ببادرة
طيبة من مهرجان دبي السينمائي المزمع عقدها في الفترة الممتدة من 12 إلى 19 ديسمبر
2010 و ستكون للسينيما الإفريقية حضور قوي
في الدورة، حيث أعلنت إدارة المهرجان على تكريم
المخرج السينمائي المخضرم سليمان سيسي تقديراً لمساهماته الكبيرة التي
قدمها خلال مسيرته الحافلة بالنجاح.
ومن خلال تكريم سليمان سيسي، تكون هذه هي المرة الأولى التي تذهب فيها جائزة
مهرجان دبي السينمائي الدولي المرموقة إلى قلب إفريقيا لتكرم هذا المخرج القدير من
مالي، والذي فاز سابقا بجائزة لجنة التحكيم خلال مهرجان كان السينمائي، وقدم
الكثير من الحكايات الشخصية التي تعكس روح القارة الإفريقية والتنوع الذي تتميز
به.
عن التكريم قال عبد الحميد جمعة، رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي: “قدمت
القارة الإفريقية على مر السنين العديد من الأفلام الناجحة التي تصور الواقع
الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للقارة. ويعتبر سليمان سيسي أحد رواد النهضة
السينمائية الإفريقية”. وأضاف :
“يمثل منح ’جائزة تكريم إنجازات الفنانين‘ لسليمان سيسي اعترافاً وتقديراً
للعمل الملهم والجدير بالثناء الذي قدمه للسينما الإفريقية التي استطاعت التغلب
على جميع العقبات، لتعزز مكانتها على خريطة السينما العالمية. كما تعد هذه الجائزة
دليلاً على التزام المهرجان بدعم الأعمال السينمائية والمواهب الإفريقية المتميزة
“.
وسيكون
سيسي متواجداً في دبي خلال شهر ديسمبر المقبل لاستلام جائزته، كما سيتم الاحتفال
بمسيرته بعرض اثنين من أشهر أفلامه: الفيلم الكلاسيكي “الوقت” الذي يروي
قصة فتاة صغيرة تمتلك قوة خارقة في التعامل مع الحيوانات، تسافر حول القارة هرباً
من نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، قبل أن تعود إلى موطنها مجدداً؛ وفيلم
“قل لي من أنت” الذي تدور
أحداثه في مالي ويروي قصة عائلة يسود حياتها التوتر والضجر واختلال العلاقات
الزوجية.وأوضح مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي،
أن الفيلمين يوفران نظرة عن القارة الإفريقية من خلال عيون أبنائها، وقال:
“لقد لعبت مساهمات سيسي دوراً كبيراً في إثراء الجانب الجمالي للسينما
الأفريقية، كما عززت مكانة الفيلم الإفريقي على الساحة الدولية. وإنه لفخر لنا أن
نستقبله ونستعرض أفلامه الناجحة في دبي”.
نبذة
عن سليمان سيسي
ولد
سيسي في مدينة باماكو في عام 1940 ونشأ في عائلة مسلمة. وتقوم فلسفته السينمائية
على فكرة أن “كل دولة لها الحق في أن يتم تمثيلها عن طريق السينما”.
وتجمع أفلام سيسي، الذي شب على السينما والأفلام منذ نعومة أظفاره، بين القصص
الفردية والنصوص الضمنية التي تصور الجانب الاجتماعي والثقافي للحياة في القارة
السمراء. وبدأ سيسي مسيرته كمساعد مخرج في فيلم وثائقي عن اعتقال باتريس لومومبا،
أول رئيس وزراء لجمهورية الكونغو يتم انتخابه بصورة شرعية. وتخرج في وقت لاحق مع
منحة لإكمال دراسته في “كلية موسكو للسينما والتلفزيون”. وتتضمن قائمة
أعماله فيلمه الأول “خمسة أيام من العمر” (1972) الذي تم عرضه لأول مرة
خلال “مهرجان قرطاج السينمائي”؛ وفيلم “العمل” (1979) الذي
فاز بجائزة حصان ينينغا الذهبي
للمهرجان الأفريقي للسينما والتلفزيون؛ وفيلم “النور” (1987)، الحائز
على جائزة لجنة التحكيم خلال مهرجان كان السينمائي عام (1987)؛ وفيلم “الوقت”
(1995)، الذي تم ترشيحه للفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي(1995).
وتميز سيسي أيضا بمحاربته للاستبداد، فقد تم منع عرض فيلمه “الفتاة”، من
قبل وزير الثقافة المالي عام (1974)، وتم
اعتقال سيسي وسجنه على إثر ذلك. ولم تثنه هذه التجربة عن مواقفه ليقدم في عام(1982) فيلم “الريح”،
الذي يروي قصة الشباب الممتعضين من النظام الدكتاتوري، والذي فاز سيسي على إثره
بجائزة حصان ينينغا الذهبي
للمهرجان الأفريقي للسينما والتلفزيون في عام(1983) وذلك للمرة الثانية خلال مسيرته.
يرأس
سيسي “اتحاد المبدعين والناشطين في قطاع السينما والفنون السمعية البصرية بغرب إفريقيا” (UCECAO)، الذي يهدف إلى تشجيع ودعم أبناء هذه المنطقة من السينمائيين
الناشئين.
وخلال
الدورات السابقة، قدم مهرجان دبي السينمائي الدولي “جائزة تكريم إنجازات
الفنانين” لعدد من أبرز الشخصيات السينمائية العربية والآسيوية والغربية، من
بينها المخرج المصري داود عبد السيد، والمخرج الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب،
والممثل الهندي القدير أميتاب باتشان، والمخرج الأمريكي الشهير أوليفر ستون.