كم هو ذكي ومثقف المخرج خالد يوسف؟ وكم كانت مداخلته الهاتفية عبر قناة “العربية” واعية وهادفة؟ فهو من المؤيدين للتحركات الثورية التي يشهدها الشارع المصري، كما أنه كان السباق في الإشارة إليها بأفلامه السينمائية، ولكنه في إتصاله لم يقم بتهييج الشعب لإثارة المشاكل والفتن أكثر، بل صرخ عبر “العربية” خوفاً على المتحف الوطني الذي تأسس العام 1902، والذي يضم حضارة عمرها أكثر من 5000 سنة، وذلك بعدما قام عدد من المتظاهرين بإحراق المراكز التجارية وعدد من الوزارات والمرافق الحيوية، فقد توجه خالد يوسف بنداء للسلطات المصرية والشعب بالتحرك فوراً لحماية المتحف المصري للآثار الذي اقتربت منه ألسنة النيران ومجموعة من المخربين الذين حاولوا اقتحامه بميدان التحرير.
وبعد مداخلة خالد يوسف، عمد الجيش المصري إلى تطويق مبنى المتحف الذي يحوي الآثار الشهيرة للحضارة الفرعونية، والكنوز التي لا تقدر بثمن مثل القناع الذهبي الشهير للملك توت عنخ آمون.
وبرز أكبر تهديد للمتحف المصري جراء ألسنة اللهب التي تعالت من مقر الحزب الديمقراطي الحاكم والتي أشعلتها الاحتجاجات الغاضبة، مما أشاع مخاوف من امتداد النيران للمتحف المجاور.
وقالت تقارير إعلامية محلية ودولية، إن عددا من المتطوعين الشبان من بين المتظاهرين شكلوا طوقا بشرياً حول المتحف، ليمنعوا وصول أي أحد الى بوابتي المتحف.