تامر إسحق، إسم جديد أضيف على قائمة مخرجي المسلسلات
السورية، فقد وقع هذا العام مسلسلين دفعة واحدة وهما “الدبور في الجزء
الثاني” و”الخبز الحرام” الذي حقق نجاحا كبيرا. إبن حماه، الذي عمل
كمخرج مساعد ومعاون فني لعدد من المخرجين أبرزهم هيثم حقي في “ردم الأساطير”،
سيف الدين سبيعي في “الحصرم الشامي” و”أولاد القيمرية” وغيرها
من الأعمال الدرامية، التي جعلت من الدراما السورية اليوم في المقدمة.
تامر إسحق وفي لقاء مقتضب لـ Music
Nation، تحدث عن
مسلسل “العشق الحرام” الذي شارك في كتابته وقام بإخراجه قائلا:
“ميزة هذا المسلسل هو أنه أخذ جزءا من الأحداث التي تجري في المجتمع العربي
عموما والسوري خصوصا، وسلط الضوء عليها من منظار درامي وحبكة قصصية محكمة.
التفاصيل التي بنت الموضوع والصورة كانت مهمة جدا ولم يتطرق احد إلى موضوع زواج
الأب إلى الفتاة التي تبناها، او حتى علاقة الشاب بإمرأة تكبره بأعوام كثيرة،
وغيرها من المواضيع الإجتماعية الشائقة”. الهدف ليس أن تقدم عملا يتسم
بالجرأة يتابعه الناس بسبب مشاهده وليس فحواه ولا يفهمون شيئا، حجم القضية والطرح
مهمان جدا والمشاعر من تعاطف وكره والتي تتفاعل مع القصة. الجرأة في المسلسلات ليست
في مشاهد السرير والدعارة… وموضوع “العشق الحرام” لا يتحمل كل
ذلك”!
ولدى سؤالنا عن مدى إختلاف معايير
الجرأة بين مسلسله ومسلسل “شيفون” للمخرج نجدت أنذور، هو الذي منع عرضه
هذا العام، أردف إسحق قائلا بأنه لم يعرف ماهية وفحوى كما قصة مسلسل
“شيفون”، ولم يدرك مساحة الحرية فيه. ولكن إعتبر أن في التلفزيون خطوط
حمر لا يجوز تجاوزها لأنه موجه إلى كل العائلة وهو وسيلة تعليم وتسلية، على عكس
فيلم السينما والذي يمكن أن يتضمن “ما أشاء”، لأن جمهور السينما selective ويختار ما
يشاهده.
عن “سقف الحرية” في
“العشق الحرام” قال تامر إسحق: “مسلسلي فيه الجرأة ولكنه نابع من
صلب الحياة، والأهم أنه لا يعالج عمومية الأشياء، بل يدخل إلى أعماقها وخصوصيتها.
وفي الحديث عم مسلسل “الدبور” اكد تامر اسحق أنه مخلتف جدا عن اجزاء
“باب الحارة”، اذ أنه يرتكز على “حتوتة” شامية في الفترة
الممتدة بين 1918 و1920، منطلقا من العادات والتقاليد حينها بالإستناد إلى المكان
والزمان، لكن في قالب واشخاص مختلفين.
وفي ختام المقابلة، وعن موضوع
إيصال صورة “البيئة الشامية” سليمة وصحيحة للمشاهد، كشف اسحق عن ان هذا
النوع من المسلسلات من ايام مسلسل “غوار”، مرورا بـ”ليالي
الصالحية” وصولا الى “أهل الراية” و”باب الحارة” الجميع
حاولوا التقرب من الواقع قدر الإمكان، ولكن ذلك ليس مرتبطا بتاريخ الشام، لأنه في
الحقيقة يتطلب ابحاثا وتعمق اكثر في تاريخ الحروب وماشابه، على عكس هذه المسلسلات
التي تروي جزءا من التاريخ ولكن ضمن إطار درامي.