أقامت دائرة السينما والمسرح مؤتمرا صحفيا للاحتفاء بالمسرحيين العراقيين لما حققوه من منجزات كبيره للعراق في المحافل الدولية بعد مشاركتهم في أكثر من مهرجان دولي ، وحضر المؤتمر جمع كبير من الإعلاميين وعدد من مخرجي هذه الأعمال المسرحية .
وكانت أبرز تلك الأعمال التي سلط عليها الضوء هي مسرحية ” غريم الورد ” التي عرضت في أحدى جامعات أوكرانيا وأحدثت ضجة هناك في أول عرض مسرحي عربي وكانت للمخرج الدكتور قاسم مؤنس ، وكذلك مسرحية ” حقل الأحلام ” للفرقة القومية للفنون الشعبية في العاصمة القطرية الدوحة وأخرجها الفنان الكبير عزيز خيون ، ومسرحية ” تحت الصفر ” في المغرب والتي حصدت عدة جوائز مهمة للمخرج عماد محمد ، وفي تونس مسرحية ” الموت والعذراء ” للمخرج المسرحي إبراهيم حنون .
Music nation كانت حاضرة في المؤتمر الذي احتفى بحاصدي الجوائز كما تم توقيع كتاب من تأليف الدكتور شفيق المهدي والدكتور حبيب ظاهر حبيب وحمل عنوان ” الشفرة والصورة في مسرح الطفل ” وتم خلال حفل التوقيع إهداء الكتاب من قبل الدكتور شفيق المهدي ل ” Music nation ” كتب فيه ” من أجل أطفالنا لعلهم يسعدون يوماً “ ، وكانت لنا خلال تواجدنا هذه الوقفات القصيرة مع الحاضرين .
مدير عام دائرة السينما والمسرح الدكتور شفيق المهدي : المسرح حضارة جديدة معاصرة
المؤتمر هو أشارة واضحة بأننا نقف على أرض حقيقية صلبه على مستوى الثقافة والفن العراق مستودع ثقافي ومدنه هي مدن حواضر وليست مدن للعيش فقط تنتج حضارة وعمر الحضارة العراقية أربعة الآلاف وخمسمائة سنة هذا أولا ، وثانيا الآن العراق ثاني أو ثالث أو خامس بلد يصدر البترول فمن يستطع أن يقول أن العراق بلد بترولي ؟ لا أحد . دائما يشار له بأنه بلد حضارات خمس حضارات وألان المسرح حضارة جديدة معاصرة أنا أسئل النظام الحاكم والحكام والأحزاب الوطنية كيف تجد الديمقراطية بدون ثقافة وبدون حضارة وبدون حوار هذا الصراع الى متى يستمر من أجل الحصول على الكراسي .
أنا قبل عامين قلت يجب في عام 2010 أن يكون لدينا مشروع عالمي باتجاه ثقافتنا ليس حصرا في دائرة السينما والمسرح اذ ليس لها صله نحن نعمل هنا في بداية تكوين مجتمع ثقافي حضاري ، ولقد بدا هناك مجتمع فني ينمو ويتطور .
نحن نوصل صوتنا بالشعر ورجال السياسة يوصلون صوتهم ” بالشخير ” متى يستيقظون ومتى كولسترول السرقات ينتهي ومتى تنتهي أموال السحت ومتى يكتفي فلان وفلان من أحزاب ومن أشخاص من سرقة اسم العراق وليس أمواله .
الفنان المسرحي الكبير عزيز خيون : استطعنا أن ننجز مشروعا عراقيا عربيا متميز
في استذكار انجازات دائرة السينما والمسرح على المستوى العربي والعالمي إنا سأتحدث عن الأسبوع الثقافي العراقي الذي أقيم في دولة قطر بمناسبة الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010 قدمت في هذا الأسبوع عمل مسرحي يحمل عنوان ” حقل الأحلام ” وهي من تأليف فاروق محمد وتمثيل بشرى إسماعيل وبهاء خيون وهو العرض السادس لهذا العمل بعد أن تم عرضه في أكثر من دولة عربية .
ما أسعدني هو الحضور الكثيف لصالة المسرح وتفاعل الجمهور مع العمل وصعوده على الخشبة وإطراءه العمل في كلمات من الصعب أن أقولها الآن عبرت عن أعجاب بالمسرح والثقافة العراقية .
مازال المسرح العراقي قادرا على أثبات جدارته في جميع الملتقيات العربية والعالمية وهذا لم يأتي من فراغ بل من تأريخ هذا المسرح العريق المناضل أنا أتحدث الآن عن مسرح عشته في ظرف طارئ فمنذ عام 1980 ولغاية اللحظة حيث حرب ثماني سنوات بعدها حصار اقتصادي لمدة ثلاثة عشر سنة والآن الاحتلال لمدة سبعة سنوات والمقبل مجهول استطعنا أن ننجز مشروعا عراقيا عربيا متميز في ظرف طارئ وهذا برأيي يعود الى صلابة العراقي وعناده وأصرا ره من أجل الحياة فمسرحية ” حقل الأحلام ” في قطر هي أشارة أخرى وجديدة للمسرح العراقي في تجلياته الحديثة في بحثه عن آليات اشتغال وإجراءات جديدة في الظاهرة المسرحية العراقية .
