“يا صبرك يا أيوب عاللي عمبصير”، صرخة افتتح بها جو
معلوف حلقته لهذا الأسبوع. صرخة نتجت عن الطوفان الذي غرقت به البلاد جراء
“الشتوة” الأولى التي أغلقت مداخل بيروت وألحقت أضراراً في كل المناطق
اللبنانية. وقد ذكّر جو معلوف الوزير العريضي بأنه دق الجرس منذ اسبوعين محذراً من
أضرار الشتاء ونادى المسؤولين بأن يفتحوا مجاري المياه على الأتوسترادات، انما أحد
لم يسمع النداء. المياه تعلو متراً والناس تشتم المسؤولين، تابع جو معلوف معتبراً
أن الشتيمة لا تنفع لأن المسؤولين سيعتقدون بأنها تمطر، فالسماء
“بتشتي دايماً عليكن صيف وشتا”. فكلٌ منهم في برجه العاجي لا يهتم
بمشاكل الناس وهمومها، ولكن الشعب سيحاسبكم وهو أساساً بات يعلم بأنكم لم تنجحوا
بمهامكم ولستم في المكان المناسب. وتوجه الى الوزير غازي العريضي قائلاً:
“يعطيك ألف عافية، طافت الدني!”
ومن
الوزير العريضي الى الوزير فتوش، انتقل جو معلوف منتقداً “حضرات نواب
الأمة” الذين يثبتون له يوماً بعد يوم أن لغة تخاطبهم مع بعضهم البعض تشبه
تربيتهم. ففي الجلسة الأخيرة توجه الوزير فتوش الى النائب فريد حبيب بمعرض الحديث
عن الكسارات بالقول: “فشرت وانت كذاب”!
وتابع
جو معلوف تصوير المشهد حين “فزّوا على بعضهم” ومزقوا بعضهم بالعبارات،
لولا تدخل الرئيس بري “اللي عندو حضانة أطفال ويربي ولاد صغار”. واللافت
الى أن النائب حبيب وبعد حوالي الثلث ساعة، “استيقظ” فجأة ورد على
الوزير فتوش قائلاً: “انت وحدك الكذاب…..”. مشهد مضحك جداً ولكن ورغم
أنه أضحك جو معلوف الا أنه مشهد مزعج، فاعتبرهم اشخاصاً لا يحترمون أنفسهم، واعتبر
بأنه علينا أن نبكي من هذا المشهد لأن الرجل الحقيقي هو ذاك الذي يملك التهذيب
والأخلاق وفن الاقناع ليتوجه الى الناس ويمثلهم، اما الذي لا يفقه لغة الحوار
فينحدر مستوى تخاطبه. وآسفاً، نفى جو معلوف امكانية تغيير هذا الواقع، ودعا الى
التمسك بالرجال المُهذبين اذا وُجدوا، على أمل أن يتهذبوا انما لن يتهذبوا، وسيبقى
الرئيس بري يدير حضانة أطفال “وكل ما كبروا، عقلاتن بتصغر”!
وبالحديث
عن الكسارات، ارتأى جو معلوف أن يتكلم عن الطبيعة ويمرر رسالة الى المعنيين. فيوم
الأحد الماضي، كلن جو معلوف ضيفاً لدى صديق عزيز في منطقة الشوف. وأسهب في الحديث
عن أهل الشوف وعن حبهم للأرض والطبيعة الغنّاء والشجر والحيوانات، وقد رأى بأم
عينيه هذا الاحترام والحب للطبيعة، فالصديق يملك الأراضي انما يمتنع عن البناء
ليحافظ على البيئة. يتأمل جو معلوف الطبيعة الغنّاء ويمجّد الخالق….ثم يتأمل
كسروان فيبكي على الطبيعة. فالجميع يدرك اهتمام وليد بك بالطبيعة والأرض، فهكذا هم
أهل الشوف والجبل، ويمتنعون عن البيع ليحافظوا على كنوزهم الطبيعية، بينما الأمر
مختلف لدى الطوائف الأخرى التي يصيبها المال بالعمى، فيبيعون الأرض والشجر، وهم
بذلك لا يستحقون أن يكونوا لبنانيين. وتحية من قلب جو معلوف الى أهل
الشوف وأخضر الشوف وشجر الشوف وخاصة نيحا التي لها مكانة خاصة في قلبه.
