يتسمر الجمهور العربي مساء كل نهار جمعة أمام شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال وطبعا بغية مشاهدة نجومهم المفضلين ” أو البعض منهم على الأقل- في “ديو المشاهير”… ولكن سرعان ما تحول هذا الديو إلى ميدان لتفجير المواهب سواء اكانت إيجابية فيها الفن والإبداع أو تكون في بعض الأحيان سلبية بعيدة عن الرقي والذي “يجب” أن تتسم به برامجنا!
خروج “دينامو البرنامج” يمنى شري في الحلقة الأخيرة شكل فعلا محطة مفصلية في البرنامج، وهي التي لطالما كان العيد يعني لها الكثير، مع العلم بأن حلقة الأسبوع القادم خاصة بالعيد، فلن يكون هناك تصويت وإبعاد لأي مشارك، وننوه بالجماهيرية المحلية و العربية الواسعة ليمنى شري و التي تكرس تصويتا بلا حدود لها مقارنة بشهرة زملائها المحلية فقط… واللغط الحاصل في الحلقة مثير للإهتمام؛ فالأستاذ مروان الرحباني وضع No ليُمنى شري وقال لها “منشوفك الأسبوع المقبل”، سرعان ما تفاجأت شري بخروجها من البرنامج… فالقرار غير مجحف لأن جورج عساف والذي من المفترض أن يتحلى بالروح الرياضي، أفصح عن قلة أدب “أذهلت من شاهده”… وفي التفاصيل، بعد وصلته الأسبوعية والتي بات الجمهور ينتظر ما يليها من مناوشات بينه وبين جومانا حداد، “فجر” في وسط المسرح رافعا إصبعه وكأنه يتوجه إلى طفلة مهددا إياها، إضافة إلى كون أداءه الرديء والـ character “الفذ” واللسان السليط، فـ”يردح” بأعلى صوته ويقول أنا إبن الـ LBC بيتي الثاني، ويا ليته يتذكر أنه في البرنامج لخدمة قضية انسانية خيرية مما يتطلب على الاقل بعض الرقي و التهذيب بعكس ما نشاهد و نسمع…
فكبف لاحد ان يتعاطف معه او مع قضيته التي تحولت الى كل ما ينافي معاني الخير و الانسانية؟!
وبعد…
علم موقعنا بأن الصحافية جومانا حداد، كانت لتغادر بعد هذه المهزلة المباشرة وبعد إنفعال جورج والذي خرج عن إطار الإحترام والأدبيات على الشاشة، لولا تدخل السيدة رولا سعد شخصيا… ولا تنسى يا جورج أن جومانا في هذا البرنامج هي صاحبة القرار والمسؤولة عن إبداء رأيها بك، في حين ظهرت علامات التعجب على وحه مقدمة البرنامج دينا عازار والتي تبعت جورج خشية منه أن يقوم بأمور لا إعتيادية على خشبة المسرح، فيكون المسرح حينها حلبة صراع… بإمتياز
في حلقة الأمس العديد من الهفوات والتي “تستر” عنها خدع القهوجي البصرية وحنكته الإخراجية، وأبرزها لم يكن الجمهور ليعلم بها؛ عند صعود يمنى شري إلى المسرح إختفى صوت الموسيقى عن مسمعها وتأخر دخولها ما يُقارب الدقيقة الواحدة ليستلم فادي إندراوس مطلع الأغنية والمقاطع، والسؤال هنا خل كان ذلك مقصودا أو سقط الخطأ سهوا من المعنيين؟
فالسياسة إقصائية، غير عادلة يُستبعد فيها الوسط ليتنافس الأقوياء والذين يملكون خامات صوتية وتقنيات عالية ومهارة في الأداء… ولكن هل للجمهور أن يفهم ماذا يدور في فلك البرنامج، “ما عأساس جايين نتسلى… وبالآخر نقدم المبلغ للجمعية ونعمل عمل خير”، هذا ما فهمه الجمهور منذ الحلقة الأولى، ولكن الفحوى بدا مختلفا عن ذلك، إحتراف في الغناء يرافقه رقص خطواته عشوائية أحيانا- وإطلالات مميزة…
أمير، كريستينا ونادين نجوم لمعوا في البرنامج على صعيد الحرفية والأداء الفني، لتتحول بذلك فكرة البرنامج الإنسانية إلى علامات إستفهام تطرح… ولا شك في أن موزاييك البرنامج رائع ولكن هناك حاجة ماسة إلى إعادة هيكلية على صعيد التعاطي فيما بين الذين يظهرون على الشاشة بغض النظر عن الخلافات الشخصية والخلفيات… تبقى الممثلة جيني إسبر في المنافسة، فتاة البادية الجميلة والتي لا تملك المقومات الصوتية الكافية لتخولها منافسة زملائها الباقين…
من المعيب أن تكسر أو تحطم إعلامية ويحطم وجه إجتماعي صورهم في إذهان المشاهدين، والأهم أن تكرار عبارة “الآراء بلجنة التحكيم مش شخصية” هي خير دليل على إثبات العكس؛ خروج يمنى وبقاء جورج نتيجة غير عادلة وإن أراد القيمون على البرنامج أن يصنعوا سكوب إعلامي أو إثارة الضجة حول البرنامج…