انتظرنا عرض ست حلقات من برنامج “ابشر” قبل تكوين صورة متكاملة عن عودة نيشان ديرهارتيونيان عبر شاشة “ام بي سي” بعدما فسخ عقده حبياً مع محطة “ال بي سي” الا ان الحلقات الاولى لم تكن مبشرة بالخير لكن حرصا على الموضوعية في الحكم كان لا بد من الانتظار الا ان النتيجة للاسف جاءت مخيبة للامال. رغم ان غياب نيشان ديرهارتيونيان عن تقديم اي برنامج “توك شو” فني خلال شهر رمضان المنصرم جعل المشاهدين العرب يفتقدونه. وعندما اعلن عن برنامج “ابشر” ومضمونه الذي من خلاله سيتم تحقيق امنيات واحلام النجم الضيف ومحبيه لمسنا ان الاعلامي المحترف بات راغبا في تغيير صورته لدى الجمهور بعدما كان قد استنفذ حضور وقصص حياة كل النجوم العرب في برامجه السابقة بدء من “مايسترو” واجزائه الاربعة وصولا الى “العراب”. لكن على ما يبدو ان التمسك بالنهج ذاته في الاعداد والضيوف والمواضيع المتكررة جعل البرنامج يتعرض لهجوم شرس من معظم اهل القلم في العالم العربي.
علما ان المشاهدين في العالم العربي انتظروا الحلقة الاولى على احر من الجمر بعدما اعلن ان ضيفتها هي المطربة الاماراتية احلام التي مرت بظروف صحية صعبة ابعدتها عن الساحتين الاعلامية والفنية شهور عدة لذا كان كل محبيها بانتظار هذه الطلة. وقد كان اختيار فريق العمل لهذه النجمة موفقا اذ لا يوجد فنانة خليجية اهم من احلام كي تفتتح البرنامج وهذا ما حصل ايضا في برنامج “اخر من يعلم” الذي قدمته المطربة اروى. لكن للاسف فان الامال المعقودة على هذه الحلقة لم تكن على قدر التمنيات ولولا اسم الضيفة الكبير وجماهريته الواسعة لما تابع الناس مجريات الحلقة رغم كثافة الاعلانات التي جذبها اسم احلام. فهذه المطربة الصريحة التي خرجت من محنة مرض صعبة انهمرت دموعها عندما تحدثت في هذا الموضوع لكن للاسف تم الالتفاف عليه لصالح “القيل والقال” عن زميلاتها من نانسي ويارا وميريام فارس ونجوى كرم واصالة وانغام… وللوهلة الاولى اعتقدنا ان “ام بي سي” ربما تعيد بث حلقة “العراب” التي عرضت قبل ثلاث سنوات وتضمنت الاواضيع نفسها لكن الديكورات الجديدة والجميلة نبهتنا اننا نشاهد البرنامج الجديد “ابشر” والتي تعني باللهجة الخليجية “تمنى ونحن نحقق لك امنياتك” ومع الاسف الشديد ان امنية احد معجبي احلام كانت ان تقود سيارة “الرالي” الى جانب زوجها ومصادرنا تؤكد ان السائقة لم تكن احلام بل شخص اخر. اما امنيتها الكبرى فكانت ان تحضر حفلة السيدة فيروز والتقاط صورة تذكارية معها وفي اتصال مع السيد مبارك الهاجري زوج احلام اكد لنا ان زوجته لم يتسنى لها التقاط صورة مع فيروز رغم تأكيد نيشان وفريق العمل ان الصورة قد تمت بل اكد الهاجري ان احلام سعدت بحضور الحفلة ولم يكن يهمها اكثر من ذلك وهنا نتساءل هل سعر البطاقات كان عصيا على احلام وزوجها؟ اما الامنية الاخيرة التي ادعى فريق الاعداد انها احدى امنيات النجمة ان تغني اغنية “ليالي الانس في فيننا” ضمن اجواء الاربعنيات فبدت احلام مندهشة مما يحصل وكانت تتساءل امام الكاميرا ماذا يجري حولها . لذا الم يكن الاجدى من فريق اعداد السعي من خلال عنوان البرنامج الى تحقيق امنيات الناس من خلال نجومهم. ماذا لو اقدمت احلام مثلا على تحقيق امنية احدى النساء المريضات بالشفاء من خلال مبلغ مادي معين وهي التي خرجت من ازمة صحية كبيرة, (مجرد اقتراح). اما الحلقة الثانية التي حل فيها النجم السوري قصي الخولي كانت مقبولة وذلك لان الخولي ليس وجها محروقا في البرامج التلفزيونية رغم انه قدم مجموعة من الاغنيات التي لم تتح للمطربة احلام تقديمها فكان غنائه النشاز حسب اعترافه مضيعة للوقت. كما كانت احدى امنيات الضيف السفر الى هوليوود والعمل في السينما هوليوودية الا ان الاتصال بالمنتج العالمي اللبناني الاصل ماريو قصار جاء مبتورا فماذا يعني ان يسال قصار عن كيفية تحقيق حلم قصي الى هوليوود اليس الاجدى كان ارسال “البورتفليو” الذي اعد لقصي الخولي الى المنتج بدل اجراء اتصال لا معنى له وبعد ذلك متابعة الموضوع عبر مراسلات واتصالات وقد بدا ان قصار امتعض عندما علم ان الخولي لا يجيد اللغة الانكليزية فاقفل الخط اقفل الهاتف. اما الامنية البسيطة التي حققها البرنامج للضيف فكانت حصوله على دراجة نارية بعدما تم استئذان والدته التي كانت تعارض ولدها على هذا الامر. وكانت ضيفة الحلقة الثالثة شيرين عبد الوهاب الغائبة منذ فترة عن الاعلام والصحافة بسبب الحمل وانجاب ابنتها الثانية هنا محمد مصطفى وفي هذه الحلقة بدت شيرين هادئة وبعيدة عن تصريحاتها الساخنة اذ لم يستطع نيشان ان يجعلها تخطيء بحق اي زميلة لها وللاسف فان الحوار معها لم يحمل اي جديد وكلها مواضيع التي تم التطرق اليها محفوظة في طلاتها السابقة ما عدا موضوع واحد وكان بمثابة “سكوب” لم يتم الاستفادة منه وذلك عندما صرحت شيرين ان زوجها لم يقف الى جانبها كما ينبغي اثناء اصابتها بانفلونزا الخنازير في مدينة ابو ظبي وانه لم يسافر الى هناك كي يقف الى جانبها كما انه لم يزرها في الفندق الذي فضلت النزول فيه قبل عودتها الى منزلها للاطمئنان على شفائها من المرض الا ان زوجها لم يزرها ايضا وهنا مر هذا الموضوع مرور الكرام رغم انه الحدث الابرز في الحلقة لكن نيشان بقي ملتزما بالاسئلة المعدة ولم يسأل الضيفة عن الاسباب الرئيسية لغياب الزوج في مثل تلك الحالة الانسانية عن مؤازرة زوجته. اما “المهزلة” الكبرى فكانت بمجيء فريق عمل برنامج “الرابح الاكبر” من دبي الى بيروت لمساعدة شيرين على انقاص وزنها الزائد بعد الولادة فأخذت هذه الفقرة وقت طويل من الحلقة دون افادة خصوصا ان شيرين قالت بلسانها انها غير ابهة بوزنها الزائد وان زوجها يحبها كما هي وهذا الوقت الضائع جعل نيشان ينهي الحلقة فجأة رغم اعلانه ان شيرين ستغني “احلف بسماها وترابها” لكن ضيق الوقت حال دون ذلك اما الامنية الكبرى فتمثلت بحصولها على تذكرة سفر الى جزر المالديف