بعد شهرٍ من الحزن والصدمة، أعاد فريق متخصص من تشيلي الأمل إلى نفوس اللبنانيين، بعدما رصد مؤشرات لنبضات قلب بالإضافة إلى وجود جثة على الأقل تحت ركام مبنى دمره انفجار بيروت في 4 آب.
وقد علّق اللبنانيّون آمالهم على الكلبة “فلاش” الّتي تحوّلت إلى بطلة في نظر رواد مواقع التواصل الإجتماعي وغصّت القلوب رجاءً باحتمال العثور على مفقود أو اثنين.
وبعد وقوع كارثة معيّنة، توقف الأمم المتحدة عادةً عمليات البحث والإنقاذ بعد خمسة إلى سبعة أيام في حال عدم العثور على أحياء لمدة يوم أو اثنين. لكن البعض تمكنوا من البقاء أحياء لمدة أطول.
فتى في الخامسة عشر ظل لخمسة أيام تحت أنقاض مبنى تهدم بسبب زلزال في نيبال. امرأة انتشلت في أيار 2013 من تحت أنقاض مصنع في بنغلاديش بعد 17 يوما على انهياره. رجل بقي على قيد الحياة لمدّة 12 يوماً تحت أنقاض متجر بعد زلزال هاييتي عام 2010. إمرأة تبلغ 40 عاماً من العمر بقيت تحت أنقاض مطبخها في كشمير في حادثة أخرى وقعت في كانون الأول عام 2005، وذلك بعد أكثر من شهرين على وقوع زلزال في المنطقة”، هذه كلها أمثلة عالمية على بقاء أشخاص على قيد الحياة بعد أيام على وقوع كوارث، فكيف يبقى العالقون تحت الأنقاض على قيد الحياة؟
في هذا السياق، أوضحت منسقة في لجنة الإغاثة الدولية في تصريح عام 2016، إنّ الوضع المثالي هو أن تعلق الضحية تحت الأنقاض لكن مع وجود منفذ للأكسجين، وألا تكون مصابة، وأن تتوافر لديها بعض المياه.
ومن جهتها، لفتت الطبيبة تيجسري شاه، من منظمة أطباء بلا حدود، الى أنّ الضحية تكون في حالة إنكار للألم كما يحتمل إصابتها بفشل كلوي إن لم تتلق عناية طبية عاجلة”. وأضافت شاه أن وجود أشخاص على قيد الحياة تحت الأنقاض لأكثر من أسبوعين أمر “شديد الندرة”.
وعلاوة على ذلك، يقول الدّكتور محمد حجيج، إنّ الإنسان يمكنه أن يعيش كمعدل عام 3 أسابيع من دون طعام، وحتى 7 أيام من دون مياه، لكن هذه الأرقام تختلف بحسب عمر الشخص، ووزنه، ووضعه الصحي وما اذا كان يعاني من أمراضٍ، ومن الطبيعي أن هذا المعدل يقلّ عند الأطفال”.
وفي حال عدم وجود إصابة بالغة، وتوافر الهواء، ومساحة مناسبة وإن لم تكن كبيرة، تكون المياه هي الأولوية. فيكون العالقون محظوظين إذا توافر لديهم مصدر مياه نظيفة، أو حتى قطرات من مياه المطر، أو مياه من المبردات الداخلية.
والجدير بالذّكر أنّ ذلك يعتمد بالطبع على درجة الحرارة، وكمية السوائل التي يفقدها الجسم بسبب العرق، والإصابة بالإسهال، والحالة الصحية، والعمر، بحسب الدّكتور محمد حجيج.