ومن
جمال الطبيعة الى فساد الانسان، يثير جو معلوف موضوع عبدة الشيطان والموقوفين
الثمانية الذين تسلمتهم النيابة العامة العسكرية والمتهمين بعبادة الشيطان وبتشطيب
أنفسهم وتعاطي المخدِرات، ولفت الى أنه لا ذكر لموضوع عبدة الشيطان في قانون
العقوبات اللبناني وربما ولهذا السبب تسلمت النيابة العامة العسكرية مهام التحقيق
معهم، وفي رأي جو معلوف، “بلبنان، يا بتعبدوا ربكم أو الزعيم”!
وللانحراف اسباب عديدة تدفع الشباب الى التخلي عن ايمانهم ودعا الجميع الى قراءة
الكتب السماوية الثلاث والمحافظة على الايمان. ومصارحاً المستمعين، لا يدّعي جو
معلوف المثالية في الايمان ولفت الى أنه يبتعد أحياناً عنه بسبب عبثية الحياة،
انما البعد عن الايمان يجعلنا ضعاف النفوس. ودعا المؤمنين الى الصلاة للخالق من دون
ضرورة التواصل مع وسيط، فلا الكاهن ولا الشيخ هما الوسيلة، بل التوجه مباشرة الى
الله هي الطريق الى الخلاص.
وعلى
سيرة الإيمان، “تعوا نحكي عن معركة الصليب”، انتقل جو معلوف الى
“المعركة” التي قامت بين “2 مسيحييي الله يعطيهن العافية تخانأوا
عالصليب”، “وبأي ارض وبأي عامود وبأي اضاءة”! والقصة تدور بين
الوزير باسيل والنائب سعادة بعد افتتاح الوزير لإضاءة الصليب عبر عامود الكهرباء
المُقام على أرض تملكها والدة النائب سعادة. ورغم تقدم النائب سعادة باعتراض على
الموضوع، الا أن احداً لم يسمعه. واعتبر جو معلوف أنه ليس بوارد الدفاع عن أحد
ولكن كان يتمنى لو أن الأمر عولج بطريقة مغايرة لما حدث لأنه “عيب” أن
يتشاجر المسيحيون، فهذا أمر ديني لو أن في القانون الحق الى جانب النائب سعادة.
يخجل جو معلوف مما حدث ولن يقول أكثر. صليب يُضاء ويُطفأ، “شو لعبة هوّي،
عيب!” وقد اكدت هذه الحادثة لجو معلوف بأنه وبهكذا “طقم مسيحي
سياسي”، لا استمرارية للمسيحيين ف
وانتقل
بعدها “أنا حر” ليفتح ملف الشركات الوهمية والشحنة التي أوقفتها وزراة
الزراعة في المرفأ. فالشحنة هي ملح كما ادعوا الا انها انكشفت لتحتوي على مبيدات
زراعية ممنوعة عالمياً واعتبر جو معلوف بأن ايقافها ومنعها من الدخول هو غير كاف
وبأن كان على المعنيين كشف كل الأسماء التي قيل بأنها ستُحال الى القضاء.
وللأسف،
فبرأي جو معلوف، هذه القضايا تنتهي قبل وصولها الى القضاء. واعتبر بأن بعد اتلاف
الشحنة واقفال الشركة الوهمية، سيؤسسون شركات وهمية جديدة وتعود الشحنات الى لبنان
بطريقة أو بأخرى، فلبنان هو مستوعب لكل شيء فاسد.
