تابعتُ بالصدفة إحدى حلقات مسلسل “لحظات حرجة” وهو يعتبر النسخة العربية من عدة مسلسلات أجنبية تتمحور حول حياة الأطباء والمرضى في مستشفى معين، أبرزها ER!
ولأنني أمضيتُ أعواما طويلة أتدرب على الإسعافات الأولية مع الصليب الأحمر اللبناني، ورغم أن هذا حدث منذ سنوات خلَت، إلا أنني لا أزال أذكر بعض المبادىء الأساسية للعمل الإسعافي، أهمها أنه لا يمكننا إجراء CPR لمريض يتنفس وينبض قلبه، لأن تقنية الـ CPR تنفذ على المرضى الذين توقف قلبهم عن العمل، لمحاولة إحيائه من جديد، ولذا من خلال عملية الضغط على القلب بكف اليدين شرط أن يكون المريض مستلقيا على أرضية صلبة، ومن خلال إعطائه النفس من خلال أداة تسمى الـ ampobag، يحاول المسعف إعادة إنعاش قلب المريض وتنفسه لمدة أربعين دقيقة، قبل أن تُعلن الوفاة في حال لم تنجح الـ CPR بإعادة الحياة إلى القلب المتوقف!
في الحلقة التي شاهدتُها من مسلسل “لحظات حرجة”، وصل أحد الأطباء إلى غرفة الطوارىء ليجد مريضا مستلقيا، أخبرته الممرضة بأنه ينتفس بسرعة وقلبه ينبض بشكل متقطع.. فبدأ الطبيب بتنفيذ عملية الـ CPR له لما يقل عن دقيقة، ومن ثم حين لاحظ أن المريض توقف عن اللهاث، نظر الطبيب إلى الساعة المعلقة في غرفة الطوارىء، ليحدد ويعلن وقت الوفاة!
وفي إتصال مع د. نزار زهر، وكي لا أعتمد فقط على ذاكرتي التي اعتدت على خياناتها المتكررة، أكد د. زهر معلوماتي، لا بل أضاف بأن الـ CPR وإن نفذت بشكل خاطى وعلى مريض لا يزال قلبه ينبض، فقد تؤذيه بشكل كبير..أَضف إلى ذلك أنه لا يمكننا أن نعلن وفاة مريض دون أن نمنحه حقه الشرعي في أن نحاول إعادة إحيائه من جديد!
فهل قام القيمون على المسلسل ببعض البحوث البسيطة للقواعد والأسليب الطبية قبل أن يبدأوا بتصوير مسلسل طبي طويل عريض؟
قد يعتبر البعض بأنه مجرد مشهد وإنتهى، لكن، طالما المسلسل متابع من قبل الكثيرين، فهل لديكم أدنى فكرة كم مشاهد بات يعتقد الآن أنه عليه أن ينفذ عملية الـ CPR على شخص يتنفس وينبض قلبه؟! وقد يقوم هو بالمثل في حال واجه حالة ممتثلة؟!