم التعب والعمر، هنّأ جو معلوف السيدة على وقوفها وغنائها على المسرح
لتواجه جمهورها المُحب، “أدّيش تعبت وقدّمت، كتّر خيرها بعدها قادرة توقف
وتغني”. فالسيدة فيروز هي رمز الوطن، يتابع معلوف، مثمّناً صوتها الرائع،
الدافئ والمتوّهج رغم تقدمها بالعمر. ولفت الى أنه اُعجب جداً بالختام الذي عاد
بنا الى الأصالة وجعلها تبتسم حين أمسكت بالدف لتشعل الجمهور. “الله يطوّل
بعمرها وعمر كل فنانينا الكبار”.
ومُلقياً الضوء على الفساد
في البلاد، تطرّق جو معلوف الى معلومات وصلته تقول: “عُلم أن القاضي أنطوان
سليمان (محافظ جبل لبنان والبقاع بالوكالة) أنهى خدمات مدير مكتبه محمد عيتاني
وذلك على خلفية فساده حيث اكتشف أن لديه عقارات بقيمة 25 مليون دولار ما يطرح
السؤال من أين له هذا”.!! صُعق جو
معلوف حين علم بالخبر واعتبر بأن “الخبرية ما لازم تُخلص عند هون”.
“انو اذا انا عندي مدير مكتب، لازم ¾ الوقت كون عارف شو عمبيعمل والمفروض كون
انا عمبمضي على الأمور اللي بتتعلق بالعمل!”. والسؤال المطروح بالنسبة لمعلوف
هو: “اذا مدير مكتبو عندو عقارات بــ 25 مليون دولار (وبعد ما حكينا cash)”، ألا يجب فتح
ملف محافظة جبل لبنان والبقاع لنفهم بوضوح “ولنحكي فوق الطاولة؟؟”.
واعتبر معلوف بأن قرار إقصاء مدير مكتبه جميل جداً انما يجب أن نسمع “الــ version الخاصة بمحمد عيتاني وشو
عندو يقول”. وطالب بكشف كل الخفايا وفتح الملف على مصراعيه لكي نفهم، فلا يكتفي
“أنا حر” بهذه المعلومات بل يريد اجابات أكثر وضوحاً لأن “بدنا
نعرف شو عمبصير”. ووعد جو معلوف بأن يتصل بمحمد عيتاني.
ومن الفساد الى القذارة،
انتقل جو معلوف ليتطرق الى موضوع طاول الزميل الاعلامي طوني خليفة وقضية الدعارة.
فقد انتشرت عبر البلاك بيري والانترنت اخباراً تفيد بأن خليفة موقوف وبأنه تم
القبض عليه بالجرم المشهود في منزله، الخ. وبدا معلوف متأثراً معبّراً عن أسفه
لتلفيق أخبار كهذه عن الزميل خليفة. وقد ذكّر جو معلوف بخلافه مع طوني خليفة الذي
كان مُقصّراً بحقه مرات عديدة انما اعتبر بأن من يريد المواجهة في المعارك، فعليه
ان يكون رجلاً ليكون وجهاً لوجه مع الخصم، “كتير عيب معارك وطاويط الليل،
كتير عيب نحكي عن اعلامي ونمسّ بيته وزوجته وأولاده”. واعتبر “أنا
حر” بأن هذه أوسخ المعارك لأن لا صحة للأخبار بالمطلق، والجميع يعرف أخلاق
طوني خليفة. وتابع معلوف بأن من قام بذلك هو قذر وبأن فعلته لن تمر مرور الكرام
وسيكون مصيره صعباً. وطالب بأن يقف الجميع الى جانب طوني خليفة لمواجهة الأسلوب
الرخيص لأنه يستحق ذلك. وانتاب جو معلوف احساساً بأنه يعرف جيداً من وراء هذه
القذارة “واول مين حيقص راسو هوي انا قبل طوني! وما رح احكي قبل ما يقول
القضاء كلمته”، وبعدها له حديث آخر.
