* ما هو جديدك، وما هي ملامح العمل القادم؟
– أنا بصدد التحضير لعمل جديد وقد تمت الاختيارات وبدأت التسجيل. وهذا العمل سيكون مختلفاً عن كل ما اعتاد عليه الجمهور سماعه مني، سواء باللهجة اللبنانية سيكون هناك اللبناني الجديد، والمصري الجديد وحتى الاغاني التونسية ستكون مختلفة. وذات الشيء بالنسبة للاغاني الخليجية وهذا من باب التنوع والتجدد كي لا اكرر نفسي وهذا يأخذ وقتاً مني، لكن بكل تأكيد هناك خطوة جديدة أقوم بها.
*هل ما زلت تعيش القلق اثناء تقديم اي عمل جديد؟
– نعم، ما زلت أقلق، فأصعب مرحلة هي مرحلة الاختيارات وبداية تحضير الالبوم. وبعد ذلك أدخل مرحلة أخرى هي ردة فعل الناس وكل هذا فيه قلق.
* عندما تختار أغنية هل تحكم حسك كصابر أو تحاول الدخول في أمزجة الناس؟
– الإثنان معاً لهما مكانة عندي. يجب أن أكون راضياً عن نفسي اولاً. والاغنية ترضيني وتقنعني، وتكون شكلي ولوني والا لا اخذها. بذات الوقت يجب ان تصيب الناس.
* هل سهل أن يصاب الجمهور بالدهشة ونحظى برضاهم؟
– لا أبداً، هذا صعب جداً، إرضاء الجمهور غاية لا تدرك فاحياناً احب اغنية قد لا يدركها الناس، والناس قد لا يلتقون جميعا على حب اغنية واحدة. واحيانا كثيرة احب اغنية والناس لم يلتقوا عليها او لم ياخذ بها كما توقعت وانا قد حدثت معي اني قدمت على سبيل المثال ثلاث اغاني هي “سيدي منصور”، “عز الحبايب”، “اتحدى العالم” هذه الاغاني اتفق عليها الناس واحبوها كثيرا في مصر ولبنان والخليج. من هنا احيانا لا نستطيع ان نتنبأ بمزاج الجمهور .
* هل مستوى الاغنية هو الذي يجعلها مقبولة عند الناس؟
– ليس بالضرورة هناك عدة اغاني ان لم اقل كم هائل من الاغاني لم تأخذ حقها. ولو رجعت اليها اليوم اشعر انها قد تأخذ حظها في المعرفة عند الناس في البث، او التصوير او الغناء على المسرح. وهي اغاني ذات مستوى جيد جدا.
* هل تصاب بالخيبة عندما تنجح اغنية وتخفق اخرى؟
– أنا في اختيارات اي البوم لا اركز على اغنية او اثنتين احاول كل اغنية ان اتعامل معها كأنها الاهم واراهن على ان الناس ستحبها. فإن لم تحظ الان بحبهم ربما في الغد سيحبونها. وعادة الناس تتلقف الاغنية القريبة من مزاجهم ثم يلتفتون الى الاغاني الاخرى الموجودة في الالبوم.
* من هم المساهمين في نجوميتك؟ وبمن تثق؟
– اكيد ادارة اعمالي لها فضل كبير علي. وهنا اريد ان اذكر اني اسمع اولادي الاغاني التي اختارها واحب رأيهم لانهم صاروا بعمر يمكن ان يعطوا رأيهم فابني عمره 14 سنة. وهذا الجيل مطلع ويحس وقد طل على العالم من بابه الاوسع وهو الانترنت. وهؤلاء يعرفون بحسهم وذوقهم ان كانت الاغنية ستنجح ام لا. وانا ايضا واسمع اصدقاء مقربين مني عندما اقع اللمسات الاولى على الاغاني واحب ان اعرف رأيهم.
* دخلت في ظلمة القاعة وجلست على كرسي خلفي تسمع امال ماهر، ماذا يعني لك هذا الصوت الذي سافرت من اجل ان تسمعه؟
– أنا ليس لدي تكلف. واتصرف كما احب بكل بساطة وبدون تعقيدات كلمتي واضحة ورأي واضح وان كنت لا احب ان اعطي رأي باستمرار في كل شيء واحتفظ به وعندما احضر لسماع حفلة لاحد. اكون قد اعطيت رأياً من خلال حضوري. وعندما أحضر لسماع امال ماهر يعني علينا ان نعرف من هي آمال ماهر.
