“جريمة ايلي نعمان ما مرأت مرور الكرام، جريمة نمر راشد ما نسيناها، جريمة الصراف الناتوت بعدها ناطرة حكم، جريمة طبرجا بعدنا مصرين نعرف ليش وكيف صارت، جريمة ميريام الأشقر ببالنا كل يوم ودموع أهلها ما جفت لهلأ. اذا بكمل عد، بعد جرايم كبيرة وكتيرة….الناس بتسألنا عطول ليش ما حكيتوا عن هالجرايم، وين مصير هالناس اللي ماتت بعز النهار ليش “انت حر” ما عمبيفتح مجال للناس تحكي فيهن، نحنا وبكل صراحة ما فتحنا موضوع لهلأ الا وعملنا فيه تأثير ووصلنا فيه لمحل معين، لهلأ هالجرايم ما عمنقدر نوصل لمحل فيها ومش هدفنا نطلع عالهوا ونطرح قضايا لمجرد الطرح والتحريض،….بس لما نوصل لنتيجة بهالقضايا، حنكون أول من يحكي ويطالب بحقوقهن، ولحد ليوم بعد ما شفنا رادع لهالمجرمين اللي عمبيقتلوا براحة بالليل وبوضح النهار!”. بجرائم لم تجد لها رادعاً بعد، بدأ جو معلوف حلقته الرابعة عشر من “انت حر” رافعاً الصوت من أجل أرواح الضحايا التي أُزهقت بجرائم لم يُحاسب مرتكبوها حتى الآن.
والى جبيل توجه جو معلوف مع مشاهديه ليحدثهم عن معهد أدونيس، المعهد الأكاديمي المعروف والعريق والذي يملكه السيد جان الديك والذي اضطر الى اقفاله بعد 30 سنة بسبب وجود مركز مُرخص بالقرب منه تُمارس فيه امور غير أخلاقية كالقمار والدعارة ومشتقاتهما! وكان قد توجه السيد الديك كما ظهر في التقرير المُصور الى الرؤوساء الثلاثة والمعنيين من أجل المعهد انما لم يحصل على نتيجة. فمن غير المعقول أن يتواجد مركز للقمار والدعارة امام مركز تربوي مع علم المسؤولين الجبيليين. “وكما قال السيد المسيح: أعداء الانسان هم أهل بيته”، قالها بمرارة السيد الديك لأن شريكه في المعهد هو من الشركاء في المركز المُرخص. وتأسف خاتماً: اتق شر من أحسنت اليه!. وتابع معلوف طارحاً عدة اسئلة على من رخص لهذا المركز، خاصة وأن الوزير فادي عبود كان قد أقفله أنما أعيد افتتاحه بعد سنة بعد اعادة ترخيصه، هذا عدا عن وجود مكان للصلاة وبيوت مأهولة أمام هذا المركز. فكيف يقبل محافظ جبل لبنان اعطاء تراخيص لمركز بوكر على مدخل مركز للتعليم!
والى كساندرا، ابنة الثمانية أشهر، انتقل “انت حر” ليثير قضية طفلة انتُهكنت طفولتها بعد أن أصبحت “فشة خلق امها وبيها”، وعوض ان تحتضنها والدتها، احتضنها أحد الأسرة في مستشفى عين وزين فاقدة الوعي بعد ان أشبعها والداها، أو احدهما، ضرياً. ضمها معلوف الى صدره عبر كاميرا “انت حر” التي قابلت وزير الشؤون الاجتماعية الأستاذ وائل أبو فاعور الذي اعتبر بأن الأهل فقدوا أهليتهم لاحتضان كساندرا. وقد كانت كساندرا في حالة غيبوبة عند دخولها المستشفى وقد بدأ وضعها بالتحسن تدريجياً، وقد كانت آثار الكدمات ظاهرة على جسدها الغض الطري بالإضافة الى الكسور وكانت الاختلاجات تنتابها خلال أيامها الأولى في المستشفى. وطالب السيد ابو فاعور بحماية الدولة للطفولة من الوحوش التي تعيش بين جنباتنا معتبراً بأنه قد يتم حرمان والديها منها. وقد بدا معلوف متأثراً ومصدوماً غير مستوعب كيف أن والديها اعتدوا بالضرب على طفلتهم. “لشو بتجيبوا ولاد على هالحياة اذا بدكن تضربوهن وتعنفوهن؟!. ما ذنب كساندرا اذا كان البي بيضربا نكاية بالأم، والأم بتضربا نكاية بالبي!”. أسئلة كثيرة طرحها معلوف بمرارة ظاهرة شاكراً الوزير أبو فاعور على متابعته لهذه القضية وكل قضايا المس بالطفولة كونه رئيس المجلس الأعلى للطفولة، وقد وجه معلوف أيضاً تحية احترام الى المستشفى التي استقبلت الطفلة على عاتقها دون المطالبة بتكاليف العلاج. وقد لفت معلوف الى أن الوالدبن هم قيد التحقيق الآن بين مخفر بيت الدين وقرنايل. “عنجد يا عيب الشوم”. لم يجد معلوف تعابير أكثر ملائمة تعبر عن مكنوناته تجاه هذه الطفلة البريئة. وطرح معلوف سؤالاً كبيراً حول كيفية حماية القاصرين من عنف الأهل كالضرب والتحرش والاغتصاب، رغم صعوبة أن يتشكى القاصر على أهله؟، طالباً من مشاهديه القُصر المعنفين بأن يتصلوا بـ “انت حر” للتبليغ عن تعرضهم للعنف. “فيه أهل منن بشر…..” وناشد معلوف وزارة الشؤون بأن تؤمن خطاً ساخناً للأطفال المعنفين. واستقبل معلوف اتصالات متضامنة مع كساندرا منها والدة طلبت تبنيها ووعدها بمتابعة الموضوع مع وزير الشؤون الاجتماعية.
