مرّ زمنٌ لم تُمتعني فيه حلقة تلفزيونية أو تسمّرني أمام الشاشة إلى الحد الذي إختبرته البارحة مع رابعة الزيات في برنامجها “بعدنا مع رابعة” حيث إستضافت النجم رامي عياش، الفنان نور الملاح، المخرجة أنجي الجمال، الشاعرة كاترين معوّض، الشاب هيثم حلو الذي تبنّاه رامي ويساعده لينطلق إلى عالم النجومية والمايسترو إيلي العليا..
ورغم أن الصحافة تسعى لإلتقاط التصريحات وأنا منهم، كُنت للمرة الأولى لا أحمل قلماً وورقة وأنتظر ريثما يصمت الكلام ليبدأ رامي بالغناء، فهو ولمن سمعَه البارحة، (دون أفكارٍ مسبقة وأعني بها تلك التي يقول فيها المتفلسفون أن رامي يتفلسف في الغناء)، غنّى حقاً بأكثر من عشرين صوتاً، فكان يرتفع بطبقاته وينخفض وكأن الدنيا لا تسعُ له وكأن في حنجرته أوركسترا يديرها عن ظهر قلب وهو مُغمض العينين.. وهذا الكلام لا يفي رامي حقّه خصوصاً في أغنية “ما بدّي شي” التي تكرّس رامي اليوم بعد “حبيتك أنا” و “جبران” فناناً من مستوى آخر لا يعرف التصنيف بين الـ A و B، بل يتخطّى الأبجدية!
ورغم أن الحلقة مثالية وقد أكّد رامي عبر صفحته على “تويتر” أن البرنامج حصد البارحة أعلى نسبة مشاهدة بين برامج الـ Entertainment، إلا أننا “نيقا” بعض الشيء وكانت لنا ملاحظات لا تقلل من أهمية الحلقة أبداً، منها:
– صحيح أنها كانت الإطلالة الإعلامية الأولى لكاترين معوّض التي ترفض لقب شاعرة، لكننا ننصحها إمّا أن تهجر التلفزيون و”خلص” أو أن تتدرّب على الكاميرا، لأنها بدت متوتّرة ومخنوقة وأراهن أنه لو سنحت لها الفرصة، للملمت نفسها وركضت خارج الاستديو وقالت لرامي: “ما بدي شي، أريد الرحيل”! كاترين لمن يعرفُها شابّة مرحة ومهضومة ولكنها لم تنجح في إظهار هذا على الهواء وحاولت أن تلتهي تارةً بشعرها وطوراً بالنظر إلى الديكور، لكنها في جميع الأحوال كانت خارج الإيقاع.
– التقارير التي تمرّ عادة في حلقات “بعدنا ما رابعة” هي ربع تقارير أي أنها قد تأخذ عنوان Player يمرّ فوق الكلام، لكن لا يمكن أن تكون تقريراً يُعلن عنه وينتهي بعد أقل من عشرين ثانية.
– قدّم رامي للجمهور هيثم حلو الذي تبنّاه فنياً، وبينما كان هيثم يجلسُ مع بقية الضيوف، إختفى فجأةً وكنا نعتقد أن هناك سؤالاً ستوجهه له رابعة عن الحب، كما حصل مع بقية الضيوف، ولم نعرف كيف ومتى غادر، دون أن تشكره رابعة حتّى على حضوره! نُدرك أن إطلالة هيثم خدمته أوّلاً وأخيراً وربما ما كان يحلمُ بها، لكن أصولَ اللياقة والإتيكيت تقول بأن نشكر ضيوفنا مهما كانوا مبتدئين!
– إعتقد كثيرون بسبب الدعاية المكثّفة أن خطيبة رامي عياش مصممة الأزياء داليدا خليل ستطلّ معه في البرنامج في أوّل إطلالة تلفزيونية لها، ليتبيّن لاحقاً أن تلك الإطلالة هي عبارة عن تقرير مصوّر.. ورغم أن التقرير رائع وهو سكوب بحدّ ذاته للبرنامج، لكن كان يجب توضيح ذلك وهو نقدٌ سمعناه من كثر، إذ أن هناك فرقاً كبيراً بين أن يجتمعا في البرنامج أي في الاستديو أو في تقرير مصوّر مسبقاً.. لكن، هي دون شك خطوة ذكيّة من رامي الذي يعرف كيف يعطي عشاقه نظرة إلى حياته الخاصة، لكنها نظرة يتحكّم بها، وهو في هذا حرّ..
[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=HhLiqpk-sV8[/youtube]