وانتقل جو معلوف الى موضوع
لافت آخر يتعلق بالإذاعات خلال فترة الأعياد “وبتمنى ما حدا يفهمني
غلط”. فلا شك بأن لزمن الميلاد نكهة خاصة لمساعدة الفقراء وتلبية حاجاتهم
انما “مهما كانت ظروف الناس ومشاكلها، ما حدا يقنعني انو اذا ساعدناهن بالعيد
بعلبة تموين أو دوا، انو هيدا هوي العيد!”. فصحيح أن العيد هو للمساعدة انما،
وبرأي جو معلوف، ذلك يضاعف معاناة الفقراء عوض أن يخففها. “جبنالن دوا واكل
عالعيد وانبسطنا وشكرونا عالهوا، وبعدين خلص العيد، شو بدو يصير فيه
هالمعتّر!؟”. “ان انتظار فترة عيد الميلاد لنُفرح المعوزين ليس
حلاً”، صرخة أطلقها جو معلوف عبر أثير الجرس سكوب لينادي بأعلى صوت بأنه
علينا التخطيط لمشروع 12 شهراً لتلبية حاجات المعوزين. وتساءل معلوف عن وزارة
الشؤون الاجتماعية وعن خططها ومشاريعها، واعتبر بأننا نعاني من مرض اجتماعي يطال
المعوزين طوال أيام السنة يجب ايجاد دواء له عبر مشروع يقره مجلس الوزراء بالتنسيق
مع الإذاعات. ولفت معلوف الى أنه لا ينتقد أحداً مذكراً بأنه ومنذ 6 سنوات، كان من
بين المهرولين لمساعدة المعوزين في زمن الميلاد انما اكتشف مع الوقت بأن ذلك لم
يخفف الم الحاجة لدى الفقراء والمحتاجين بل زاده مرارة. واعتبر بأن المساعدة في
زمن الميلاد لا تعود بالإفادة الا على الإذاعة نفسها “لتعمل خبطة”!.
فالحل ليس باستعطاف الناس مرة في السنة، “ما بقا حدا يستعمل ضعف ومرض الناس
ونحقق احلامن لنعمل خبطة على الهوا”. فأحلامهم ليست ليومين أو ثلاثة أيام،
“في ناس حلمن انو يقدروا يعيشوا، ياكلوا وياخدوا دوا، ما بقا تتلاعبوا
بأحلامن!!”.
ولزمن الميلاد نكهة أخرى في
منزل أهل ميريام الأشقر. ولجو معلوف مع الشهيدة ميريام موعد أسبوعي منذ استشهادها
ليذكّرها دوماً بأنه على الوعد وبأنه لن ينساها رغم أن 95% من الصحافة قد نسيتها.
وافترض جو معلوف وجود ميريام بيننا في زمن الميلاد، فتساءل عما كانت قامت به كصبية
لبنانية مسيحية مثالية تُصلي بخشوع وتقوم بواجباتها في الكنيسة. واعتبر معلوف بأن
القرار الظني ليس كافياً وبأنه ينتظر القرار النهائي بعد حوالي الشهر والنصف،
وتوجه بالمعايدة الى عائلتها، فرغم وجعهم وزمن العيد المُر، يعتقد معلوف بأن العيد
سيجعلهم أكثر قرباً من الله علهم يتقبلون موت ميريام التي تراقبهم من السماء.
وتمنى ان تكون فترة العيد فترة يملأها الصفاء لتبلسم الجرح الكبير. وتوجه جو معلوف
الى روح ميريام ليخبرها بأنه مدرك جيداً بأنها لن ترتاح الا حين يُعاقب المجرم
ووعدها مجدداً بأنه لن ينساها وبأن القضية هي قضيته التي يتابعها مع المراجع
القضائية حرصاً منه على ان يستلمها القاضي الصحيح لأن الملف حساس. وتوجه ايضاً
بنداء اول وأخير الى فخامة الرئيس الذي عُلم عنه بأنه ينتظر القرار ليوقع عليه
مهما كان، وعايده بعيد الميلاد، هو أب كل اللبنانيين، طالباً منه التوقيع كهدية في
عيد الميلاد ليعيد الحق الى روح الشهيدة وعائلتها.
