يأخذ خالد آغا رواد صناعة وتسويق
الموسيقى العربية وإعلامها الفني بعد 10 أعوام في روتانا وأكثر من عام في شركة
ميوزك نايشن، على الإعلام التقليدي اللبناني والعربي عدم إتقانه تسويق منتجاته
بشكل جيد وإتكاله على المال السياسي ومن يقف وراءه للوقوف على أقدامه والإستمرارية
وسقوطه عند سقوط أي نظام أو زعيم يتبعه. ورغم رؤية آغا الإيجابية لطفرة المواقع
الإلكترونية إلا أنه يؤكد أنها تحولت إلى فوضى عارمة لا تحكمها اية ضوابط أو أي
رقابة على مضمون ما تنشره من إعلام فني يتحول كثيرا من الأحيان إلى إبتزازي. يرى
خاد آغا أن الثورات العربية نتاج لتعبير الشعوب عن هواجسها ومحاولة إستعادة
تاريخها وفنها المشوه والمسلوب ويعتقد أن من أنتج الثورة هم نزلوا إلى الشارع
وعرضوا حياتهم للخطر وليس فنانا ركب قطار الثورة من باب المنفعة والتملق.
* من المعروف أن السوق الخليجية
والمصرية هي الأوسع إنتشارا أو إستهلاكا بالإضافة إلى المهرجانات السنوية والصيفية
خصوصا فيها، إلى أي مدى تأثر الإنتاج التلفزيوني والفني بفعل الثورات العربية؟
– الثورات المتلاحقة في العالم
العربي وفي دول عدة أمر مبشر وهذا يدل على تغيير المفاهيم لدى الشعوب العربية ما
يؤثر على التواصل بين الناس، ويخلق حقائق جديدة على الصعد السياسية، الإقتصادية
والفنية. ولا أرى صراحة أي هطر على قيام هذه المهرجانات الصيفية في الدول العربية
التي تشهد ثورات طالما أن معظم الدول عادت لإستقرارها الامني والسياسي بعد الثورات
كتونس ومصر. وأعتقد أن زوال مراحل من الحكم المتواصل لمدة 30 و40 عاما تحكمت
بالناس وبعقولها وشوهت الفن والتاريخ ووصلنا إلى مرحلة اراد الشعب أن يصنع هو
تاريخه وفنه بإبداع. وأنا أتوقع أن تكون بداية عصر الفن والإبداع العربي الذهبيين
بعد الثورات والإستقرار.
* كيف ترى الإنتاج الفني
والإعلامي من فنانين لبنانيين وعرب للثورتين في تونس ومصر؟
– الفن حاليا ليس رسالة لكثرة
المتملقين و”تبييض” الوجه، فأين هذه مصداقية الفنان الذي غنى ولحن لهذا
النظام أو ذاك الرئيس واليوم يغني للشعب والثورة؟ هذا ليس فنا ولا يحاكي لا الشعوب
ولا ثوراتها. فالصدق أساسي في هذا الإطار ولطالما أعجبنا بأعمال لم تكن مرتبطة بأي
زعيم وبأي توقيت وكانت عفوية وموجهة
للدولة أو الكيان نفسه. ويقع أي عمل أو أي فنان لا يرتبط بالقومية أو الجنسية لأي
دولة ضمن إطار تجاري لا اكثر ولا أقل. وأعتقد ان من دعم الثورات هو من نزل إلى
الشارع وخاطر بحياته وليس من عنى للثورات وركب القطار بعد إنتهائها.
* أنت عضو في لجنة تحكيم الموركس
دور، والتي تعلن نتائجها الأسبوع المقبل.. في كل عام يسود اللغط حول كيفية منح
الجوائز ولمن منحت وغيره من هذا الكلام… ما مدى صحة الإنتقادات التي توجه للحفل؟
– هناك وسائل كثيرة للتصويت عبر
الإنترنت أو الراديو، ورأي لجنة التجكيم المتخصصة في كل عمل ونحاول أن نكون وسطيين
في التصويت بين رأي الموسيقي المحترف جدا والذي لا يعترف بمعظم الأعمال الموجودة
على الساحة وبين تصويت الناس ورغبتهم. وكل من يحصد الجائزة يعتبرها سبب نجاحه
والعكس صحيح. وبحسب علاقتي بالقيمين على الجائزة، والتي تعود إلى أكثر من سبع
أعوام لم يحصل أي لغط حول أي جائزة حسب علمي إلا إضطرارهم إسناد جائزة إلى شخص آخر
في وقت يرفضها الأول.
* لكن هناك وحوه تتكرر في كل عام؟
– هناك مشكلة كبيرة في الفن
العربي وكثيرا من الوجوه الجديدة ليست قادرة على التقدم إلى الأمام وحجز مكانة في
الصفوف الأمامية في ظل ضعف شركات الإنتاج وتبقى الأفضلية لمن يملك الحضور الفني
والإيرادات العالية من الوجوه المعروفة منذ أعوام.
* رغم إيجابية طفرة المواقع
الإلكترونية لا توجد قواعد مهنية تحكمها، ويشوبها الكثير من الفوضى، ما هي الضوابط
التي تحكم الإعلام الفني؟
– الإنترنت خلق موضة جديدة وثورية
في التواصل، وكل مؤسسة إعلامية تحاول أنه تحجز مكانا لها عبر موقع إلكتروني، والفيسبوك
جزء من الإنترنت كالصفحة الإلكترونية ولا يمكن لأي دولة أن تراقب كل شيء على
الإنترنت وهذا يسمح بإنتشار مواد مسيئة ومخلة بالآداب. أعتقد أنه سيصبح هناك نوع
من التنظيم للإعلام الإلكتروني وحتى على الهاتف المحمول أصبح الإنترنت أهم من
شريحة التلفون ذاته. أما خطورة الإعلام الإلكتروني الفني فهي تحوله إلى إعلام
إبتزازي وعدم وجود إطار قانوني ما يجعل الفوضى عارمة ويبيح القرصنة ضد الشركات
والمواقع المتخصصة الإعلامية والإعلانية المشهود لها.
* هل من تعارض بين الإعلام الفني
التقليدي والإعلام الفني الناشئ اليوم؟
– لا تعارض بقدر ما هو تنافس كبير
بينهما. فالغلبة ستكون للإعلام الإلكتروني بفعل السرعة فيمكن أن ترسل ما تشاء خلال
وقت قصير إلى مواقع التواصل الإجتماعي والأجهزة المحمولة. في المقابل لا أعتقد أن
الإعلام الورقي إنتهى ومن تضرر من أصحاب المطبوعات الورقية سارعوا إلى إنشاء مواقع
إلكترونية على حساب المحتوى في مطبوعاتهم بدل تسحين محتواها، ومؤسف ان يكون
إعلامنا فاقد لأي بعد تسويقي خلاق ويمتلك القدرة على الإبداع وتسويق المنتج الجيد.
* إذا لم تكن خالد آغا… ماذا
تنصح خالد آغا؟
– أن يعمل عشرة أعوام إضافية في
مجال الإعلام ويتوقف
* أين ترى نفسك بعد عشرة أعوام؟
– في مركز مهم في عالم الإعلام
*
إنجاز تفتخر به
– ميوزك نايشن
* إخفاق تخجل به
– تأخري في بداية عملي الخاص
* موقف محزن
– وفاة الناس في العالم العربي
* كلمة ترددها
– الحمدلله
* ما هي مشاريعك المستقبلية؟
– تطوير ميوزك نايشن وإفتتاح لها
مكاتب في دول عربية أخرى