* من هي الاصوات التي قد تدعوك الى حب سماعها؟
– أصوات كثيرة مثل فضل شاكر، حسين الجسمي، امال ماهر، ماجدة الرومي وهذا على سبيل المثال وليس الحصر. احب ان اسمع فهم الاغاني واحضر حفلاتهم. وهناك الاسماء الكبيرة مثل جورج وسوف وصباح فخري وسواهم لان الساحة مليئة بالاصوات التي تدعوك الى سماعها.
* يقال هذا فنان ذات احساس كبير لكن صوته عادي وفنان اخر ذات صوت كبير لكن احساسه لا يصل الى الناس. انت مع الاحساس الكبير او الصوت الكبير؟
– انا كمستمع ودون ذكر اسماء احب الاحساس العالي وليس الاداء فقط. الاغنية يجب ان تمسني من الداخل انا مع الاحساس في الاغنية.
* أنتَ كفنان تجد احساسك اهم من صوتك؟
– لا اريد التكلم عن نفسي ولا اقدر ان اقيم حالي ولا الاتجاه الذي انا عليه.
* كم تولي الاحساس في اغانيك اهمية؟
– طالما انا احب ان اسمع الاغاني التي فيها احساس اذن لا بد ان اكون من هؤلاء ويجب ان اغني الاغنية المليئة بالاحساس والاغنية المليئة بالشجن.
* قلت مرة جورج وسوف غير عقلاني، وكاظم الساهر عقلاني ماذا يعني هذا الكلام، فأنا لم افهمه؟
– أفسر لك دون الدخول في المفارقات. جورج وسوف من الشخصيات التي استمتع عندما اسمعها، وجورج تأخذه على سجيته وتتوقع منه كل شيء وكله مقبول منه وجميل في هذه هي اللاعقلانية لانه لا يحاول ان يفكر قبل ان يغني، الذي يعجبه يقوم به فلو اعجبه شيء على المسرح قد يقطع الغناء ويعطي رأيه. هذا الجنون الفني جميل. كاظم الساهر عقلاني لان كل خطوة محسوبة وكل نوتة بحسابها وكل اغنية وكل كلمة بحسابها تشعر كأنه يحمل ورقة وقلم، أحياناً الجنون مهم. الوسوف عليك ان تأخذه كما هو.
* بين هذا وذاك أين أنتَ؟ فنان عقلاني أو غير عقلاني؟
– أرى نفسي من هذا قليلاً ومن ذاك قليلاً.
* لكن أنا لا اراك مجنوناً؟
– صح لأن جنوني محسوب. ولكن من خلال تنوع الاغاني عندي يمكن ان تجدي هذا الجنون فاليوم اغني لك عز الحبايب وغدا اغني لك برشا.
* لكن حضورك على المسرح حضور مهندم ورصين ولا نجدك متفلتاً؟
– أنا لدي طابعاً خاصاً على المسرح، ربما زمان كنت رصيناً أكثر. ولكن هذا لا يعني يجب ان اكون مرهجاً على المسرح لان المسرح له وقاره وحشمته والناس لها اهميتها ومكانتها. فانا ان رقصت ارقص بجرعة محسوبة في وقت محسوب ومعين وليس تهريجاً.
* عفويتك تنطلق اكثر وطفولتك تظهر اكثر خارج الغناء والمسرح؟
– نعم انا طفل اكثر خارج حلبة المسرح. فانا مع ابني اظهر طفولتي. نلعب معاً نحكي معاً واحاول قدر الامكان ان انزل الى طفولته دون ان اكسر حاجز الاب معه.
* لماذا بقي الفن التونسي بمنأى عن اسماع الوطن العربي؟
– اظن اليوم بات الفن التونسي لديه مستمعين. وهناك أغانٍ وصلت الى اسماع الوطن العربي وان لم تكن بهذا الكم الهائل أو بذاك الزخم الكبير. الذي ينقصنا في تونس هو طريقة التسويق ولكن لدينا مواهب واصوات ومبدعين. لكن التسويق هو العائق ومن هنا فنانينا لا يقدروا على الظهور.