“إجا عيد الميلاد واللون الأحمر والأجراس
والإيمان”، بهذه الجملة “هلّل” “أنا حر” بقرب زمن
الميلاد، فهو عيد يوحّد جميع اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ويحتفلون بالشجرة
والزينة، مراسم تثلج قلب جو معلوف. “انما هالسنة عنجد إجا العيد؟”، سؤال
طرحه جو معلوف ليجيب بكلا مدوية. “انا مش حاسس انو في عيد لا عالصعيد الشخصي
ولا عصعيد الوطن واذا قلت غير هيك بكون دجال”. “عمنرجع لورا كل
سنة” رغم رسالة غبطة البطريرك الرائعة. فكمواطن لبناني مسيحي، لا يشعر جو
معلوف بالعيد بل بالإيمان أكثر من أي وقت مضى، بالتقرب من الله والتوق للتعرف الى
الآخر عبر الإمام موسى الصدر. وتوجه معلوف الى غبطة البطريرك مدركاً بأنه لا شك
خائف على مسيحيي لبنان وعلى لبنان متمنياً له العمر المديد لنعيّد معه كل الأعياد
القادمة.
ومن غبطة البطريرك الى عظيم
آخر من لبنان هو الإمام موسى الصدر، أصبح لجو معلوف محطة اسبوعية مع الإمام
المُغيّب يستحضر خلالها أقوالاً تجعله حاضراً بيننا دائماً. فمن أسبوع الى أسبوع
يدرك جو معلوف اكثر فأكثر مدى حاجتنا الى الإمام موسى الصدر وفي كل مرة يقرأ له
شيئاً، تجتاحه الأفكار السوداء عن أن هناك حول اختفائه أو اقصائه أمراً غامضاً،
ولو كان موجوداً لكان لبنان مختلفاً عما هو عليه الآن. فالسياسة العربية، برأي
“أنا حر”، تقتضي عدم وجوده “أحسن ما نقول السياسة المحلية!”.
ولفته قول للإمام المُغيّب عن الصحافة: “ان الصحافة ايها الإخوان محراب
لعبادة الله وخدمة الانسان، واذا لم تقم بواجبها، فهي مخدع للشيطان”. قول لفت
جو معلوف وقارنه بوضع الصحافة الحالي في لبنان: “95% من الصحافة في لبنان هي
مخدع للشيطان”، “فإذا حطّينا صلاة عالهوا مش شرط انو منعبد الله، ومنعمل
عكس الصلاة تحت الهوا!”. قول يصف الإعلام في لبنان وخاصة السياسي منه،
فإعلامنا لا يخدم المصلحة العليا، أي مصلحة الوطن، بل يخدم أحزاباً وأشخاصاً
وسياسيين يمتلكون القوة هم أقرب الى الشيطان بصفاتهم وتعديهم على حقوق الناس
“وبيتسلبطوا عالعالم”. “كل شخص عندو سلطة بيجيلو يوم: يجيلك يوم
تندم على ما سوّيت!!” ودعا معلوف السياسيين الى اللحاق بضمائرهم وأن يتواضعوا
وأن يتعلموا بأن الوطن والنظام والقانون هم أعلى من كل الأشخاص.
وأخيراً وليس آخراً، دعا
معلوف المواطنين الصالحين الى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم من التعدي عليهم
“وما تردوا لا عوزير ولا عحدا لأن البلد فلتان وخربان”. “وعطول
نحنا والحق أكترية”، وودّع معلوف المستمعين ودعاهم لأن يكونوا أحراراً
بالعيد، وناطرنا عام أصعب” لأن الآتي أصعب بكثير.
وختاماً، دعا المستمعين الى
التركيز على رسالة غبطة البطريرك التي ختم بها حلقته متمنياً على غبطته بأن يتوفق
في مسعاه من أجل قانون انتخابي على قياس الوطن لا على قياس الأحزاب والأشخاص.
أنا حر، مساحة حرة رسمها جو معلوف وحددها
المواطن اللبناني