لكنها رفضت السفر وحدها ووعدها نيشان بمرافقة زوجها لها. اما حلقة الفنان الكوتي نايف الراشد فلم تحمل جديدا فكل ما صرح به سبق ان تحدث عنه في “اخر من يعلم” وجاءت فقرة “جوقة الزجل” لتعبئة البث. لكن حلقة غادة عبد الرازق الممثلة الاكثر شهرة في هذه الفترة كانت جيدة وذلك لان شخصية عبد الرازق واضحة وصريحة فهي لم تتأخر عن طلب يد المخرج خالد يوسف على الهواء مباشرة كما انها ارتدت بدلة رقص (جلابية” مفتوحة من الجانب الايمن في شكل مثير وقد ركز المخرج كاميرته على ساق عبد الرازق في لقطة مفاجئة لمشاهدي شاشة “ام بي سي” اما المفاجأة الكبرى فقد تمثلت بحضور الفنانة لوسي الى الاستديو لتعليم عبد الرازق الرقص الشرقي لكن حضور لوسي لم يتعدى الدقائق القليلة وختمت الحلقة على لوحة راقصة بعيدة عن التلميذة والمعلمة اذ لم تلتزم غادة بحركات لوسي وراحت ترقص كما يحلو لها وهنا نتساءل كيف ارتضت لوسي بهذه الدقائق القليلة
وهل اصبحت فعلا امنية عبد الرازق في الحياة بالتحول الى راقصة شرقية؟
اما حلقة السوبر ستار راغب علامة الذي استطاع ان يحافظ على نجوميته طوال 27 عاما لم تكن حلقته في “ابشر” سوى لتوجيه الرسائل الى الذين انتقدوا ما اطلق عليه “دويتو” الذي جمعه مع شاكيرا وهنا لا بد ان نشير ان نجم بحجم علامة لا يحتاج الى مثل هذا العمل كي يحقق نجاحا في العالمين العربي والاغترابي واذا سلمنا جدلا ان شركة “سوني” قد اعطت كل الاوراق والبيانات اللازمة لاتمام هذا العمل وهذا امر مسلم به اذ لا يستطيع اي فنان ان يتصرف باي عمل فني اجنبي دون الرجوع الى الشركة المنتجة له لكن السؤال الاكبر هل الاغنية نجحت او هي فعلا جميلة لا اعتقد وحسب كل المطلعين يبقى الدويتو الذي جمعه باليسا “بتغيب وبتروح” هو الاجمل في مسيرته مع الاغاني الثنائية كما ان الحلقة لم تحقق اي امنية نادرة لراغب علامة الذي تمنى ان يقوم بحملة تشجير في لبنان بمعاونة الجيش وربما هذا الامر ليس صعبا على سفير الامم المتحدة للحفاظ على البيئة.
وامام ما استعرضناه يمكننا القول ان فريق عمل “ابشر” اخفق حتى الان في تحقيق النجاح المطلوب رغم ان بعض المصادر تؤكد ان نسبة المشاهدة عالية لكن كل الناس تعلم ان “ام بي سي” لها جمهورها الذي يتابعها اي تكن البرامج التي تعرض على شاشاتها فهى الاعرق في العالم العربي لذا كنا نتمنى من ادارة “ام بي سي” ان تتروى بعرض هذا البرنامج الى ما بعد نهاية السنة الحالية كي لا يشعر المشاهدين بالملل من الاسماء والمواضيع المطروحة نفسها التي نوقشت في برنامج “اخر من يعلم” الذي نال جائزة من مهرجان البحرين التلفزيوني. لذا يبدو ان نيشان بحاجة الى خطوة جرئية في حياته المهنية كي يكسر الروتين الذي وقع فيه وذلك كأن يختارمثلا تقديم برنامج مسابقات كبير جدا او برنامج اجتماعي يشبه “شاكو ماكو” الذي تحول الى “حديث البلد” واعطى نجمة اعلامية جديدة هي منى حمزة فهل يخطو ديرهارتيونيان هذه الخطوة الجريئة؟