* من هي الاصوات الشابة في تونس التي يمكن الاتكاء عليها وان نظرت خلفك تقول هذه الاصوات قادمة؟
– نعم يوجد اصوات جميلة مثل مروان علي وهو سوبر ستار، ألفت رمضان، أسماء بن عثمان ومجموعة كبيرة من الشباب والشابات لو وجدوا من يسندهم سيكون لهم شأن.
* هل تجرب ان تكون الاخ الاكبر لهم؟
– من يقصدني ويطلب مشورتي لا اكون سوى الاخ الاكبر له. اذا صح التعبير. فانا ليس لدي اية مشكلة ان اسدي نصيحة او اقدم معونة. واتمنى ان يأتي يوما ويكون هناك اصوات شابة ذات شأن وتوسع رقعة المعرفة بهم.
* عندما يذكر صابر الرباعي كفنان يذكر انك الفنان الرومانسي كم انت رومانسي فعلاً وكم خطك الفني له هذه الصبغة؟
– أنا طبعي هادئ ولا أحب الضجة وأحب أكثر الأماكن الهادئة والخيال وأعيش في خيالاتي قليلاً، من هنا تأتي رومانسيتي، لأني احب المكوث مع نفسي والتأمل فربما هذه الشخصية قد توحي بشيء ما. وهذه هي بداية الرومانسية وانا في حياتي العادية لست متعجرفاً واعيش ببساطة وهذا قد يصل الى حس الناس، وقد ينطبع في اختياراتي الفنية.
* يقال للفنانين طباعاً خاصة، قد تكون عبثية ومتفلتة هل انت من اصحاب الاطباع الخاصة هذه؟
– أنا برأيي الفنان انسان عادي وطبيعي جداً. ولا يختلف عن اي انسان آخر. بالنهاية هو انسان . لكن المسألة ان كل ما يقوم به الفنان يحسب عليه، لذا يتفاجئ الاخر عندما يرى فناناَ منرفزا ويقال عنه شايف بنفسه. والحقيقة هي ان كل انسان يعصب وينرفز. وكل انسان قد تخرج من فمه شتيمة .فهذا بالنهاية انسان له مشاعر وقدرة على التحمل ومن المستحيل ان يعيش الفنان كل حياته مهندم . لكن الفنان يعود الى طبعه. هذا الطبع الاتي من ثقافته وتربيته. وبيئته التي يعيش فيها ، وهذا كله قد ينعكس على شخصيته وهو يجب ان لا يكون منفصما في الشخصية من هنا قد يظهر عليه ان عصبي احيانا لكن يجب ان تكون عصبيته بحدود. الفنان على المسرح قد ينرفز من هندسة الصوت العاطلة فما بالك لو اتى احدهم وخبطه بسيارته هل عليه ان ينزل ويضحك له.
* ما رأيك بالفنان الذي يختار اللون الغنائي المحلي ويبقى فيه. خاصة وانك لست من هؤلاء؟
– لازم نحترم اختياراتهم وهذا صعب اكيد. وانا هنا احيي نجوى كرم في اختيارتها لانها بقيت في اللبننة التي تخصها وبقيت في الاغنية اللبنانية والدبكة، والامر نفسه بالنسبة لفارس كرم الذي حافظ على هذا اللون وهذا من حقه. ولا احكي عن الكبار مثل وديع الصافي الذي ركز ووضع ذلك. وانا لا يحق لي ان احكي عن الكبار، بل اتكلم عن فنانين من جيلي والجيل الحالي صعب عليه كثيرا ان يواظب على لون واحد مع تقارب الناس من بعضها ومع اختلاف اذواقها. ومن يفعل ذلك له تحية كبيرة لان هذا اليس سهلاً.
