لطالما عانى اللبنانيون الأمرين من السياسة التي تعشعش في المجتمع، لدرجة بات ثلاثة أرباع اللبنانيين يرغبون في الهجرة إلى بلادٍ يشعرون فيها أن لهم قيمة كبشر أولاً، دون السؤال عن إنتماءاتهم الطائفية والسياسية!
ورغم كل ما يقاسيه اللبنانيون ويكفيهم ويكفي أولادهم لأجيال سوف تلي، فهم ملزمون على احتمال المواكب السياسية، التي تمر على الأوتسترادات وفي الشوارع وكأن لا أحد يمر أمامها أو خلفها، فيرهبون الناس الذين لا حول ولا قوة لهم!
ونضع برسم الوزير زياد بارود الذي اختاره اللبنانيون ولياً على شؤونهم، شكوتَين!
فالبارحة صباحاً على أوتستراد الجديدة، مر موكب طويل عريض، تتقدمه سيارة عليها العلم الإسباني، وقد عمَد مرافقو السيارة إلى مزاحمة السيارات الأخرى، كما أبرزوا أسلحة نارية من نوافذ السيارات لإجبار السائقين الآخرين على إفساح الطريق للموكب!
كما وأنه في اليوم ذاته وتحديداً في منطقة الحمرا البيروتية في الساعة الثانية والنصف، مر موكب، بدأ يطلق الصفارات يميناً وشمالاً ويزاحم السيارات المتواجدة في الشارع الرئيسي للحمرا، ما أرعب المواطنين وجعلهم يشعرون بحالة من الخوف!
نضع هذين المشهدين برسم الوزير بارود، علنا نلقى آذاناً صاغية، إذ يؤلمنا كما يؤلم أي لبناني حقيقي أن نسمع قبل أشهر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما نزل إلى الشارع وإلى جانبه الرئيس الروسي لتناول الهمبرغر في إحدى المطاعم البسيطة، دون أي هرجٍ ومرج، بينما يرفض مسؤولونا النزول من برجهم العاجي، على الأقل حين يتواجدون بين الناس!