المخرج المسرحي الدكتور قاسم مؤنس : إحساسنا بالمسؤولية كان عالي جدا
هذا المؤتمر خطوة عظيمة تحسب لدائرة السينما والمسرح فنحن بحاجة الى هكذا مؤتمرات لكي نسلط الضوء على أبدعاتنا ومبدعينا ونحتفي بهم في كل المجالات .
فيما يخص مسرحية ” غريم الورد ” التي قمت بإخراجها وألفها الدكتور عقيل مهدي وأشترك في تمثيلها خالد أحمد مصطفى وعبد الرحمن مهدي وهذا العرض الأول لتلاقح دائرة السينما والمسرح وجماعه المختبر المسرحي والتي تنتمي لكلية الفنون الجميلة حيث تم عرضها في أحدى جامعات جمهورية أوكرانيا وهي المشاركة الأولى للعرب في هذه الجامعة منذ تأسيسها من عام 1886 ولحد هذه اللحظة .
لقد كانوا مهتمين بمدى أمكانية العراق أن يقدم شيء بكل هذا الضوء المسلط عليه فكريا واجتماعيا والضغط المتواصل ، ومتصورين نحن كدعاة حرب فقط وإذا بهم يكتشفون بأننا مبدعين إذ كان المهرجان يعزف على وتر والعمل العراق على وتر آخر مما آثار دهشة كبيره دعا رئيس الجامعة أن يجمع جميع الأساتذة والطلبة ويسألهم السؤال التالي ” ما هو الشيء الذي أثار هذا العرض المسرحي وجعل الجميع يتعاطف معه “ وتوصلوا الى أجابه واحد وهي أن العمل العراقي يحمل روحية .
لقد قدم العرض بطريقة تختلف تماما عن الطريقة التي قدمت فيها ألأعمال المسرحية الأخرى . وبالمناسبة قدم هذا العرض بطريقه مغايرة عما قدم في بغداد بسبب امتناع سوريا عن دخول أحد الفنانين الى أرضيها أثناء السفر ولهذا استعنت هناك بأربع فنانين أوكرانيين وهذه قضية صعبة جدا أن تأتي بفانين مختلفين بثقافتهم ومسرحهم وبأيام قليله وتزجهم وتجعلهم من نسيج العمل ، ولقد نجحنا بشكل كبير فإحساسنا بالمسؤولية كان عالي جدا وكنا نحمل رسالة ثقافيه باسم العراق في مهرجان عالمي تشارك فيه دول متقدمة على مستوى المسرح .
المخرج لمسرحي عماد محمد :
ساهمت في اخرج مسرحية ” تحت الصفر ” للفرقة القومية للتمثيل من تأليف ثابت الليثي وهو من الجيل الجديد في الكتابة المسرحية وأشترك في التمثيل كل من الفنان الكبير عبد الستار البصري والفنان الشباب يحيى إبراهيم .
سبب نجاحات هذا العرض حسب النقاد لأنه جاء بمضمون مغاير على المستوى لفني وعلى مستوى المضمون بدءا من النص الى نص العرض وكون أن العرض أيضا تناول الواقع العراقي بعد عام 2003 بشكل مكثف جدا بحيث كانت الرسالة فيه واضحة عما حدث للعراق بعد هذه الفترة ولحد لحظة العرض ن ولقد كتب على هذا العرض أكثر من عشرين مقال نقدي ما بين عربي وأجنبي .
المؤتمر هو خطوة صادقه وجيدة لأن في العراق ليس هنالك تسويق أعلامي للمنجز الثقافي رغم الكم الهائل من الجوائز على الصعيد العربي والعالمي ولكن لا يعلم بها أحد هنالك إهمال حكومي بالكامل والتي لم تهتم بهذا المنجز تصور هذا العرض حاز على ست جوائز دولية كبرى ولا احد مبالي وكأنه لم يحدث شيء .
المؤتمر يحاول تسويق المنجز الثقافي العراقي إعلاميا ونحن سعداء جدا في هذا الاحتفال رغم بساطته يفترض على الحكومة ووزارة الثقافة ان تعمل شيء اكبر وأهم في سبيل دعم الفنان معنويا وحتى ماديا نحن نعمل في ظرف استثنائي وغير طبيعي وبإمكانيات بسيطة جدا.
المنجز المسرحي العراقي لا يجير باسم شخص قائم بحد ذاته وكذلك لا يمكن حسابه على دائرة السينما والمسرح أو وزارة الثقافة هو فقط منجز للعراق فقط لأنه اخذ بقامته أحتفاءا دوليا ويجب دعمه أإعلاميا بشكل يليق بقوة الحدث للأسف أكررها عدة مرات لا يوجد دعم حكومي سواء لهذا المنجز أو المنجزات الأخرى التي حصل عليها العراق وهذه بالطبع كارثة كبيره على الثقافة والفن العراقي .