* كيف تقيمين إطلالاتك في برنامج “حديث البلد”؟
– أحببتُ تلك الإطلالة وكنت مرتاحة جداً خصوصاً أن الإعلامية منى أبو حمزة شخصية رائعة من كل النواحي، فهي إمرأة ناجحة بكل معنى الكلمة.
* أطليتِ في البرنامج بالزي السعودي مرتدية “البرقع”، هل السبب هو الحفاظ على تقاليد مجتمعكِ؟
– أتشرف أني من قبيلة بني هاجر، بني قحطان، لذا لا يمكن أن أسيء لقبيلتي، فهذه مبادئي، حتى في أوروبا عندما يكون هناك مناسبات رسمية يتم التقيد ببروتوكولات معنية من حيث اللباس وطريقة التصرف، لذا أنا أتقيد بمبادئ مجتمعي وأهلي. أفتخر بإطلالتي وبلباسي وبأني سعودية. وهذا اللباس ليس مفروضاً علينا من قبل الدولة، بل أنا ملتزمة بعاداتنا وتقاليدنا وأحب أن أمثل بلدي بهذه الطريقة.
* كانت لكِ في الحلقة سلسلة تصريحات أثارت الجدل تجاه مشاركة الممثلة باميلا الكيك في كليب ميشلين خليفة الذي أخرجه جاد شويري؟
– أريد أن أوضح بأني لا أعرف الممثلة باميلا الكيك على الصعيد الشخصي أبداً، كما أني لا أعرفها كممثلة لأني لا أشاهد التلفزيون، لذا أنا لم أنتقدها إلا لسبب واحد، وهو أن آداءها التمثيلي في الكليب والذي هو عبارة عن تقليد للفنانة ميشلين خليفة جاء غير لائق لتاريخ فنانة قديرة بحجم ميشلين خليفة.. أنا عاتبة ككاتبة ومنتجة للعمل لأنه كان على باميلا أن ترفض القيام بمثل هذا التمثيل المسيء لفنانة هي إبنة بلدها، إن كنت أنا سعودية وحريصة على تاريخ فنانة لبنانة هي ميشلين خليفة، فكيف ترضى باميلا الكيك بهذا التقليد المسيء وهي التي قالت بأنها لعبت الدور في الكليب فقط لأنها تحب وتقدر الفنانة ميشلين خليفة؟
* لم يفهم المشاهدون سبب إنتقادك لها لأنهم لم يشاهدوا الكليب..
– عندما شاهدتُ الكليب قبل عرضه بيوم واحد قلتُ لجاد شويري بأن لا يعرضه أبداً، لأنه إهانة لتاريخ ميشلين، التي لا تظهر في الكليب سوى لـ10 ثوانِ في نهايته، بينما من بدايته وحتى نهايته نرى باميلا الكيك تقوم بتقليدها بشكل مبالغ فيه، لذا رفضتُ عرض العمل وتم تصوير فيديو كليب أخر يعطي ميشلين خليفة قيمتها وحقها. كان على باميلا الكيك أن ترفض القيام بهكذا دور وبهكذا تقليد، إحتراماً لتاريخ فنانة من بلدها.
* ولكن المخرج هو من يقوم بإدارة الممثل أمام الكاميرا؟
– صحيح، ولكن اللوم يقع أيضاً عليها لأنها قبلت أن تقوم بالدور وبالتقليد الذي جاء غير مقبولاً لتاريخ ميشلين خليفة.
* رغم إحترامك لمجتمعكِ وبيئتكِ الذي تحدثتِ عنه في بداية اللقاء، إلا أنك تنتقدين في أعمالك الفنية بعض الأمور الإجتماعية الخاطئة في مجتمعك والمجتمع العربي ككل..
– طبعاً، أنتقد في أعمالي الأخطاء بهدف أن تكون لدينا بيئة سليمة، وذلك كي ننتج جيلاً سليماً لأنه المستقبل، يجب أن نكون شخصيات قيادية في بيوتنا كي نطلق جيلاً متوازناً لا يعاني من أي عقد أو مشاكل، والهدف فقط بناء مجتمع سليم.
* ولماذا أنتِ من يريد التغيير؟ لماذا لم يتجرأ أحد غيرك على معالجة هذه القضايا؟
– عندما أرى الغلط يجب أن أنبه الجميع منه، الهدف هو تربية أجيال بشكل صحيح.
* هل يمكننا الوصول إلى هذه المرحلة المثالية في تربية الأبناء؟
– كل شخص يمسك هذا اللواء سيرى بأن الجميع سيؤيدونه، لذا إخترت عن طريق أصوات طربية أصيلة ومن خلال الفن وتحديداً الغناء أن أكتب مشاعري وأحاسيسي وأن أطرح تلك القضايا، كي تصل إلى الجميع، ودون شك هذا سيزرع الوعي في نفوس الجميع.
* لماذا إخترتِ التعامل مع فنانين أمثال وديع الصافي، فلة وميشلين خليفة وليس فنانين من أبناء الجيل الجديد..
– سيكون هناك تعاون مع فنانين من الجيل الجديد أصواتهم طربية بإمتياز وأتحفظ عن ذكرهم الآن، ولكني إخترت أصواتاً معينة لإيصال الرسائل الإجتماعية من خلالها. فأنا لا أطمح لإطلاق نجوم جدد أو التعامل مع النجوم الضاربين بقدر ما أهتم للقيم الفنية.
