أصدرت د. مهى شومان جباعي منذ فترة رواية جديدة ورائعة لها تحت عنوان “نورائيل”. الرواية حققت نجاح منقطع النظير ونالت إستحسان الناس وحصدت نسبة مبيعات مرتفعة.
إليكم مقتطفات مميزة من الرواية:
حين تضيق مساحات الحياة أمام عينيك ثق أنك ستجد أوسع منها إذا نظرت إلى داخلك.
–
العطاء لا يقاس كمًّا وحجمًا إنما بفعل العطاء نفسه، وإن لم نجد ما نعطيه فنحن نعطي من أنفسنا حباً ومن لهب نفوسنا دفئاً لكل من عصفت به رياح الأيام. افتح خزائن ذاتك وستجد الكثير الكثير لتعطيه… فأنت لم تدرك يوماً كم أنت غني!
–
لا يمكن أن تقتصر بيوت الله فقط على أبنية اسمنتية وقاعات مهيبة، إن بيوت الله لا حدود لها. قد تجدها أينما ذهبت، وأنى حللت شرط أن تنظر بعيون الله. وحتى تدخلها يجب أن تقرع أبوابها بإصرار، برجاء، كعابر سبيل يبحث عن مأوى وملاذ في ليل موحش.
إن لله بيوتاً تسكننا جميعاً، فأجسادنا مبانيها، هياكلنا هياكلها، قلوبنا منابرها، وعيوننا شموع ترشح زيتاً وطهراً وسلاماً على أعتابها، بيد أنّ قلة هم الذين يدركونها ويدخلونها بسلام آمنين مطمئنّين. بيوت الله أينما حللنا وكيفما توجهنا حاضرة فينا ومن حولنا. هي تلك الأماكن التي تصلها أنوار المحبة والرحمة، وفيض من بركات الله وسلام عميق. هي تلك المساحات فينا وفي من حولنا تسبح فيها أرواحنا وتبتهل لربها مع كل تنهيدة أو رفة عين.
إنّ بيوت الله المشيّدة لاتهدف الى اختزال محبّة الله فيها، بل الى أن تعلّمنا كيف نبحث عن هذه المحبّة ونجدها في كلّ بيوته. إن بيوت الله في داخل كل إنسان يدخلها لو أراد إنما عليه أن يطرق الباب بيد تصنع الخير، بصوت ينادي للمحبة، بعيون خجولة تبحث عن طمأنينة، عندها تفتح له فيدخلها بسلام. نحن نصادفها كثيراً أثناء تجوالنا بيد أننا للأسف لا نتبينها، نقف على أبوابها مرات عدة دون أن نكلف أنفسنا عناء قرع أبوابها، تكون أمامنا لكننا لا تتبيّنها لأن نوافذ قلوبنا تكون مغلقة.
–
الطرق إلى الله عديدة، قد تجدها في ابتسامة، في كلمة، في سجود، في رغيف خبز تقدمه لطفل أو ربما في غمرة حب إذا لم تكن تملك رغيفاً.