ما دفعني لكتابة مقال مماثل، يحمل
تساؤلات وإيضاحات عديدة حول الظاهرة الإجتماعية “فيسبوك” وتأثيرها على
الإعلام العربي والجماهيرية الذي يحظى بها، هو تراكم الوقائع والدلائل التي جمعتها
خلال الفترة الأخيرة ولا سيما في مواسم عرض البرامج التلفزيونية والتي تتحدر من
قئات متعددة أبرزها برامج تلفزيون الواقع، المسابقات على أنواعها وبرامج الهواة…
فيسبوك اليوم يستأثر بأكثر من
مليوني مشترك عربي، يدعمون، يصوتون ويدلون بآرائهم، ولكنه بات يشكل ويهدد كيان
البرامج العربية على العموم، والتي “تنتهي قبل أن تبدأ”، إذ يرفع عنها
“المصداقية” و”السرية” ويحولها إلى ساحة سهلة الإختراق
والمنال، وكلنا يعلم مدى حب “العرب” للتحكم بمصير من يشاهدون، إذ يعيدون
إلى البرنامج من يريدون ويستغنون عن آخرين، وهذا بطبيعة الحال يعود إلى “حب
التسلط” والهيمنة…
ولكن ليس هذا ما نقصد الحديث عنه
وتناوله في معالجتنا، إذ بدأت ألحظ إزدياد عدد المنتديات والتجمعات مع يعرف بالـ Discussion Groups والصفحات التشجيعية الترويجية عبر شبكة الفيسبوك لمشتركين في
برامج عديدة… وحتى لا نبقى أسرى “المبهم”، إليكم بعض الدلائل الحسية؛ قبيل
إنطلاق الموسم الحالي من برنامج ستار أكاديمي، كنا قد نشرنا مقالا يكشف عن أسماء
بعض المشاركين فيه، إذ إعتمدنا على الفيسبوك بشكل بديهي وعلى حملات التشجيع لبعض
الطلاب أبرزهم مشتركين أردنيين هما محمد
القاق ومحمد رافع، إلى جانب مشتركة فلسطينية ألا وهي ليان بزلميط، والغريب في
الأمر أن معظمهم يحظون بقواعد جماهرية وصفحات تشجيع، تحوي آلاف الأعضاء والمشجعين –
وذلك طبعا قبل بدء البرنامج بأسابيع- إذ أن هذه الصفحات شهدت موجة
“توسع” مع بدء الموسم وإزدياد وتيرة التشجيع…
وما يدعو لطرح التساؤلات، كان
تكرر هذه الظاهرة في برامج أخرى، إذ يلجأ عدد من مقربي وأصدقاء “نجوم الغد
وهواة اليوم” إلى إنشاء هذه التجمعات والرابطات، وكأن الخسارة للبعض بدأت
ملامحها لترتسم مع فقدان ورفع السرية التي يعملون فيها، وتوقيع العقود وإبرامها مع
المشتركين، ناهيك عن نشر صور لهم وهم في أيام الثانوية، الجامعة، جلسات
“السولفة” مع الأصدقاء وأكثر… بيد ان البرنامج أحق و”أبدى”
بهذه المواد “الحصرية”، التي تصب في منفعته وترفع من نسبة مشاهديه عبر
طرح الجديد والقديم و”تجميل وتضخيم الواقع”!
إلا أن فيسبوك يحرم البرامج
العربية نشوة الجماهيرية، ويعوض عليها ببعض التطبيقات الحيثية، وإبتداع وخلق أسس
وسبل تواصل جديدة تكسبية نفعية، او مجانية لها جانبا ترويجيا ومنافع جماهيرية جمة…
ولعل الحدث المحلي الأبرز في
الأيام المقبلة، هو حفل إنتخاب ملكة جمال لبنان، في العاشر من تموز- يوليو الحالي في
إطار وفكرة حديثتين، البث سيكون من الوسط التجاري مع التكتم حول هوية الفنانين
الذين سيحيون السهرة، وعدد المشتركات وأسمائهن.. ولم يعد “ضرب ذكا” إذا
إستعنا بالفيسبوك لنعرف أسماء بعض المرشحات، وبعد البحث والتدقيق، أليس طويل إحدى
المشتركات التي إنتقلت – حسبما يشير الـ Discussion Group الخاص بها-
إلى التصفيات الأخيرة مع 16 قتاة أخرى، وهي تحظى اليوم بحوالي 554 مشجع، أما ريم
الخوري تحظى بـ 9796 مشجعا في منتداها الخاص لتكون لما طنجر قد حظيت بأربع عشرة
مشجع، وكل تلك الأرقام والأسماء ليست على ذمتنا ولكن على ذمة
“الفيسبوك”…
يوم بعد يوم تزداد أهمية الفيسبوك
ليصبح مرجعا أساسيا في العمليات التحريرية والصحفية، إلى جانب كونه قاعدة جماهيرية
ترويجية لا يستهان بها، إذ قام البعض بتحويله من مجاني إلى تكسبي نفعي…
“والشاطر ما بيموت”!