* التعامل الأهم كان مع عملاق الغناء الدكتور وديع الصافي.. ما هي الرسالة التي أردتِ توجيهها من خلال هذا العمل؟
– كتبتُ في بداية الكليب عبارة “حضارتنا العربية مستمرة يا مدرستي النفسية والعملية يا أمي”.. هذه رسالة وهي أن يستهان بالطفل، لذا يجب أن لا تؤثر خلافات ومشاكل الأهل على الأطفال لأنهم يتفاعلون نفسياً بما يحيط بهم، كل مشكلة بين الأم والأب وحتى النقاش يجب أن يتم بعيداً عن الأطفال، كي لا يتأثروا وينقلوا الطباع نفسه لأولادهم مستقبلاً. عندما نكبر نتذكر كل تفاصيل طفولتنا في اللاوعي.
* وما هي الرسالة التي أردتِ إيصالها في فيديو كليب “فلة” لأغنية “أرجوك إبعد”؟
– الرسالة في كليب فلة جميلة جداً، فهناك دائماً مشاكل عائلية تحصل من قبل الرجل تجاه المرأة عندما تكون ناجحة، فالرجل أحياناً يعاني من نجاح المرأة فيبدأ بتهميشها في المجتمع.. لذا تنهار المرأة بسبب هذا التهميش، ولكنها في النهاية تنتفض وتفتح الباب وتبدأ حياة جديدة، وجرح الماضي لم يلاحظه أحد سواء الأبناء أو حتى الناس، هذا ما طرحناه في الفيديوكليب.
* أنتِ صاحبة كلمات الأغنية وحتى الفيديو كليب أنتِ من تضعين فكرته وتلاحقين تفتصيله؟
– طبعاً، فأنا أقدم عملاً متكاملاً، الكلمات نابعة من داخلي، لذا يجب أن تأتي الصورة مناسبة للموضوع الذي أطرحه، أنا صاحبة أفكار الفيديو كليبات التي تصورت سواء لأغنية وديع الصافي “يا بنتي” وأغنية “أرجوك إبعد” لفلة وهي تنفيذ جاد شويري.
* أغنية وديع الصافي هي من كلماتك فقط؟
– طبعاً.. ولا علاقة لطوني أبي كرم بها، فهو أراد أن ينفذ الأغنية على شكل ديو وحوار وبهذا تغير مضمون العمل وأصبحت الأم ملامة في ظل مشاكل الأهل وهذا ما لا أرضى به، فأنا أكرم أبي في العمل ولا يمكن أن أهين أمي، لذا أوقفت الديو، وأنا من لندن أعطيت الكلمات لطوني أبي كرم، فإن صغر بعض المقاطع أو عدل في كلمة فهذا لا يعني أنه صاحب الكلمات، بل هي كلماتي ومشاعري. نجاة الصغيرة وعبدالحليم حافظ وغيرهم عدلوا في كلمات نزار قباني كي تناسب اللحن، فهل هذا يعني بأنهم هم الشعراء وأصحاب الكلمات؟ طوني أبي كرم وضعني في موقف محرج، فرض نفسه في الإستديو وأنا مستعجلة لتنفيذ الأغنية كإهداء لروح والدي، لدرجة أنه أراد مسح إسمي من خلال قوله لنكتب أن الأغنية فكرة الشاعرة سارة الهاجري وتأليف غنائي طوني أبي كرم، علماً أن طوني أبي كرم تعرف على وديع الصافي من خلالي وهو لم يكن يعرفه من قبل.
* وديع الصافي رافقكِ إلى معرض الكتاب في بيروت عندما إستقبلك السفير السعودي علي عواض عسيري في الجناح السعودي حيث تم تخصيص مساحة لكتابك “حنين البرقع”..
– صحيح، حضر وديع الصافي إلى المعرض على أنه مدعو من قبل السفارة السعودية بينما أنا من وجهت له الدعوة ورغم أن إبنه جورج الصافي قال بأن والده جاء كرمى لي، إلا أن حضوره كان بمثابة تكريم له من السعودية، من حبي لبلدي كرمت وديع الصافي دون أن أقول بأني أنا من دعوته. لذا جرحني جورج الصافي بكلامه الذي لا أجده يليق بفنان بحجم والده.
* كيف لمستِ إهتمام سعادة السفير السعودي بكِ في بيروت..
– أشكره جداً على إهتمامه بي، لي الفخر بأن سعادة السفير رفض دخول القاعة قبل أن أصل، هذا وسام شرف بحد ذاته. فأنا حضرت بدعوة من السفارة إلى بيروت ولكني لم أجد شهادة شكر من قبلهم إلا أن كتابة السفير بخطه على كتابي فهو شهادة بحد ذاتها.
* أيضاً على كتابكِ كتبت لكِ الإعلامية نضال الأحمدية كلمات تفتخرين بها كثيراً..
– صح، أنا أفتخر كثيراً بشخصيتين وكنت أعتقد أنه من المستحيل أن أقابلهما وهما غادة السمان ونضال الأحمدية.. كل كتاب لغادة السمان أشتري منه أربع نسخات، إضافة إلى نضال الأحمدية كإمرأة صمدت وبقوة تجاه كل الأقوياء وكتبت لي كلمة على كتابي عندما إلتقيت بها وهذا ما أفتخر به كثيراً. سررت بالتعرف عليها.