غضب الطريق…شيطان الموقف
بقلم: الكاتب الإماراتي د.منصور عبيد المنصوري
تمشي بهدوء لا تحسد عليه، مجبر عليه وأنت ذاهب لعملك، ولا حرية لك مادمت قد دخلت ذلك السيل الجارف ولا تملك قرار الانسحاب، بسبب ذلك الصف الطويل من السيارات الذي يمتد لمئات الأمتار وأحياناً إلی مد بصرك، عيناك علی الطريق وعقلك مشغول بنهايته !
أعصابك مشدودة قدماك لم تتوقفا عن الحركة بين خفض ورفع، يداك علی المقود بإحكام، لئلا يأتي أحدهم فيستغل فراغ فيقتنصه ويأخذه منك بتجاوز قانوني أو خاطئ !
تسمع أبواق الاستنكار من بعض السيارات، معلنة عن غضب السائق من فعل خاطئ وتصرف أخرق من سائق آخر، ولو إستطعت أن تسمع ما يدور في المقصورة لسمعت من السباب ما يحجمك عن فعل الخطأ !
هنا بالضبط … يبدأ غضب الطريق !!
وهو إنفعال وتوتر نفسي يسيطر علی سلوكيات الكثير من السائقين ويعبر عن حالة السخط والغضب وعدم الرضا عما يدور حوله في وقت زمني محدد ينقشع مع زوال الموقف، ولكن يبقی تأثيره السلبي بصورة تراكمية، ويؤثر علی حالة الفرد النفسية مع استمرار نفس الموقف.
فغضب الطريق لا يصيب إلا من كان ذا شخصية سلبية سريع الانفعال عصبي المزاج سيء الأخلاق.
وهذه آفة في سلوكيات الأفراد ويجب تقويم سلوكياتهم ومراجعة ردود أفعالهم، حتی لا تؤدي مثل هذه الانفعالات إلی نتائج سلبية علی صحة وسلامة المنفعل.
فعلی الطريق … يجب أن يتخلق الفرد بالفضائل، وأن يعطي للعقل مساحة قبل ردود الأفعال، وأن يشغل نفسه في الطريق بما يفيد كالتسبيح والاستغفار حتی يطرد عنه الشيطان، ويبدأ يومه في هدوء وانسجام.