أحيت سفارة جمهورية أذربيجان لدى دولة الامارات العربية المتحدة مؤخراً الذكرى الخامسة والعشرين على مأساة 20 يناير التي اسفرت عن استشهاد وجرح مئات المواطنين الاذربيجانيين على يد القوات السوفيتية، واعتبار هذه الذكرى المأساوية خطوة نحو الإنعتاق من أعباء النير السوفيتي والتوصل للإستقلالية والحرية والديمقراطية.
وقال سعادة / ألخان قهرمان سفير جمهورية أذربيجان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة أمام حشد من أبناء الجالية الأذربيجانية في الدولة والضيوف، بهذه المناسبة:” إن مئات الآلاف من المواطنين كباراً وصغاراً ورجالاً ونساء تدفقوا إلى ساحة التحرير ليطلبوا من القيادة السوفييتية بتحقيق الإصلاحات الديمقراطية، الا انه في المقابل أمر رئيس الاتحاد السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف بإرسال الوحدات القتالية التابعة للجيش السوفييتي إلى جمهورية أذربيجان السوفييتية الإشتراكية بذريعة مقاومة الخطر المزعوم الوشيك للأصولية الإسلامية فيها، الأمر الذي كان سيؤدي حتما إلى كارثة إنسانية إثر مواجهة مسلحة مع مواطنين عزل. وحدث هكذا.
واضاف : “فى منتصف ليلة العشرين من شهر يناير 1990 قامت القوات السوفيتية بالهجوم الشرس على العاصمة باكو من كافة الاتجاهات بواسطة الدبابات والمدرعات والرشاشات الثقيلة التي كانت تقتل كل ما تشاهده في الأفق، وأسفر ذلك الهجوم عن سقوط مئات القتلى والجرحى وتسبب بموجات من الشعور بالصدمة وأفول الآمال لدى المواطنين البسطاء بتحسن الحياة فى إطار الإتحاد السوفييتي”.
وتطرق سعادته في كلمته الى ان الشعب الأذربيجاني كان يدرك أنه في نضاله سيحتاج إلى زعيم حكيم وحقيقي، وتمثل ذلك في القائد حيدر علييف الذي كان حينذاك تحت مراقبة السلطات السوفييتية الخاصة في موسكو، حيث توجه برفقة نجله إلهام علييف (الرئيس الأذربيجاني الحالي) إلى البعثة الأذربيجانية الدائمة في موسكو وأعلن بيانا عبر فيه عن اعتراضه على العدوان المذكور واتهامه الخطير لمنفذي المأساة والرئيس السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف شخصيا، وطالب بسحب الجيش من العاصمة باكو فورا، ولا شك في أن إعلان هذا البيان وانتقاد رئيس الدولة رسميا في عهد حكم الاتحاد السوفييتي بموسكو كان يطالب بشجاعة كبيرة.
وقال سعادته: “وبعد أن عاد حيدر علييف بطلب الشعب الأذربيجاني إلى السلطة مرة ثانية قام بخطوات ملموسة رامية إلى تقييم أحداث 20 يناير تقييماً سياسياً، و بقرار رئيس الجمهورية تم إعلان 20 يناير يوم الحزن الشعبي العام في أذربيجان وإكراماً للشهداء وتخليداً لذكراهم، فقد تم بناء ممر الشهداء الذي أصبح مكانا مقدسا يزوره كل أذربيجاني وضيوف العاصمة”.
في ختام كلمته قال ألخان قهرمان أن 20 يناير يظل في ذاكرتنا الجماعية بمثابة يوم تبشيرنا والأجيال الصاعدة بالحرية.
ولفت قهرمان الى ان جمهورية أذربيجان تشهد بقيادة فخامة / إلهام علييف نموا شاملاً و تشهد العديد من الإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تضع سعادة المواطن على رأس أولوياتها، وأن أذربيجان التي تحوز على 80% من إجمالي حجم الإقتصاد الإقليمي والتي تمارس سياستها الخارجية بصورة مستقلة، قد أصبحت شريكاً إستراتيجياً هاماً يمكن الوثوق به لجميع العالم، لا سيما القارة الأوروبية من حيث توفير أمن الطاقة.