دعوة موجهة للعاملين بالمجال الفني للوقوف بصوت واحد ينادي بالإنسان والحكمة والضمير لمنع حماقات الجهل والتعصب التي ستنتج جراء فعل حرق القرآن الكريم الذي قد يحدث في ولاية فلوريدا الأمريكية يوم الأحد المقبل الموافق 11 سبتمبر .
الأخلاق أساس الحرية.. والحرية أم الإبداع.. وفي غياب الأخلاق تختلط الأمور على الإنسان، ليعم الظلام العيون، والجهل يسيطر على العقول فينتشر الفساد والقتل والدمار تحت شعار الحرية، ولما كان الجهل يهدم بيوت العز والكرم، ولما تغلب الجاهل على نهج البلاغة وحكمتها، فما كان إلا أن نداري السفهاء وأفعالهم بالوقوف وقفة واحدة بالعلم والخلق لنحافظ على كرامة الانسان.. كرامة امتهنت بالحروب وبالسياسات العنصرية وباستباحة شرف الانسان وعرضه..
وها نحن، في القرن الواحد والعشرين، ومع نهاية العقد الأول منه، فبدلا من الوقوف معاً للسلام والبناء، ها هي أصوات الجهل تنتشر فوق صوت العقل والحكمة والضمير، لنعود إلى عصبية الجاهلية.. فالدين أصبح طوائف.. والطائفة هوية.. فلا معتقد إيماني عاد بين الناس سوى حماقة جاهلية أولى والغلبة للأقوى
والشعار: حـرية
فأصبح التهجم على الرموز أشبه بالدعاية للشهرة المحلية والعالمية، خاصة وإن كان هذا أو ذاك نكرة بمجتمعه. فعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك من رسم متهجماً على النبي محمد، وكأنه برسوماته سيقلل من قيمة ومكانة النبي وقدره، ولكنه من فعلته هذه أصبح اسما عالميا..
والشعار: حــرية
وهناك من تهجم على الأئمة والقديسين، وكأنهم جراء هذا التهجم وفعل الجهل سينقصون مكانة وقدراً.. وهناك من يريد أن يحرق الكتب المقدسة انتقاماً..
ولكن العقل يقول أن فعل هذه الأمور ما هو إلا وسيلة إعلانية عالمية لشخص فاعلها. فمن كان يعرف بالصحفي الدانماركي أو حتى اسمه قبل أن يرسم رسومه، ومن كان يعرف بذلك الذي يريد أن يحرق القرآن الكريم يوم الأحد المقبل الموافق 11 سبتمبر..
إذا الجهل والحماقة أصبحا فعلاً متعمداً للدعاية والاعلام والشهرة العالمية،
والشعار: الحــرية
ولما غُيب صوت العلم والعلماء الغارق بأروقة الجامعات ومراكز الابحاث بالعمل على بناء الإنسان، ليعلو صوت الساسة والمتسيسين فوق صوت الناس،
صدح صوت الفنانين بمختلف أشكالهم وألوانهم وطوائفهم فوق كل صوت ليكون القلب الموحد لعقل الناس وضمائرهم، متغلباً حتى على صوت السياسات ومدعي الأديان..
ولأن الحياة الدنيا هي فن .. العلم فيها فن، والعمل فيها فن، حتى الأكل والشرب واللبس فن
ولأن الفن هو الحب ونبضاته، والعقل وجمالياته.. ليسمو الإنسان بإنسانيته خُلُقاً وحرية وإبداعاً
ولأن الفن يوحد الناس.. فيقف العالم متناسي اختلافته أمام ظهور فنان أحبوه، لا يأبهون للونه وشكله ولا حتى دينه
ولأن الفن ومن اختاره هو رسالة فيها البناء والهدم، معتمدا على سمو العاملين به وما يحملوه من ضمير فيما يقدموه ويعرضوه ويقولوه
ولأن الفنانين وكذلك كل العاملين بالمجال الفني أصحاب صوت مسموع وذا قيمة لدى الناس جميعا
لذلك، ومن كل الذي سبق.. أتوجه بدعوة لكل عامل بالمجال الفني ليقف وينادي باحترام الانسان في كل مكان بمعتقداته وأفكاره
أتوجه بدعوة للفنانين بصفة عامة والعرب خاصة للوقوف وقفة واحدة بوجه الجهل الهادم، وقفة فيها المناداة باسم الله السلام لكل انسان
أتوجه اليكم بأمل وقف حماقة الجهلة المستفيدين من دمار الانسان تحت شعار الحرية.. فالحرية نابعة من الالتزام بالأخلاق
لا نريد أن نعرف ديانة هذا أو ذاك.. نريد الاحترام والرقي بالانسان الذي نسي انسانيته ومشى وراء أهواء الشيطان..
نريد الحب.. فالله محبة
والحب فن..