كان من المفترض أن تحيي شيرين عبد الوهاب حفلا في
السودان في الثالث عشر من الشهر الحالي، ونقول “كان” لأن لا شيء مؤكد
حتى اللحظة من أن الحفل سيتم فعلا من عدمه، إذ أن مجرد الإعلان عنه أثار حفيظة
البرلمان، بعد خطاب ألقاه أمام أعضاء البرلمان معتمد شؤون الرئاسة في
ولاية الخرطوم محمد الحسن الجعفري الذي إستغل كلمة تأبين توجه بها إلى ضحايا
المواجهات الأخيرة في البلاد، ليضيف: “لا يمكن أن نقيم حفلا غنائيا وإخواننا
المجاهدون في الخنادق”!
وبحسب إحدى الصحف السودانية فإن الجعفري لم يطالب فحسب بمنع إقامة الحفل بل أيضا بمنع شيرين من دخول السودان
وبإقالة الوزير الذي أجاز إقامة حفلها، معتبرا أنه يمثل خذلانا وهزيمة للقوات
المسلحة التي تحارب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق!
الهجوم على شيرين لم يتوقف عند الجعفري، بل تعداه إلى “هيئة
علماء السودان”، التي وصفت الحفل بـ “الماجن” وأنه يهبط الطاقات
للتعبئة العامة التي أعلنتها الدولة لدحر التمرد..
وفي
ذات السياق وصفت لجان من المجتمع المدني الحفل بأنه مخطط لتحدي الشريعة الإسلامية،
وقالت في بيان مشترك أن إقامة حفل صاخب لشيرين يعد غزوا فكريا لأبناء السودان، مؤكدين
أن أعداء الإسلام هم من وراء الدعوة.