شارك الفنان اللبناني مارسيل خليفة في الليلة الثانية من مهرجان تيميتار بأمسية خاصة على مسرح الهواء الطلق في أكادير، رافقته خلالها فرقة الميادين والفنانة اللبنانية أميمة الخليل.
بدأ الحفل قبل التاسعة والنصف مساء بقليل مع مقدمي البرنامج اللذين نقلا إلى الجمهور المغربي رسالة شاعرية من مارسيل خليفة قال فيها: “أيها المغرب الجميل، البسيط أستمسك بحبك الذي لا يعرف الحدود، حب نديّ نقيّ كمطرك الذي يبارك الأرض العطشى ويملأ الجرار، حب ينفذ إلى أغوار الوجود، حب يسربل القلب بالامن… يا اهلي في المغرب أضمكم إلى صدري وأهزج باسمكم، إنني شبيه بالطفل الكبير الذي ينادي أمه مائة مرة، وهو سعيد بان يتأتى له ترديد كلمة: أماه”.
بعد ذلك، اعتلى خليفة وفرقته خشبة المسرح على وقع تصفيق الجمهور، واستهل برنامجه بأغنية “ركوة عرب”، قبل أن يحيي الحضور باللغة الأمازيغية ويتمنى على المنظمين فتح أبواب المسرح حتى لمن لا يملك دعوة، رغم امتلاء المدرجات شبه الكامل.
وفي المهرجان أدى مارسيل خليفة باقة من أشهر أغنياته القديمة التي شكّلت ذاكرة ووجدان الجمهور العربي ومنها ” قومي طلعي عالبال”، “منتصب القامة أمشي”، “ريتا”، “في البال أغنية”، “انهض يا ثائر”… فكان الجمهور يقف مع كل واحدة منها مرددا كلماتها بمجرد سماع اللحن. وضمن أغنية “جواز السفر” قدم إبن مارسيل خليفة، رامي، عزفا منفردا على البيانو تميز بالكثير من الحرفية والجرأة وخطف أنفاس الحضور لعدة دقائق فصفق له طويلا. كما أهدى مارسيل خليفة جمهوره المغربي أغنية جديدة من ألبومه الأخير تحمل عنوان “عيناها” ودعاه إلى أن يغني معه مطلعها بعد أن غناه له لوحده.
أما أميمة الخليل فقد شاركت في الحفل بثلاث أغنيات بدأتها ب”الكمنجات” ثم بقصيدة “محمد” التي أسرت قلوب الحاضرين بأدائها لها دون مرافقة موسيقية. وكان مارسيل خليفة قد دعا الجمهور إلى الكثير من الصمت قبل تقديم هذه الأغنية التي أهداها إلى كل الأطفال الذين يسقطون يوميا في البلدان العربية بسبب الصراعات المسلحة. كما غنت أميمة أيضا “عصفور طل من الشباك” بعد أن ترك خليفة الجمهور يغني مطلعها، وقدمها لفتاة صغيرة صعدت من بين الحضور دون استئذان وقبلته على المسرح.
كما شاركت أيضا في حفل مارسيل خليفة في مهرجان تيميتار، إلى جانب أميمة الخليل، زوجته يولا كرياكوس وأدت معه قصيدة “تعاليم حورية” التي كتبها الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش لوالدته.
وفي ختام الحفل قدم مارسيل خليفة أغنية “يا بحرية” تاركا خلالها مساحة لارتجال العازفين فابدعوا وحازوا على إعجاب الجمهور الذي رقص طويلا وردد معهم الأغنية وقوفا. وانتهت الأمسية عند الساعة الثانية عشرة تمام بالتصفيق الطويل والزغاريد المغربية، وقدمت لخليفة أنطولوجيا الموسيقى الحسانية كهدية رمزية له بمناسبة مشاركته في الدورة العاشرة لمهرجان تيميتار.