خرجت ريما الرحباني إبنة السيدة فيروز عن صمتها الطويل، بعد أن كانت دائمة الحذر بتصريحاتها وكتاباتها . إذ نشرت على حسابها الخاص على الفيسبوك مساء السبت نصاً توجهت فيه إلى أهل الفن وأهل الدولة مطالبة بحماية حقوق الملكية الفكرية.
https://www.facebook.com/Reema.Rahbany/posts/1791283824255969
بدأت ريما كلامها بنصيحة وجهتها للفناننين، طالبةً منهم التركيز على أعمالهم أكثر “وأن يتركوا الفن اللي منن قدّو لصاحبو” . وأكملت بأسلوبها الناقد واللاّذع كلامها مستغربة الوضع الذي توصلنا إليه في الفن.
وقالت “لن أسأل وين الدولة”؟ مجيبة أن الدولة غائبة عن المحاسبة ً ولولا غيابها ما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. وأضافت لو كنا في بلاد الغرب لكان الأمر مختلفاً حيث تحفظ هذه الدول حقوق الملكية الفكرية وترعاها ضمن القوانين والأصول.
ولكن للأسف هنا الكلّ وبكل وقاحة يغرفون من أعمال الرحابنة وفيروز بحجة المحبة ويقبضون مبالغا ً ضخمة، هذه المبالغ التي لم يرها الأخوين الرحباني ولا فيروز يوما ً.
وأستطردت ريما حديثها مشيرة ً أنها معنية بالحقوق المعنوية، لا المادية. وبررت سبب هجموها هذا لإستثنائية السيدة فيروز وأعمالها التي هي جزء من عمرها وشخصيتها وحياتها. صرخة قوية أطلقتها الرحباني بوجه الدولة اللبنانية سائلة ً إيّاها الحماية والمحاسبة ناقلة ً الواقع الذي يعاني منه عمالقة الفن في عالمنا العربي، على الصعيد المعنوي والمادي.
وقد تكون ريما محقة فهي تتكلم بإسم الفناننين المظلومين ، في ظل إفتقار لبنان والعالم العربي إلى إحترام لحقوق الملكية الفكرية ، وخاصة مع إتساع الساحة الفنية وتواجد العدد الهائل من الفنانين الذين بدؤوا يصولون ويجولون في عالم الفن دون حسيب ورقيب. وأصبحت بذلك أعمال العملاقة الكبار عرضة للتطاول من قبل بعض المتسلقين لسلّم الشهرة السريع والنجومية على أكتاف غيرهم. فمن يحاسب من؟
تُعرَّف حقوق المُلكيّة الفكريّة بأنّها حقوق تهدف إلى توفير الحماية في إبداع معين، وقانون الملكية الفكرية هو الحق الذي يحمي المؤلف أو الفنان ويسمح له من منع أي شخص آخر من استخدام عمله دون الحصول على إذنه، أوعلى فائدة مالية منه. فبالإضافة إلى الحقوق المعنوية للممبدعين، يوجد الحقوق المادية وهي: حق نسخ وطبع وتسجيل وتصوير العمل بجميع الوسائل المتوافرة. فهل من يلتزم بهذه القوانين في لبنان وسائر الدول المجاورة ؟
وهل تعلم هذه الدول إنّ توفير الحماية لكافة حقوق المُلكيّة الفكريّة تعدّ من أهم العائدات التي يمكن ان تنعش خزينة الدولة؟ فنظام الملكية الفكرية، يخلق توازن سليم بين مصالح المبتكرين ومصالح الجمهور العام، ويوفر بيئة تساعد على ازدهار الإبداع والابتكار كما ويتيح في بعض جوانبه إعادة تسجيل وإستخدام الأعمال الموسيقية ضمن ضوابط أدبية وقانونية تعود بالفائدة على الجميع.
على أمل أن تصل صرخة ريما إلى المعنيين، ليحظى الفنانون على حقوقهم المادية والمعنوية وخلق بيئة تعاون سليمة بين مختلف الأجيال الفنية.