ومن
الفساد الى موضوع الساعة: الانتحار والموت بطريقة غريبة. وبدأ جو معلوف محطته
بالناشط الاجتماعي نور مرعب. فالناشط الاجتماعي معروف بوعيه وبقربه من المجتمع
والناس، انما وفي لحظة مفاجئة، توجه الى منتجع سياحي بعمشيت واضعاً كيس الهيليوم
في رأسه تاركاً التالي: “اكتشفت أن الحياة عبارة عن سجن. اكتشفت أيضاً أنه
يوجد حالة واحدة يمكن أن يكون فيها الإنسان حراً. اللاوجود. قررت وأنا في القمة
التحرّر من سجني. لست مكتئباً. أنا عاقل تماماً. حققت أشياء كثيرة في حياتي. قررت
فقط أن أتحرّر”. وتابع جو معلوف معالجته للموضوع معتبراً بأن نور تأخر ليكتشف
بأن الحياة سجن، انما قتل نفسه ولم يتيغير شيئاً. نتحدث عنه الآن وسننساه جميعاً
يوم الإثنين.
لا
شيء يبرر ما فعله نور، رغم أن الفكرة تراود الجميع لأننا بشر ولسنا كاملون، انما
تُضاء شمعة صغيرة تحيي الأمل من جديد وتبعد عن جو معلوف شعور الخوف ولحظة التخلي،
فيعود ويفكر بأهله وزملائه وحاجتهم اليه. واعتبر بأنه يجب أن نفتش عن سبب لنعيش من
أجله، هو ليس الحب كما يعتقد الجميع، بل هي الكلمة الحلوة من ناس لا يعرفهم، هي مشكلة
توصل لحلها فيفرح لوجود زملاء أرسلهم الله ليكون فريقاً واحداً معهم، فالعطاء هو
سبب لنعيش وبعدها “خلّوها عألله!”. ومن نور الى الجريمة التي قيل فيها
بأن شابأ قتل والدته واخوته الخمسة، جريمة مفجعة صدمت الجميع، أخافت جو معلوف،
أخافته من آخر ذي نفسية متعبة. ومن العائلة الشهيدة الى زينة نصور التي انتحرت بعد
شهر على زواجها من مرافق وزير الطاقة. ثلاثة احداث أخافت وأحزنت جو معلوف، انما هي
كلها مرتبطة بقضية الوطن. ودعا الجميع الى التفكير بأحبابنا لكي لا نقدم على هكذا
عمل.
والى
موضوع سائقي التاكسي والسيد عبد الأمير نجدة، تطرق جو معلوف مجدداً الى موضوع
اجتماع ما بعد منتصف الليل، فيُقال “شرفتوا وما كلفتوا”، انما هم وفي
اجتماعهم مع الرئيس ميقاتي، شرّفوه وكلّفوه سهر وتعب، وما بقا تشغلوا العالم
عالفاضي”!
والى
نهاية العالم وصل جو معلوف ليتناول مقدم برامج مهرجاً قدّم شخصاً توقع زلزالاً
مدمراً يوم الاثنين، واعتبر أن المؤمن لا يصدق هذه الأمور واللوم يقع على سخافة
بعض عقول اللبنانيين.
وقبل
الختام، دعا الجميع الى التأمل بجبروت أقوى دولة في العالم يتحطم تحت اقدام
الإعصار الذي ضربها، وناشد الجميع قائلاً: “انظروا الى السماء وقولوا يا رب
ارحمنا وسامحنا، نحنا سرقنا بس ما تبعتلنا أمراض لأن كنا ولاد حرام..”،
“جاييكم الغضب من فوق، الرشوة ما بتفيد فوق”.
وختاماً،
اعتذر جو معلوف من المستمعين عن المشاعر السلبية التي توالت خلال
الحلقة وشكر الصديق جوني الصدّيق وبلّغ المستمعين بأنه سيُصار الى
استقبال اتصالات من المستمعين بعد الحلقة بدءاً من الأسبوع القادم.
أنا
حر، مساحة حرة رسمها جو معلوف وحددها المواطن اللبناني