والى قضية مدرسة عينطورة، انتقل معلوف من ضرب طفلة الى تحرش بأطفال إناث تصدرن الخبر الأول في معظم وسائل الاعلام متناولين ما جرى مع الأستاذ المتهم بقضية التحرش الجنسي، برأي معلوف، بالانتقام الإعلامي المركب بهدف تحقيق سبق صحافي. وقد اعتبر معلوف ان صفة “وحش” التي أُلصقت بالأستاذ بيار شلش المتحرش هو تضخيم و”تفلسف” على المدرسة والوقائع. وقد غير مسار حلقة “انت حر” وصول وثائق ليدي معلوف هي عبارة عن أسماء ومحاضر تحقيقات وصور ومعلومات، معطيات رافع معلوف بسببها عن المدرسة في مقابل مجموعة من الأهل “الذين ربما طالبتهم المدرسة بأقساط لم يسددوها، فأُثيرت حفيظتهم”، وكما أوضحت التحقيقات، فأن تحرش الأستاذ اقتصر على المداعبة والملامسة الخارجية وتصوير الفتيات فاتحات أرجلهن من دون وجود آثار لدماء على الحقائب أو الملابس الداخلية” كما ادعت بعض وسائل الاعلام. وكشف معلوف أيضاً أن اهالي التلامذة قد أوكلوا المدرسة بالمرافعة عنهم رغم أنهم هاجموا المدرسة. وأظهر التقرير المُصور الوزير وائل أبو فاعور يدلي يرأيه حول الموضوع. وقد كان مريباً أيضاً حادث السيارة المُركب كما أوضح خبير حوادث السير السيد جوزف نصار الذي اطلع على الحادث، فبدت السيارة وكأنه تم رميها وتدحرجت بالشكل الذي بدا في الصور. وقد اعتبر معلوف بأنه على الجميع انتظار التحقيقات خاصة وان الأستاذ اعترف بكل ما هو منسوب اليه.
ونشير الى أن مدعي عام التمييزي القاضي سعيد ميرزا استدعى جو معلوف نهار الجمعة في 08/06/12 للمثول أمامه والاستماع الى أقواله فيما خص قضية مدرسة عينطورة، وقد أدلى معلوف بإفادته أمام القاضي.
وختاماً، انتقل معلوف الى الشيخ المغربي عبد الباري زمزمي الذي أفتى بإباحة مضاجعة الرجل لزوجته الميتة. وقد اعتبر الشيخ زمزمي في الفتوى بأن روابط الزواج لا تنتهي بالوفاة وأن المرأة تبقى حلال جنسياً لزوجها حتى بعد وفاتها. وقد أشار معلوف الى أن عبد الباري الزمزمي رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، كان قد صرح خلال السنة الماضية بأن الدين الإسلامي يبيح ممارسة الجنس على الجثث، بشرط إذا كان الطرفان يربطهما عقد القران قبل الموت. للإستيضاح من أهل المعرفة والدين، استقبل معلوف فضيلة الشيخ محمد أنيس الأروادي عضو المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الذي نفى أي صحة لهذه الفتوى جملة وتفصيلاً، إذ ان عقد الزوجية ينتهي تماماً عندما يموت أحد الطرفين. وتأسف معلوف على محاولات مجلس الشعب المصري لتشويه الأديان من خلال الأفكار المريضة.
“بلبنان، الإعلام بيدمر وبنفس الوقت بيعمر، ما فينا كلما صرلنا نستعمل وسيلة اعلامية، انو عنا قوة بين إيدينا، وفينا نخرب بيوت الناس والمجتمعات، نعم المجتمع اللبناني مريض، متلو متل كتير من المجتمعات، نعم عنا كتير من الأمراض لازم نحلها،…صحيح انو الإعلامي بلبنان ممنوع انو يتوقف وينحبس بحسب القانون، بس كمان ممنوع انو الاعلامي يحول الاعلام لإعدام ونبلش نعدم العالم لأنو عنا منابر، بإنت حر لن نسكت عن أي قضية مُحقة وكمان لن نظلم احد، ويا لبناني رفاع راسك لأنك حر”. وبهذه الحرية، ودع جو معلوف مشاهديه ليلقاهم الأسبوع المقبل من “انت حر”.