إحتفلت بيروت أمس بليلة ثقافية سينمائية مميزة شهدت عودة مسرحية “فيلم أميركي طويل” للمبدع زياد الرحباني الى الحياة، ليس على خشبة المسرح بل عبر شاشة السينما.
في سينما اسواق بيروت اجتمع اهل الصحافة والإعلام ونخبة من أهم الممثلين والسياسين والمنتجين والمخرجين، لمشاهدت العرض الأول لهذا الفيلم، كاميرا ميوزك نايشن كانت ايضاً موجودة وسننقل لكم أبرز المقابلات واللقطات من حفل الإفتتاح قريباً.
بعد “بالنسبة لبكرا، شو؟”، ها هي مسرحية “فيلم أميركي طويل” تعود من الذاكرة الى الحاضر، تتخطى الصوت لتصبح على شريط سينمائي من إنتاج Mercury وبمبادرة من شركة M.Media . المسرحية التي عُرضت عام 1980، وافق زياد على نشر المقاطع المصوّرة منها، بعد سنوات من المفاوضات. فهذه المشاهد قامت الراحلة ليال الرحباني بتصويرها آنذاك مستخدمةً كاميرا Super 8 ، ولم يكن مقرراً عرضها أبداً.
وتتناول مسرحية ”فيلم أميركي طويل“ الحرب الأهلية اللبنانية في سنواتها الأولى العبثية والقاسية وتعكس صورة عن مجتمعنا من خلال حالات ”غير طبيعية“ أفرزتها الحرب بشكل مباشر. تجري أحداث ”فيلم أميركي طويل“ في مستشفى للأمراض العقلية، حيث تعالَج مجموعة أشخاص يعانون اضطرابات عصبية، مثل انفصام الشخصية، الصدمة النفسية، الطائفية المفرطة، رُهاب الميليشيات والفلتان الأمني… بالإضافة إلى الإدمان على المخدّرات. هكذا، يمرّ العلاج بمراحل عدّة لمحاولة إعادة دمْج المرضى في المجتمع الذي يُعتبر ”طبيعياً“. تفشل جميع طرق العلاج التقليدية، وصولاً إلى علاج المجموعة الذي يفضح النوايا المبيَّتة لدى الطاقم الطبّي، ما يهدِّد بفقدان السيطرة الكاملة على الأمور. هنا يتم اللجوء إلى الحلّ الجذري الذي يُترَك للمُشاهد استنتاج نتائجه في ختام المسرحية.
وتتمتع مسرحية”فيلم أميركي طويل” بقيمة فنية عالية في ذاكرتنا الشعبية وإرثنا الثقافي العام، هذا ما دفع M.Media إلى تحويلها من عملٍ مسرحي الى شريط سينمائي ايضاً لتثبت من جديد ان الفن الحقيقي لا يموت، وكانت النتيجة رضى تام من قبل كل من شاهد الفيلم وحماس كبير لدى الجمهور لمشاهدته في السينما، حتى ان مواقع التواصل الإجتماعي ونشرات الأخبر غصّت بالتعليقات على هذا العمل حتى قبل ايام من صدوره.
ويُعرض الفيلم ابتداءً من 20 تشرين الأول 2016 في معظم صالات السينما وفي مختلف المناطق اللبنانية. وسيتمكّن الجمهور لاحقاً من مشاهدة ”فيلم أميركي طويل“ و”بالنسبة لبكرا، شو؟“، بالإضافة إلى إنتاجات أخرى على الموقع الإلكتروني لـM.Media.