موهبته الفنّية بدأت منذ الصغر، فحمل معه تاريخاً حافلاً بالأغاني التي تميّز بها، مثل “برهوم”، “ليزا”، “لوكوندو كوشكوش” ومؤخراً “تحيا الأمّة العربيّة”، وغيرها، بالطبع من الأغاني التي ميّزت الفنّان ايلي مسعد، عبر إعطائها نفحة كوميديّة والتي يعتبرها البعض أنّها لا تليق بمجتمعنا اللبناني. شاءت الصُدف أن ألتقي بالفنّان ايلي مسعد في أوائل العام 2010، فلمست عنده تواضعاً وروحاً مرحاً وإيماناً غير ظاهر للعلن، فتحدّثنا عن حياته الروحيّة وتبيّن لي أنّه شخص ملتزم في الكنيسة. فسألته إن كان يفكّر بتقديم ترنيمة يُظهر من خلالها التزامه الديني، فكان متجاوباً أمام هذا الطرح وعلى أتمّ الاستعداد له. من هنا بدأت المسيرة لكتابة ترتيلة ربما ستشكّل مفاجأة كبيرة لبعض الناس.
“من بين الكلّ”، ترتيلة أحبّ الفنّان ايلي مسعد من خلالها، أنّ يكرّم على طريقته الخاصّة، أمّنا مريم العذراء، عبر تمجيدها بصوته لأنّه يعتبر الصوت نعمة من الله ووزنة من الوزنات، التي هو مؤتمن عليها في حياته. كتب كلماتها ولحنها شربل سعاده، توزيع كابي لطفي أمّا الفيديو كليب فهو من إخراج طوني نعمه وقد تمّ تصويره في ضيعة الفنّان ايلي مسعد، مسقط رأسه عشقوت، تلبية لرغبته، فكانت كنيسة مار سركيس وباخوس المكان الذي اختاره ايلي ليصوّر فيه، نظراً لأهميّتها التاريخيّة حيث يعود تاريخها الى العصور القديمة، فيقال بأنّها كانت معبداً فينيقياً ويُلاحظ بأنّها مبنية على الصخر.
عندما نقول لا شيء مستحيل لدى الانسان، فهو بالفعل لا مستحيل، فإنّنا نرى أمامنا الفنّان ايلي مسعد ينشد ترتيلة للعذراء وقرّر أنّ يُظهِرَ للناس مدى تمسّكه بإيمانه المسيحيّ، ويعترف أيضاً بأنّه “وقع” في الكثير من المرّات في حياته، ولكن لديه ملئ الثقة أنّ يدّ الرّب معه “ولا يريد أنّ يساوم أحد على مسيحيّته”، حسب تعبيره، فإنّه ترعرع في ظلّ تربية مسيحيّة صالحة في منزله الأبويّ. ولكن طريق الفنّ الذي اختاره أراده مطبوعاً بالكوميديا، والتي خرجت معه أحياناً عن “مسارها الأخلاقي”، لكن بالمقابل: “كنيستنا خطّ أحمر وغير مسموح لأحد أنّ يَمُسّ بها” هذا القول للفنّان ايلي مسعد، ويقوله دائماً بطريقة عفويّة لا تخلو من الجديّة، وهو قرّر من خلال تكريمه لمريم العذراء عبر هذه الترتيلة الجديدة، أنّ يظهر للناس الناحية المجهولة من “ايلي مسعد”.