خاص- “حُبلى” أكبر من أن تكون قصيدة عادية فيها الشجن والقافية والروي المشبع، من روائع الراحل الكبير نزار قباني والذي جسد من خلالها واقع العلاقة بين الحامل وشريكها اللامبالي “النذل”… لمن يتذوق الشعر يُدرك أنها أقرب إلى الملحمة الشعرية المعبرة، فيها الجرأة والقوة والعنفوان كما رفض القمع وإضعاف المرأة…
” لا تَمْتَقِعْ… هي كِلْمَةٌ عَجْلى، إني لأَشعُرُ أنني حُبلى… وصرختَ كالمسلوعِ بي .. ” كَلا ” ..سنُمَزقُ الطفلا …وأخذْتَ تشتِمُني… وأردْتَ تطردُني… لا شيءَ يُدهِشُني … فلقد عرفتُكَ دائماً نَذْلا”(…)
هكذا يقول مطلع هذه القصيدة، والتي لحنها الموسيقار صلاح الشرنوبي وتولى توزيعها يحيى الموجي؛ وقد عمدت كل من الفنانات فلة، رولا سعد وميريام عطالله إلى غناءها… ووقع الإشكال! “حُبلى” فلة عبابسة تم تصويرها على طريقة الفيديوكليب مع المخرج السوري سيف الدين سبيعي… أما “حُبلى” رولا سعد فدخلت “دهاليز” المجهول ولم تخرج رغم أنها كانت أول من أداها، إلى حين تسريبها عبر شبكة الإنترنت.
منهم من قال آنذاك، أن كريمة قباني – زينب قباني- عارضت إصدار الأغنية، والذي إستحصل على حقوقها المنتج أيمن الذهبي، والذي بدوره أيضا عرضها على الفنانة سارة الهاني فرفضت غنائها نظراً لجرأة المحتوى والفكرة! وتعود “حُبلى” إلى أذهاننا كقصة “إبريق الزيت”، إلا أننا نطرح تساؤلات حول التوقيت الذي سُربت فيه الأغنية بصوت رولا سعد، والتي أبرزت قدرات مميزة في أداءها للأغنية!
وفي سيل التساؤلات والطرح نسأل…
لمَ الأغنية مُنعت من الصدور، هل بسبب رفض زينب والحفاظ على إرث والدها أو أنه لأسباب أدبية ورقابية، أوقف الإصدار؟! أو لم يكن المنتج أيمن الذهبي قد حصل أصلا” على حقوقها فأوقفها رغم تسجيلها…
إليكم نص القصيدة كاملا:
لا تَمْتَقِعْ !
هي كِلْمَةٌ عَجْلى
إني لأَشعُرُ أنني حُبلى ..
وصرختَ كالمسلوعِ بي .. ” كَلا ” ..
سنُمَزقُ الطفلا ..
وأخذْتَ تشتِمُني ..
وأردْتَ تطردُني ..
لا شيءَ يُدهِشُني ..
فلقد عرفتُكَ دائماً نَذْلا ..
وبعثتَ بالخَدامِ يدفعُني ..
في وحشةِ الدربِ
يا مَنْ زَرَعتَ العارَ في صُلبي
وكسرتَ لي قلبي ..
ليقولَ لي :
” مولايَ ليسَ هُنا .. “
مولاهُ ألفُ هُنا ..
لكنهُ جَبُنا ..
لما تأكدَ أنني حُبلى ..
ماذا ؟ أتبصِقُني
والقيءُ في حَلقي يدمرُني
وأصابعُ الغَثَيانِ تخنقُني ..
ووريثُكَ المشؤومُ في بَدَني
والعارُ يسحقُني ..
وحقيقةٌ سوداءُ .. تملؤني
هي أنني حُبلى ..
ليراتُكَ الخمسون ..
تُضحكُني ..
لمَن النقودُ .. لِمَنْ ؟
لتُجهِضَني ؟
لتخيطَ لي كَفَني ؟
هذا إذَنْ ثَمَني ؟
ثمنُ الوَفا يا بُؤرَةَ العَفَنِ ..
أنا لم أجِئكَ لِمالِكَ النتِنِ ..
” شكراً .. “
سأُسقِطُ ذلكَ الحَمْلا
أنا لا أريدُ لهُ أباً نَذْلا
للأستماع على الأغتية :
http://www.youtube.com/watch?v=Qfiu1BPY6X8&feature=youtube_gdata