“هل يكون واقع الشعوب العربية مذريا
أكثر مما كان عليه”؟! أو “سيؤول الوضع إلى الأفضل والأمثل والأسمى…
والأحسن”؟! أسئلة يطرحها كل من يقرأ جملة الأخبار والشائعات التي تتناقلها
الصحف ووسائل الإعلام العربي، وتولي لها زاوية كبيرة من إهتمامها. وفي ظل البحث عن
سبل تحسين الأوضاع، بعيد سقوط الأنظمة الحاكمة السابقة و”ترحيل” رموزها،
يعمد النجوم إلى تزعم الـpropaganda ذات الأبعاد الثلاثية المتمثلة بإعادة
الإنتشار، التقرب من الناس وعودة كل واحد منهم إلى “مكانته” عند محبيه!
“ثورة 25 يناير” باتت عنوانا عريضا للجدل
والنقاش والتداول في أروقة المؤسسات الإعلامية، لتنتقل إلى طاولات الحوار، ناهيك
عن مواقع التواصل الإجتماعي “الجبهة المفتوحة”… ومن منا لم يلاحظ
“مكوث” بعض النجوم وملازمتهم لمنازلهم، في وقت نزل آخرون إلى الشارع
مؤيدين الثوار رافضين الأنظمة الحاكمة وسائلين إياها التنحي… إلى هنا المشهد
طبيعي “سليم”، حتى أن نشأة اللوائح والقوائم السوداء، البيضاء
و”الرمادية” هو أمر عادي “جماهيري”!
بعيدا عن السمات البروقراطية والتكنوقراطية للحكومات
والرؤساء، يُطرح سيل من التساؤلات عن “إنتفاضة” عدد من الفنانين -أو
منتدياتهم ومعجبيهم- والدعوة للترشح والتصويت لهم وتولي سدة الرئاسة… سمية
الخشاب، سعد الصغير، شعبان عبد الرحيم، دينا، غادة عبد الرازق… واللائحة تطول؛
أسماء رُشحت أو ترشحت خلفا للرئيس حسني مبارك لتولي سدة الرئاسة المصرية للأعوام
القادمة، وما نكتبه اليوم ليس من شأنه تسليط الضوء على ما يقومون به، ولكنه يحمل
أسئلة وطروحات كثيرة حول الكيان الفني وتدخله بالشأن الديبلوماسي والسياسي، حتى
ولو كان ذلك على سبيل الترويج!
ويكاد خبر إستعداد الفنان الشعبي سعد الصغير، للترشح
لرئاسة الجمهورية في الفترة القادمة، بعد ان لاحظ ان كل من هب ودب قد قام بترشيح
نفسه لهذا المنصب الرفيع…”، وكانت “زميلته” سمية الخشاب سبقته
وقيل أنها أعلنت إستعدادها للترشح على صفحتها عبر موقع twitter للتواصل الإجتماعي، وقد أبدى الفنان شعبان
عبد الرحيم تأييده لها في قرارها!
وكان الفنان خادل الصاوي في فترة سابقة، قد عبر عن رفضه
لتولي منصب رئيس جمهورية قائلا “أنا
مش مقتنع أصلا بمنصب رئيس الجمهورية، لازم يكون فيه مجلس رئاسي، ومفيش مانع يكون
له منسق ومتحدث رسمي(…)”. والسؤال الذي نطرحه في ظل هذه التصريحات والتي
يود أصحابها أن تتحول إلى حقيقة ولو لوقت وجيز… تحول سدة الرئاسة، المصرية
وسواها” إلى “مكسر عصا”، أمر لا يجوز في زمن إختلط فيه الحابل
بالنابل وبات مصير الأمة العربية برمتها مجهولا، فيما ينشغل النجوم في إنتهاز فرصة
إنشغال الشارع العربي عموما، والمصري خصوصا بقضايا إعادة هيكلة وتحسين أوضاعهم
وإنتخاب ممثلين لهم، حتى يعود كل نجم إلى “مكانته” السابقة عند الجمهور،
او حتى ليعود ويبدد إسمه من “اللوائح الشعبية”… ولكن لو فكرنا في
إنعكاس هذا الموضوع وتحوله إلى واقع “فُرض” علينا أن نرزح تحت وطأته…
فكيف ستكون أوضاع أوطاننا؟