حين أسمعني إبن عمي منذ أشهر أغنية فيها عبارات “تي
رش رش تي رش رش”، خلته يهلوس، إذ كيف يستمتع ليلا نهارا بأغنية بالكاد يفهم
كلماتها، وتلك التي يفهمها ليس لها أي قيمة فنية من تاحية نوعية الكلام كحين يقال
فيها: “لبست أجمل بنطلون، رامي بحبها مجنون، دق الماني، دق الماني”..
إلا أنني شئت أم أبيت، فإن الأغنية صارت أشهر من النار على
العلم، يرددها الجميع صغارا وكبارا، حتى صارت في مصاف الأغنية ”
النجمة”، أي الأغنية التي تلمع وتحقق النجومية قبل صاحبها وبغض النظر عمن
يكون!
صاحب الأغنية بعد البحث والتحري يُدعى رامي حسين وإن بحثتم
عنه عبر موقع Google،
فلن تعرفوا شيئا عنه، لكن وبفضل الـ Face Book، إستطعنا أن نحصل على صور رامي الذي يعرف عن نفسه بأنه One
Man Show، ويذكر على الـ Wall أنه أحيا بعض الحفلات هنا وهناك..
فهل يعرف رامي كيف يستغل نجاح هذه الأغنية التي تذكرنا
مثلا بأغنيات مثل: “لزرعلك بستان ورود” للراحل فؤاد غازي، الذي لم يُكشف
عن وجهه إلا بعد إنتشار هائل حققته الأغنية والتي صارت أيقونة من أيقونات الغناء العربي
الشعبي في الثمانينات! وكذلك الأمر بالنسبة لأغنية “كتاب حياتي يا عين”
التي صنعت نجومية الراحل حسن الأسمر، الذي لم يعرفه الجمهور إلا بعد إنتشار أغنيته
وإنطلاقها كالصاروخ في التسعينيات!
قد نفهم أنه من الطبيعي أن تنتشر تلك الأغنيات في زمن
الراديو وأن تكون أشهر ممن غنوها، لكن أن يحدث هذا الأمر مع رامي حسين في زمن
الفيديو كليب وعمليات التجميل التي لم تعد حكرا على النجمات، بل صارت من أولويات
النجوم الشباب أيضا، فهذا غريب وأمر يستحق أن ندعوه بالـ “ظاهرة”!
يُذكر أن الأغنية تطارد الساهرين أينما حلوا، حتى في ملهى
الـ Volume حيث تواجدت ديانا كرزون أول البارحة وبقيت
حتى ساعات الصباح الأولى، وتمايلت بفرح على الأغنية حين أداها “كارلوس”!
الجدير ذكره أن “ترش ترش” أغنية فلكلورية قديمة
جداً، وأول من قام بتجديدها كان الفنان الأردني أحمد عبنده في العام 2000، أي قبل أحد
عشر عاما وتم توزيعها من خلال شركة فراس وباسم السّلايطة في الأردن، ولكن للأسف لعدم
منح الفنّان الأردني الفرص لم تخرج خارج البلاد