بدأ اللبنانيون يفقدون صبرهم بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد وعجز الطبقة السياسية عن اتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من الانهيار الاقتصادي، الأمر الذي أدى بالبعض إلى وضع حد لحياتهم.
وسجل لبنان في ال48 ساعة الماضية 5 حالات انتحار من جراء الظروف المعيشية الصعبة التي تمر فيها الدولة.
وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام” إنه جرى العثور علىِ مواطن متقدم في العمر جثة هامدة في منزله الكائن بمنطقة حوش صور.
وأوضحت أن المواطن من مواليده عام 1938، مشيرة إلى أن السلطات وجدت بجانبه مسدساً حربيا.
وحضرت عناصر من القوى الأمنية إلى مكان الحادث، حيث فتحت تحقيقا لمعرفة سبب الوفاة.
ويوم أمس الجمعة، أقدم لبناني على الانتحار بطلق ناري في الرأس في شارع الحمرا، تاركاً ورقة رسمية مكتوب عليها “أنا مش كافر.. بس الجوع كافر”.
وفي اليوم نفسه، عثر على جثة مواطن، يعمل سائقاً لحافلة ركاب، مشنوقا داخل شقته في الشوف بجبل لبنان.
وبحسب إعلام محلي، أطلق المواطن اللبناني خالد يوسف النار على نفسه، جنوبي البلاد، بسبب الأوضاع الاقتصادية والغلاء المعيشي.
كما ذكرت أن رجلاً مسنا يدعى “توفيق ف.ح.” أقدم على الانتحار بإلقاء نفسه من شرفة منزله لأنه يعاني من مرض مزمنٍ.
كما عثرت الشرطة اللبنانية الجمعة، على جثمان مواطن آخر مشنوق في منزله قرب مدينة صيدا (جنوب)، بعد أن كان يعاني بالفترة الأخيرة من ضائقة مالية، وفق إعلام محلي.
ويشعر كثير من اللبنانيين بإحباط كبير بسبب ما وصلت إليه البلاد، خصوصا مع عدم قدرتهم على تغيير واقعهم، وعدم استجابة الطبقة السياسية ومن هم في موقع المسؤولية لحاجات الناس ومطالبهم.
وأثار ارتفاع الأسعار وفقدان الوظائف حالة من اليأس بين اللبنانيين، في وقت حذرت فيه بعض منظمات الإغاثة من تفشي الجوع في البلاد.
وظهرت عوامل الانهيار الاقتصادي على السطح، العام الماضي، بعد أن شحت تدفقات العملة الأجنية وانخفضت قيمة الليرة واندلعت الاحتجاجات على الطبقة السياسية.
وتشير إحصاءات إلى أن أكثر من 130 ألف شخص فقدوا وظائفهم منذ بداية العام الحالي نتيجة الأزمة الاقتصادية.
وبحسب إحصاءات البنك الدولي، فإن 50 بالمئة من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر، و30 بالمئة منهم تحت خط الفقر المدقع.