* لو بقيت في تونس هل كانت لتصيبك الشهرة وتكون صابر الذي نعرفه اليوم؟
– لا أعرف. لا اقدر ان اجاوب على هذا السؤال. انا نشأت على الفن الكلاسيكي مثل عبد الوهاب وام كلثوم وسواهم. وتعمقت في الاغنية الشرقية واخذت بها سواء المصرية منها او اللبنانية وانا شخصياً دخلت الاغنية اللبنانية في “عز الحبايب” وان لم تكن اغنية لبنانية مئة بالمائة . ولكن العام الماضي غنيت الاغنية اللبنانية الدبكة وخطوة خطوة اقترب من هذه الاغنية لكن بالنسبة الى الاغنية المصرية فانا معتاد عليها ومعتاد على غنائها. وجربت اللون الخليجي وعدت وكررت التجربة وكانت ناجحة. انا اعتبر نفسي محظوظا كوني اديت كل الالوان.
* عملك القادم هل سيتضمن اغاني خليجية؟
– نعم هناك أغنيات خليجية.
* لماذا الجميع اليوم اشتاق ويريد ان يغني الخليجية هل هناك سر ما في هذه الاغنية؟
– الاغنية الخليجية مختلفة وفيها طعم خاص بها، فيها كلام راقي. وهناك مجموعة كبيرة من المبدعين الخليجيين المهمين الذين يكتبون هذه الاغنية بمستوى رائع. اذن هناك لغة جديدة وطعم جديد. وهذا بالنسبة لي حلو جدا. ولا اجد مانعا ان يغني اي فنان اللون الخليجي اذا كان لديه القدرة، فهذا يعطيه تلونا وسبق وهنا فنانين خليجيين مثل حسين الجسمي الذي غنى المصرية وابدع، وقبله من غنى اللون اللبناني وابدع فيه مثل نبيل شعيل ، هذا جميل.
* اول ما تعرفت عليك في بداياتك ظننتك لبناني كم انت تونسي وكم انت لبناني؟
– انا تونسي ولكن بحكم وجودي الكثير في لبنان وادارة اعمالي في بيروت جعلت الناس تظن ذلك. وانا يشرفني ان اكون لبناني.
* ما هي الافكار اوالملخص الذي يوجز صورة لبنان عندك؟
– الذي يعجبني في لبنان انه بلد لا يقع دوماً صامداً وشامخاً. لا تكيده الهزات . اللبناني يحب العيش والحياة. المسألة الوحيدة التي تهز لبنان هي الاختلاف السياسي بين افرقاء اعرف عنهم شيء. وعندما يتم هذا التوافق السياسي يجعل الشعب كله متوحد . احب نبض الحياة عند اللبناني وهذا ما يجعل دماغي يركب على دماغه.
* قلت مرة ستترك الفن لانك كنت حزينا ومحبطا ما سبب حزنك انذاك؟
– صحيح كنتُ سأترك الفن لاني ضجرت. لأني احسست ان الفن بات مجالاً سهلاً، ومكاناَ للعبث، وصار اي تاريخ فني ليس مرجيعة. وفي لحظة ما يقال انك فنان وهذا لا يغني شيئاَ ولايشكل اية مرجيعة اليوم بات الامر افضل وهناك اسماء سمعنا عنها وسرعان ما رحلت بعد اول اغنية والاصيل الجيد وحده الذي بقي وهذا جيد.
* ربما حتى الجيد والاصيل بات صعب ان يظهر؟
– هذا صحيح النجومية اليوم باتت صعبة.
* ماذا يمكن ان تفعل في حال تركت الفن؟
– لا اعرف ممكن ان ادخل مجال الاعمال علما ان شخصيتي لا تلاءم روح الجلوس خلف مكتب فانا رجل احب الحركة ربما كنت عملت في مجال البناء والهندسة.
* أجواء الفن قد تؤسس لكأبة؟
– الكآبة كلمة كبيرة . لكن الفن يجعلني ان اقوم بخطوة الى الخلف، حتى ارى ما هو الوضع . ولكن الكآبة لا . فانا لست شخصية استسلامية.
* من هو الملحن العبيط؟
– الذي لا يعرف ان يدرس الصوت ولا يعرف ماذا يليق بهذا الفنان.
* هل تعرفت على هذا الملحن العبيط؟
– اكيد هناك ناس اسمعوني اغاني ليست لي ابدا وفعلا كانت اغاني مضحكة.